كشف تقرير لشبكة "سي إن إن"، عن تزايد عمليات الاغتصاب بليبيا، على أيدي كتائب العقيد معمر القذافي، بحق نساء الثوار وحتَّى المواطنين في أجدابيا وبنغازي وعدد من المدن. وقال التقرير: إنّه حصل على مجموعة صور، تبين عمليات اغتصاب جماعي لنساء ليبيات من قِبل جنود القذافي، وبحسب التقرير، فإنّه كانت هناك أساليب تعذيب واغتصاب متعددة للنساء. فمن الحرق بالسجائر.. إلى تشويه بعض أجزاء الجسم، باتت أولئك النسوة بحق ضحايا التوتر في البلاد، بحسب الأخصائية النفسية في مستشفى بنغازي، سهام سرقيوة. وتمتلك سهام مجموعة من الصور الّتي يُمكن لها أن تُثير القلق في النفس، بينها آثار حريق، أو بقايا رضوض وجراح، حيث تقول: "قابلت نحو 140 امرأة، قلن إنّ أعضاء من مليشيا القذافي اغتصبوهن". وأكّدت سرقيوة، أنها سمعت أولى حوادث الاغتصاب هذه، من والدة فتاة مقيمة في أجدابيا، الّتي شهدت صراعًا بين الثوار ومليشيا القذافي. وأضافت: "كانت الفتاة تبكي، وتقول إنّ ثلاثة أو أربعة رجال قاموا باختطافها واغتصابها في الصحراء". ولاحقًا، تلقت سرقيوة المزيد من المكالمات المشابهة، وعندها قررت زيارة مخيمات اللاجئين على الحدود الليبية مع تونس ومصر، ووزعت - بمساعدة مجموعة من المتطوعين - استمارة على النساء هناك، للوصول إلى من هنَّ بحاجة للمساعدة. أحد الأسئلة في تلك الاستمارة كان: هل تعرضت للاغتصاب سابقًا؟ وممن؟ والمفاجأة كانت أنه من بين الخمسين ألف استمارة التي تم توزيعها، أجابت 295 امرأة بنعم على هذا السؤال، والفاعل: مليشيات القذافي. وقالت سرقيوة: "إحدى السيدات قالت إنّ المغتصبين قيدوا زوجها واغتصبوها أمامه، ومن ثَّمْ قتلوه". وأضافت أن أخريات أعربن عن نيتهن الانتحار بسبب حزنهن الشديد، في حين ذكرت بعض الفتيات أنهن احتجزن لأيام طويلة في منازل مهجورة، وتناوب على اغتصابهن أكثر من 15 رجلاً. ولهذا، أطلعت سرقيوة محكمة الجرائم الدولية على نتائج بحثها، حيث يتم التحقيق حاليًا فيما إذا كان نظام القذافي يستخدم الاغتصاب كأداة في حربه. وحتى الآن، كانت إيمان العبيدي الليبية الوحيدة الّتي فضحت جرائم الاغتصاب هذه؛ حينما دخلت أحد الفنادق المكتظة بالمراسلين الأجانب، وحاول مؤيدو القذافي إسكاتها. وقالت سرقيوة: "هذه روايات مؤسفة، فمثل هؤلاء النساء يتعرضن للإساءة من قِبل عائلاتهن ومغتصبيهن. أحيانا ألجأ للبكاء رغم معايشتي للكثير من هذه القصص، ولكن وبعد أن أنتهي من عملي وأفكر فيهن أحزن كثيرًا لأنهن عِشن مآسٍ حقيقية".