نورا: "شمس تربيتي وكنا بنهزر".. وأصدقاء شمس: أكثر واحد فينا بيحارب التحرش "مشهد لم يتعد العشرين ثانية يظهر لقطات مسجلة لمجموعة من الشباب يهاجمون إحدى الفتيات ويسقطونها أرضًا على ظهرها بشكل عنيف وسط تعالى ضحكاتهم" سجل خلال أربع وعشرين ساعة أعلى مشاهدة على مواقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" ليفجر ثورة غضب عارمة فى الشارع المصرى ويضاف إلى سجل التحرش الجنسي الجماعي بشوارع المحروسة ليستشيط الشارع المصرى وتصاب منظمات المجتمع المدني وحقوق المرأة بالغليان بعد خروج "شمس" بتصريحات تبرر الواقعة، مؤكدًا أن الأمر برمته من باب المزاح والهزار ولم يكتف بذلك بل خرجت الضحية بتصريحات تنفى فيها الواقعة وتؤكد أنها كانت على دراية بالأمر وأنه كان مجرد دعابة من جيرانها.. وسط تضارب التصريحات وحاله الضبابية التى أحاطت بالواقعة كاميرا "المصريون" اقتحمت ذلك السياج الذي فرضته أسرة شمس بحي المرج لتلتقى عن قرب الضحية والتى تدعى نورا جنزير وشمس وأسرته لنكشف تفاصيل جديدة ومثيرة فى هذا التحقيق. على مدار 6 ساعات تجولنا بحي المرج بين شوارعه وحواريه الضيقة فى محاولة للتوصل إلى أبطال الواقعة، واستمعت إلى الكثير من الحكايات والروايات بعضها أظهر ذلك الشاب الذي ظهر بالفيديو ويدعى شمس فى صورة الحمل الوديع المغلوب على أمره بل وصفه البعض بأنه اعتاد على الإمساك بالمتحرشين فى الأسواق وضربهم، وبعض الحكايات الأخرى صنعت منه "فان دام المرج" الذي يخشاه الجميع وله اليد العليا فى كل المشاجرات بالمنطقة فقال أحدهم فى خوف "لما شمس بينزل منطقة كل الناس بتعرف إن أكيد فى حد هيقع وحريقة هتقوم".
أما نورا الضحية فقد تسابق كل من سألتهم المصريون فى إلصاق العديد من الاتهامات بها ووصفها بفتاة الشارع المتسولة صاحبة قضايا الآداب، مبررين بذلك ما تعرضت له. وبعد مفاوضات وسجالات وشد وجذب استطاعت المصريون إقناع أصدقاء شمس باصطحابها إلى شمس ونورا وأسرتهما وذلك بعد أن خرجا من مقر النيابة العامة. حيث كانت المفاجأة أن ضحية الحادثة التى تعاطف معها الملايين لما تعرضت له من عنف شديد تربط بينها وبين شمس صلة قرابة واعتادا المزاح العنيف، وقد استطاعت المصريون أن تحاور شمس ونورا عقب عودتهما من النيابة أكدا خلاله أن ما حدث لم يكن سوى "هزار". وأكد شمس ل"المصريون" أنه بريء من تهمة التحرش الجنسى وأن الأمر لم يكن سوى "هزار" اعتاد أن يمارسه مع نورا، مؤكدًا أنها هى الأخرى اعتادت على إسقاطه وضربه. وروى شمس ما حدث معه منذ بدء الحملة الإعلامية ضده مؤكدًا أنه توجه على الفور للقسم الذي قام باحتجازه لمدة يومين، وما دار بينه وبين وكيل النيابة، حيث أكد لهم انه تربى مع نورا فى منطقة واحدة وتجمع بينهم صلة قرابة، مضيفًا: "نورا هى إللى مربيانى"، مضيفًا أنه بعد أن تلك التجربة لن يكرر فعلته مرة ثانية. أما نورا ضحية الواقعة الشهيرة ب"نورا جنزير" أكدت أنها لم تتعرض للتحرش الجنسي وأنها توجهت بنفسها للقسم فور علمها بما حدث للإدلاء بشهادتها وتبرئة شمس. ونفت نورا أن تكون تعرضت للضغوط من قبل أسرة شمس أو إغرائها بالمال من أجل أن تنفى التهمة عن ابنهم، معترفة فى الوقت ذاته بأنها اعتادت على تعاطي المخدرات. وبحروف ملأتها الحسرة والألم أكدت والدة شمس فى أول ظهور لها ل"المصريون" أنها ما تعرض له ابنها إنما كان حملة ظالمة يقف وراءها بعض من يرغبون فى الشهرة، ساخرة ممن يتهمونها بأنها دفعت لنورا أموال لتبرئة ابنها قائلة: "لو كان معايا ادفعلها مكنتش قعدت على الرصيف ابيع مشابك"، مؤكدة أنها سافرت لأداء فريضة العمرة "شحاتة". وقالت والدة صاحب حادثة التحرش الشهيرة بفخر إنها كانت فى شدة فرحتها حينما ذهب ابنها لتسليم نفسه للشرطة وذلك لأنه لم يرتكب أى ذنب، مؤكدة أن نورا تعد أختًا له ومن أسرته وهناك صلات قرابة تجمع بينهم. وطالبت والدة شمس فى الوقت ذاته كل من شاهد فيديو الواقعة بأن يسامح ابنها على ما ظنوا أنه ارتكبه، قائلة "أنا فى النهاية أم، ومرضاش لابنة اختى أو لنفسى أن تتعرض للتحرش". وأضافت الأم المكلومة أنها ستظل تدعو الله أن يحدث مع أبناء كل من ظلم ابنها ما حدث معه، مؤكدة أنها لن تلجأ للقضاء ضد كل من شهر بابنها وستكتفي بالدعاء إلى الله. وفى مشهد مؤثر قبلت نورا رأس والدة شمس راجية منها أن تسامحها عما تسببت فيه لابنها الذى تعتبره أخيها الصغير، فما كان من تلك الأم إلا أن تدعو لها بالستر، مؤكدة أنها تعاملها أفضل ممن لو كانت ابنتها فهى من تساعدها دائمًا فى حمل الأشياء الثقيلة وتناولها المياه. أما المفاجأة الثانية فى تلك القصة فكانت اكتشاف المصريون أن شمس بطل واقعة التحرش الجنسى التى هزت مصر لاعب كرة قدم بنادى الشرطة. وأما شقيق نورا وشقيق شمس فقد أكدا أن الواقعة لم تكن أكثر من مزاح بين الشباب، وإنما اعتادا ذلك، مؤكدين أن هناك من حاول الإيقاع بشمس بسبب وجود عداوة شخصية معه.