قال الله تعالى "حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ * لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِن وَرَائِهِم بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ " المؤمنون 99-100 قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :"إن الله عز وجل يقبل توبة العبد مالم يغرغر " رواه الترمذي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" من تاب قبل أن تطلع الشمس من مغربها تاب الله عليه " رواه مسلم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسىء النهار ،ويبسط يده بالنهار ليتوب مسىء الليل حتى تطلع الشمس من مغربها " رواه مسلم ماذا ينتظر الإنسان بعد أن مضى من عمره خمسة وثمانون عاما ً لا شك أنه لا بد من مراجعه النفس كيف مضت هذه السنوات ؟ وأول ما يفكر فيه الإنسان هو لقاء الله عز وجل فالكافر يقول نموت ونحيا وما يهلكنا إلا الدهر ولكن أهل الأيمان أهل الأسلام يعلمون أن الموت حق و البعث حق والحساب حق وكل ما أخبربه الله سبحانه وتعالى و رسوله صلى الله عليه وسلم من أهوال ذلك اليوم حق فالدنيا دار عمل والآخرة دار جزاء إما الجنة وإما النار ولا بد أن يتذكر الإنسان عذاب القبر أول منازل الآخرة فعذاب القبر حق والقبر مكان ضيق مظلم كئيب إما أن يكون روضة من رياض الجنة وإما أن يكون حفرة من حفر النار. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" يؤتى بأنعم أهل الدنيا يوم القيامة فيصبغ بالنار صبغه ثم يقال : يا ابن آدم هل رأيت خيرا ً قط؟ هل مر بك نعيم قط؟ فيقول: لا والله يا رب ويؤتى بأشد الناس بؤساَ فى الدنيا من أهل الجنة فيصبغ صبغة في الجنة فيقال له: يا ابن آدم هل رأيت بؤسا ً قط؟ هل مر بك شدة قط؟ فيقول: لا والله ما مر بى بؤس قط ولا رأيت شدة قط" رواه مسلم وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما الأعمال بالخواتيم فالخاتمة قد تكون حسنة وقد تكون سيئة ومجال التوبة مفتوح وشروط التوبة: الندم على إرتكاب الذنب ،وعقد العزم الجازم على ألا يعود إليه أبدا ً فيما بقى من عمره والشرط الثالث الإقلاع والإبتعاد عن الذنب وأسبابه والشرط الرابع إعادة الحقوق إلى أصحابها . ومسئولية الحاكم أمام الله عز وجل مسئولية عظيمة وأخبر الرسول صلى الله عليه وسلم إنها أمانة ويوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها . إنها نصيحة محب ومشفق لك محاكمة الدنيا أم محاكمة الآخرة خزي الدنيا أم خزي الآخرة عذاب الدنيا أم عذاب الآخرة . أنت مازلت في فسحة من الوقت ألا تعود إلى الله عز وجل وتراجع نفسك خلال ثلاثون عاما من الحكم كيف حكمت؟عدلت أم ظلمت؟ وهذه الثورة لم تكن من فراغ والنهاية المؤلمة من جنس العمل. وماذا تأخذ معك في القبر وأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم " يتبع الميت ثلاثة:أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد يرجع أهله وماله ويبقى عمله" متفق عليه قال الله تعالى :" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ - وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ " الزمر 53-54 فالموت لا يأتي إلا بغتة وحينئذ يتحسر الإنسان على ما فرط في الدنيا ويتمنى لو أن الله هداه أو يتمنى العودة إلى الدنيا ليحسن العمل ولكن هيهات هيهات ! فأرجو من الله عز وجل أن تنتصر على نفسك وتذلها وتقف أمام الشعب المصري الذي ظلم خلال هذه السنوات العجاف ويطلب منهم الصفح والمغفرة وأن ترد المظالم إلى أهلها و الأموال إلى خزائن الدولة لعل الله عز وجل يعفو ويصفح فهو أهل التقوى وأهل المغفرة وأهل الإحسان فهو أهل لكل ذلك. اللهم بلغت اللهم فاشهد ،، محمد رجب عبد المنعم