كان المشير عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية الجديد على حق تماما عندما رفض إجراء حوارات مع التليفزيون المصرى وعندما سئل عن ذلك وقت أن كان مرشحاً للرئاسة قال : التليفزيون المصرى لا يوجد به سوى مشاكل 42 ألف عامل يتقاضون مرتبات ومكافآت ت تتجاوز ال250 مليون جنيه شهريا ..وأنا لا أقول ذلك تملقاً للسيسى بعدما أصبح رئيسا للجمهورية لأننى لا أريد منه أو من غيره شيئاً ..ولكن هذا الكلام تأكدت منه خلال الفترة الماضية التى كنت فيها شاهد عيان على ما يحدث داخل مبنى ماسبيرو من فساد وتجاوزات وإهدار المئات من الملايين شهريا بصورة فجة وتحت سمع وبصر كل الاجهزة الرقابية التى يبدو أنها إما عاجزة عن القيام بدورها أو أن أعضائها المكلفون بالرقابة على قطاعات المبنى متواطئون مع قيادات الوزارة وإتحاد الإذاعة والتليفزيون . وهنا أتذكر ما قاله لى المحاور الكبير مفيد فوزى فى جلسة جمعتنى به منذ أسابيع إن هذا المبنى لن تقوم له قائمة فى ظل وجود وزيرة مثل درية شرف الدين التى لا يوجد لها تاريخ اعلامى سوى برنامج نادى السينما وفى ظل وجود مجدى لاشين فى منصب رئيس التليفزيون وكل ما يمتلكه من خبرات لا يزيد عن كونه مخرج منوعات . وما ينطبق على درية ولاشين ينطبق على الغالبية العظمى من قيادات المبنى العتيق وكأن هناك مخطط شيطانى لإستمرار إحكام سيطرة الأجهزة الحكومية والرسمية على هذا المبنى بتعيين واختيار هذه القيادات الضعيفة مقابل استمرار دفع ال250 مليون جنيه شهريا مرتبات ومكافآت بخلاف أضعاف هذا المبلغ يتم إهداره على الإنتاج البرامجى الفاشل الذى جعل الكثيرون يبتعدون عن مشاهدة التليفزيون المصرى منذ سنوات وحتى الآن .. والغريب أن الكثيرون داخل المبنى يتصورون أن هناك مؤامرات لإفشال التليفزيون المصرى ويتناسون أن العقليات التى تدير معظم قطاعات وقنوات المبنى عقليات فاشلة وعقيمة ولا يهمها سوى البقاء فى مناصبها لأطول فترة ممكنة حتى الخروج للمعاش وإما الترقية لمنصب أعلى داخل هذا المبنى الذى يدار بعقليات حكومية عتيقة .
وهنا أشير أيضاً إلى جلسة جمعتنى منذ أسابيع قليلة مع الإعلامية هويدا فتحى رئيسة القناة الثانية السابقة حيث أكت هويدا أنها اكتشفت أن ميزانية إعداد أحد البرامج 11 ألف جنيه يوميا ( أكرر يوميا ) وعندما حاولت مواجهة الفساد المدعم بالمستندات لم تنصفها درية شرف الدين أو مجدى لاشين وقاموا بإقالتها وكأن عقاب محاربة الفساد هو الإقالة والإبعاد عن المناصب . وما يقال عن الفساد فى القناة الثانية يوجد مثله الكثير والكثير داخل القنوات الآخرى وفى مقدمتها القناة الأولى .. وسوف اتقدم خلال الأيام القادمة ببلاغات للنائب العام ومباحث الأموال العامة والرقابة الإدارية والنيابة الإدارية للكشف عن العشرات من وقائع الفساد والمجاملات التى تؤدى لإهدار الملايين شهريا فى صورة مجاملات ل (شلة ) وزيرة الإعلام و (محاسيب ) رئيس التليفزيون ..
ويكفى أن أشير إلى أن وزيرة الإعلام استعانت بإحد أصدقائها المقربين من الصحفيين فى اعداد أحد البرامج اليومية مقابل 30 ألف جنيه شهريا رغم أن السقف المحدد للمتعاملين من الخارج لا يزيد عن 10 آلاف جنيه ولكنها طلبت من عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون عمل استثناء لهذا الصحفى لمجرد أنه صديق للوزيرة . . أما عن مجاملات مجدى لاشين ل (محاسيبه ) فحدث ولا حرج ويكفى أن نشير إلى أنه قام بإسناد مهمة إخراج أحد أهم البرامج فى القناة الأولى لمخرج حاصل على مؤهل متوسط ويتقاضى فى الحلقة الواحدة 2000 جنيه .. وأسند مهمة الإشراف على نفس البرنامج لأحد اصدقائه رغم أنه ليست له علاقة بالبرنامج لدرجة أنه لا يعرف حتى أسماء ضيوف الحلقات ومع ذلك يتقاضى من هذا البرنامج وحده 14 ألف جنيه شهريا .. مع العلم أنه لا يوجد مسمى وظيفى داخل ماسبيرو ل (المشرف العام) ولا (البروديوسر ) وقد تم الغائهم بقرار من د. ثروت مكى رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون السابق ومع ذلك تظل هذه المسميات على (تترات ) البرامج ..والغريب أنهم يتحايلون على هذا الأمر بأن يتقاضى هؤلاء المشرفون و (البروديوسر ) مكافآتهم تحت مسمى (شارك فى الإعداد ) وهى وقائع تندرج تحت مسمى الفساد الذى نطالب بمواجهته اذا أردنا حقاً أن يعود ماسبيرو لسابق أمجاده التى ضاعت على ايدى القيادات الفاشلة الموجودة حالياً .
وفى النهاية اقول إن هذه البلاغات ستكون مدعمة بالوثائق والصور والمعلومات التى لن يستطيع أحد إنكارها وأتحدى أى شخص داخل مبنى ماسبيرو أن يكذب أى واقعة منها وأطالبه بمقاضاتى ولتكن ساحات القضاء هى الحكم العادل بيننا .. وللعلم فقد أبلغت قيادات بارزة فى المبنى وبعضها فى الشئون القانونية وآخرى مقربة من الوزيرة بهذه المخالفات ولم يتحرك أحد وكأن ماسبيرو بقياداته الحالية يتحدى الجميع ويرفع شعار : تحيا دولة الفساد !!!