رئيس جامعة دمياط يزور كنيستي العذراء مريم والروم الأرثوذكس للتهنئة بعيد القيامة    تراجع كبير في سعر الذهب الآن.. اعرف عيار 21 وصل كام    أسعار النفط تتراجع عند التسوية مع استئناف الحكومة الأميركية شراء احتياطيها الاستراتيجي    أسامة كمال: إعادة إعمار غزة يحتاج ل5 سنوات.. ونتنياهو فقد آخر «كارت»    رابطة الأندية المصرية ترد على إعلان إنبي المثير للجدل    ضبط 93 مخالفة تموينية في حملة على الأسواق والمخابز بالدقهلية    قصواء الخلالي: السيسي رجل سلام.. ونثق في جميع قرارات الدولة    أثارت الجدل بإطلالتها.. مطربة شهيرة تظهر بفوطة حمام في حفل Met Gala    مريم الجندي تتألق بالأسود في أحدث ظهور لها على "إنستجرام".. صور    بالفيديو.. أسامة الحديدي: سيدنا النبي اعتمر 4 مرات فى ذى القعدة لهذا السبب    أسامة كمال: اتحاد القبائل العربية حائط صد لمنع زعزعة الاستقرار    تحديد موعد انطلاق مهرجان أجيال السينمائي    الشعب الجمهوري بالشرقية يكرم النماذج المتميزة في صناعة وزراعة البردي    انعقاد ثالث المجالس الحديثية بالمحافظات.. السبت المقبل 11 مايو    «عبدالمنعم» يتمسك بالإحتراف.. وإدارة الأهلي تنوي رفع قيمة عقده    تفاصيل اجتماع وزير الرياضة مع لجنة تطوير الاتحاد الدولي للجامعات    زراعة عين شمس تستضيف الملتقى التعريفي لتحالف مشاريع البيوتكنولوجي    تخفيض الحد الأدنى للفاتورة الإلكترونية إلى 25 ألف جنيها من أغسطس    الفريق أول محمد زكى يلتقى قائد القيادة المركزية الأمريكية    بوينغ تلغي أول رحلة مأهولة لها إلى الفضاء بسبب خلل في صمام الصاروخ    فرنسا تعرب عن «قلقها» إزاء الهجوم الإسرائيلي على رفح    جو بايدن يعلن دعم بلاده لإسرائيل ثابت ولن يتغير رغم الخلافات    أماني ضرغام: تكريمي اليوم اهديه لكل إمراة مصرية| فيديو    بالفيديو.. خالد الجندي: الحكمة تقتضى علم المرء حدود قدراته وأبعاد أى قرار فى حياته    نائب رئيس جامعة الأزهر السابق: تعليم وتعلم اللغات أمر شرعي    مراقبة الأغذية بالدقهلية تكثف حملاتها بالمرور على 174 منشأة خلال أسبوع    في اليوم العالمي للربو.. مخاطر المرض وسبل الوقاية والعلاج    وصفة تايلاندية.. طريقة عمل سلطة الباذنجان    فرسان العلم والعمل والإنتاج مع أحمد إبراهيم في قناة مصر الزراعية يومي الاثنين والأربعاء    جامعة القاهرة تعلن انطلاق فعاليات مهرجان المسرح الجامعي للعروض الطويلة    إصابة 4 أشخاص في حادث سقوط سيارة داخل ترعة في قنا    البورصات الخليجية تغلق على تراجع شبه جماعي مع تصاعد التوتر بالشرق الأوسط    وفد النادي الدولي للإعلام الرياضي يزور معهد الصحافة والعلوم الإخبارية في تونس    محافظ أسوان: تقديم الرعاية العلاجية ل 1140 مواطنا بنصر النوبة    البرلمان العربي: الهجوم الإسرائيلي على رفح الفلسطينية يقوض جهود التوصل لهدنة    وضع حجر أساس شاطئ النادي البحري لهيئة النيابة الإدارية ببيانكي غرب الإسكندرية    وائل كفوري ونوال الزغبي يحييان حفلًا غنائيًا بأمريكا في هذا الموعد (تفاصيل)    الرئاسة الفلسطينية تحمل واشنطن تبعات الاجتياح الإسرائيلي لرفح    بدء تطبيق نظام رقمنة أعمال شهادات الإيداع الدولية «GDR»    9 أيام إجازة متواصلة.. موعد عيد الأضحى 2024    انطلاق فعاليات المؤتمر السادس للبحوث الطلابية والإبداع بجامعة قناة السويس    انطلاق الأعمال التحضيرية للدورة ال32 من اللجنة العليا المشتركة المصرية الأردنية    ضبط متهم بالاستيلاء على بيانات بطاقات الدفع الإلكتروني الخاصة بأهالي المنيا    أسامة جلال يخضع لعملية جراحية ويغيب عن بيراميدز 3 أسابيع    بعد الإنجاز الأخير.. سام مرسي يتحدث عن مستقبله مع منتخب مصر    3 ظواهر جوية تضرب البلاد.. الأرصاد تكشف حالة الطقس على المحافظات    نصائح مهمة لطلاب ثانوي قبل دخول الامتحان.. «التابلت مش هيفصل أبدا»    الأمم المتحدة: العمليات العسكرية المكثفة ستجلب مزيدا من الموت واليأس ل 700 ألف امرأة وفتاة في رفح    9 عروض مسرحية مجانية لقصور الثقافة بالغربية والبحيرة    المشاكل بيونايتد كبيرة.. تن هاج يعلق على مستوى فريقه بعد الهزيمة القاسية بالدوري    بكتيريا وتسمم ونزلة معوية حادة.. «الصحة» تحذر من أضرار الفسيخ والرنجة وتوجه رسالة مهمة للمواطنين (تفاصيل)    ضبط نصف طن أسماك مملحة ولحوم ودواجن فاسدة بالمنيا    الجدول الزمني لانتخابات مجالس إدارات وعموميات الصحف القومية    عادات وتقاليد.. أهل الطفلة جانيت يكشفون سر طباعة صورتها على تيشرتات (فيديو)    تفاصيل نارية.. تدخل الكبار لحل أزمة أفشة ومارسيل كولر    عبد الجليل: استمرارية الانتصارات مهمة للزمالك في الموسم الحالي    زعيم المعارضة الإسرائيلي: على نتنياهو إنجاز صفقة التبادل.. وسأضمن له منع انهيار حكومته    أجمل دعاء تبدأ به يومك .. واظب عليه قبل مغادرة المنزل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



10 ألغام تنفجر في وجه السيسي

الشباب والإخوان صداع فى رأس الجنرال.. وتوترات سيناء وليبيا تفتح حدوده

أن تكون رئيسًا جديدًا للدولة،هنا ستكون مطالب من الدقيقة الأولى لدخولك القصر الرئاسى بأن تقدم ما يشعر المواطن الذى يسير بجانب قصرك بأن ثمة تغيير حدث بعد قدوم هذا الوافد الجديد، ولكن أن تكون هذه الدولة التى أتيت لرئاستها تعانى من أزمات تبدأ من المرافق"كهرباء وماء" إلى تهديد لحدودها وعلاقات دبلوماسية متوترة هنا تكون فترة رئاستك صعبة بل ملغمة، وعليك أنت ألا تضغط بقوة على أى لغم حتى لا ينفجر بك بكل تلك الأصوات التى جاءت بك إلى ذلك الكرسي.
هكذا هو الحال بالنسبة للمشير عبد الفتاح السيسى الذى ينصب بعد أيام قليلة كرئيس سادس للبلاد، أمامه ملفات مفتوحة وأزمات متراكمة وشعب حانق من الأساس على الدولة، وعليه أن يجد الحلول ولو حتى لتسكينه، فما بين عشرة ألغام تبدأ بكهرباء دائمة الانقطاع حتى عن العاصمة وأزمة سد يمنع المياه عن مواطنيه وتهديد أمنى لحدود وعلاقات دولية متوترة، يدخل الجنرال إلى القصر.

الشباب: إحنا الصوت لما يحب السيسى "سكوت"
يقومون بثورة ليجردون منها، يحيونها لتسقط مجددًا فى أيد من لا يؤمن بمبادئها، يعودون إلى الميادين يرفعون الهتاف والحناجر، ويبقوا فى تلك الدائرة التى تدور بهم منذ ثلاث سنوات كانوا قبلها صفرًا على الشمال لا يزيد أو ينقص. وفى ظل استعداد مصر لدخول مرحلة جديدة تحت قيادة رئيس جديد، يجب على هذا الوافد الجديد للقصر الرئاسى أن يعي التأثير البالغ لكتلة الشباب التى تحتل مساحة كبيرة بين أفراد الشعب.
"أحنا هنبقى صداع فى دماغ أى نظام، ولا قانون تظاهر هيمنعنا" كلمات بدأ بها حسام أحمد، عضو حركة الاشتراكيون الثوريون، تعليقه على احتمال أن تكون الفترة القادمة من حكم الدولة شاهدة على انتهاكات واسعة فى الحريات، ولفت فى تصريحات خاصة ل" المصريون"، إلى أن القوى المعارضة من الشباب للمشير عبد الفتاح السيسى ستأخذ من ضعف المشاركة فى الانتخابات الرئاسية كأرضية للوقوف عليها، معتبرًا أن الشباب لن يهدأ طالما هناك أخطاء تقع فيها الدولة.
وشدد على أن الطريق مفتوح أمام التحالفات بين قوى الميدان بشرط أن تكون المطالب موحدة لمواجهة أى محاولات لإجهاض الثورة ومطالبها، معتبرًا أن المشير الآن لم يتمتع بقوى فى الشارع ولا يستطيع أن يستخدم قوى البطش تجاه المظاهرات بحجة أنه مفوض من قبل المصريين، ولفت إلى أن الانتخابات ونسبة الأصوات التى أعطت للمشير قد أضعفت من موقفه، خاصة أنها جاءت بعد التمديد فى أيام التصويت وبعد ترغيب وترهيب تعرض له الشارع.
من ناحيته قال محمد عبد الله، عضو حركة شباب 6 إبريل، فى تصريحات خاصة ل" المصريون"، إن الحركة تنتوى فى الفترة القادمة أن تترجم المشاركة الضعيفة فى الانتخابات من خلال عمل سياسى على الأرض، مشيرًا إلى أن الانتخابات كشفت عن أن شعبية المشير محدودة .
وتابع أن المعارضة فى صفوف الشباب معروف بأنها الأكبر والأكثر فعالية، مشيرًا إلى أن ذلك سيتضح فى تحالفات شبابية قد تشهدها الفترة القادمة، لمواجهة أى قرار يتعارض مع توجه الثورة.
ورجح أن تتسبب نسبة المشاركة فى تخفيض قدرة الأجهزة الأمنية على مواجهة المظاهرات، مشيرًا إلى أنه بعد عزوف المواطنين عن الانتخابات يبقى جزء من الشرعية فى الشارع والجزء الآخر فى القصر الرئاسي.

سيناء حدود مفتوحة.. تتحول لثلاث محافظات
بوابة شرقية لنا.. حدودنا الأولي، وقلب أمننا الاستراتيجي، هكذا علمونا وعرفوها فى الفصول الدراسية، لم تأت أخبارها إلا وترتبط بالانفجارات والأزمات، فهذا انفجار وذاك مقتل مجند وثالث اختطاف لضابط، سيناء التى ارتبطت فى أذهاننا بأنها خارج السيطرة المصرية، تعد أبرز التحديات التى تواجه هذا القادم للجلوس على رأس الدولة.
وطالما ما أشار عبد الفتاح السيسى ذلك المبشر برئاسة مصر، فى خطابه السياسى إلى الوضع الأمنى فى سيناء، متحدثًا عنه باعتباره الأدرى به بحكم موقعه السابق فى وزارة الدفاع ورئيسًا للمخابرات العسكرية، ولهذا السبب قد تبدو سيناء هى أبرز معايير الحسابات التى سيضعها الشعب حين يقيم أداء المشير أو يحاسبه على فترة حكمه. فهذا المرشح الرئاسى لم يكن مرشحًا عاديًا بل كان رجلاً عسكريًا مدركًا لخطورة الوضع فى شبه الجزيرة السيناوية، لذا فهو مطالب من اليوم الأول بأن يظهر خلفيته العسكرية تلك فى السيطرة على سيناء ويطرد ما عرفوا فى الفترة الأخيرة بالجماعات التكفيرية المنتمية لتنظيم القاعدة.
وهو ما قاله اللواء محمد على بلال، القائد للقوات المصرية فى حرب عاصفة الصحراء، حيث قال إن من أبرز التحديات التى ستواجه السيسى الرئيس هى سيناء، مشيرًا إلى أن تعامله مع أزمتها الأمنية لن تختلف كثيرًا عما كان فى وزارة الدفاع أو مرشح رئاسي، مؤكدًا أن الخطة ستكون كما هى.
وتابع فى تصريحاته ل" المصريون"، أن المواطن العادى سيشعر بتطور على المستوى الأمنى للبلاد عقب تولى المشير باعتبار أنه سيكون رئيسًا دائمًا وغير مؤقت وستعمل مؤسسات الدولة حينها فيما سيعرف بالدولة المصرية الثالثة.
وأشار إلى أن هذا الاستقرار الذى ستشهده المحافظات سينعكس على توفير قوة الأجهزة الأمنية للتحرك فى سيناء بحيث تكثف تواجدها على المناطق الحدودية وتحديدًا سيناء بدلاً من تشتيت جهودها على الأعمال الإرهابية التى كانت تشهدها المحافظات.

السيسى يواجه شبح الظلام وسكينة الكهرباء بالفحم ولمباته الموفرة
أن تنقطع الكهرباء فى منطقة متطرفة من محافظة مهمشة هنا تستطيع أنت كمسئول أن تنفى وترفض الاعتراف بثمة أزمة ما توجد هناك، ولكن ماذا إذا ما انقطعت هذه الكهرباء فى قلب العاصمة بل فى مركزها التجاري، هنا لن تستطيع أن تنفى أو تكذب، بل تجد نفسك مجبرًا على أن تعترف بأن دولتك باتت ضمن الدول التى تعانى من أزمة فى الكهرباء، هكذا حال مصر بعاصمتها التى تنقطع فيها الكهرباء شتاءً نهارا بحجة تخفيف الأحمال.
ومع بداية ما يسمى ب" الدولة المصرية الثالثة"، يبقى على الرئيس القادم أن يضع فى اعتباره أزمة طاقة تتفجر فى المجتمع المصرى بين الحين والآخر، الأمر القادر على تقليب مزاج الشعب على أى نظام، وهو ما يهدد تلك الدولة الجديدة خاصة وأنها تأتى مع بداية فصل الصيف والمتوقع أن يكون "صيف مظلم".
ويتفق الخبراء على أن المشير عبد الفتاح السيسى، مقبل على أزمة الطاقة التى من الممكن أن تتفاقم مع قدوم شهور الصيف، وهو ما أكده صلاح جودة، الخبير الاقتصادي، الذى قال إن الشعب المصرى لن يقبل مجددًا بأى تقصير من قبل السلطة على مستوى الكهرباء, وأضاف جودة فى تصريحات خاصة ل" المصريون "، أن السبب فى وجود أزمة كهرباء بمصر هو عشوائية التفكير المتعاقبة على الحكومات المختلفة، منذ عهد الدكتور أحمد نظيف رئيس الحكومة الأسبق عام 2005، مشيرًا إلى أن الصراع الدائر داخل الحكومة حول إمكانية الاعتماد على الفحم دليل على التخلف والعشوائية، لأن مصر لا يوجد بها فحم من الأساس.
و تابع أن مصر بها 3.5 مليون سخان ما بين الكهربائى والغاز، لذا فإن من الممكن تركيب شبكات تعمل بالطاقة الشمسية أعلى سطح العقار
و شدد على أهمية استخدام الفحم ضمن منظومة الطاقة فى مصر مع الالتزام بوضع الضوابط والمعايير البيئية، والحصول على موافقة دراسات تقييم الأثر البيئى فى كل مراحل استيراد وتداول وتخزين واستخدام الفحم، واتباع أحدث التكنولوجيات التى من شأنها تقليل الانبعاثات إلى أقل درجة ممكنة، وذلك لمواجهة أزمة انقطاع الكهرباء.

الإخوان: سنستمر فى طريق إسقاط المشير
"تظاهرات .. قطع طريق.. دعاية سوداء.. حشد ضد النظام دولياً.. تعكير صفو العملية التعليمية.. التأثير على الاستثمارات" أعراض صداع مزمن سببته جماعة الإخوان المسلمين لنظام السلطة الانتقالية، والذى كان المشير عضدًا رئيسيًا فيه، أما الآن والمشير أصبح رئيساً فعلياً، فكيف سيواجه عقبة الجماعة؟؟.
" من أهم الملفات أمام المشير، وسيمنحه عناية منذ الأيام الأولى فى الرئاسة" بتلك الكلمات بدأ خالد الزعفراني، الخبير فى شئون تيار الإسلام السياسي، حديثه عن موقع عقبة "الإخوان" أمام المشير عبد الفتاح السيسى عقب توليه الرئاسة، مؤكداً أن حديث المشير عن الجماعة الفترة الماضية شىء، وتعامله معهم عقب توليه الرئاسة شىء آخر.
وأشار "الزعفراني" إلى أن "السيسي" يدرك جيداً حجم جماعة الإخوان وأنها ليست كباقى القوى السياسية الضعيفة بل تنظيم تولى، فضلاً عن 250 ألف عضو منتمى تنظيماً للجماعة وبالتالى لا يستهان بها، ولن يتم التعامل معها بناءً على تصريحات الفترة الماضية, متوقعاً أن يحاول الرئيس عقد موائمات مع الجماعة بحيث تنخفض تظاهراتهم تدريجياً فى مقابل إما السماح لهم بممارسة العمل السياسى تحت مسمى آخر، أو البقاء كجماعة دعوية بعيداً عن السياسة.
وأضاف: أن نجاح تلك الموائمات لا يتوقف على المشير فقط بل على جماعة الإخوان أيضاً.
فيما أكدت مصادر من داخل جماعة الإخوان، أنه بعد نجاح سلاح مقاطعة الانتخابات الرئاسية، وإحراج المشير أمام العالم بأكمله، وكشف كذب الإعلام فى الحديث عن شعبية المشير، تمسكت الجماعة بالسير فى طريق إسقاط المشير عبر التظاهرات وجعلها عقبة أمام السيسى، بالإضافة إلى التركيز على السلبيات والمشكلات ومحاولة استقطاب شباب الثورة من جديد، وأنه فى حال فشل ذلك قد تلجأ إلى الموائمات السياسية.

"رمضان" و"غلاء الأسعار" يهددان العام الرئاسى الأول
دائماً ما يعلق الجماهير أملهم الأكبر مع تشكيل أى نظام جديد على دفع عجلة الاقتصاد ولو قليلاً، ليس من خلال ارتفاع مؤشرات البورصة ولكن فى معيشتهم اليومية من أسعار وفواتير، إلا أن طريق السيسى الاقتصادى محفوف بالمعوقات، فبالإضافة إلى اقتصاد متهاوى، وانخفاض الاحتياطى النقدى، والعديد من القروض، تزامن قدوم "رمضان" مع أيام السيسى الأولى فى القصر، وما يترتب عليه من ارتفاع الأسعار، وبالتالى تضاعف قوة صخرة الاقتصاد فى وجه السيسي.
كما يواجه "السيسي" تحديًا اقتصاديًا آخر يتمثل فى جذب الاستثمارات خاصة فى ظل اسستمرار التظاهرات وعدم استقرار الوضع أمنياً، والدعم الخليجى الذى أكد الكثيرون أنه لن يستمر طويلاً، حيث لن تستطيع دول الخليج "الإنفاق" على احتياجات الشعب المصري.
ومن جانبه أكد الدكتور رشاد عبده، رئيس المنتدى المصرى للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن السيسى سيواجه عقبة اقتصادية كبرى فى طريقه تتمثل فى ارتفاع الأسعار خاصة أن المرحلة الرئاسية تتزامن مع قدوم شهر رمضان ومن المتعارف عليه ارتفاع الأسعار فى تلك المواسم، وعلل عبده ارتفاع الأسعار لضعف الحكومة وعدم قدرتها على القضاء على ظاهرة احتكار القطاع الخاص للسلع التجارية .

الفلول.. "كارت"رابح ربط السيسى بنظام مبارك
لم تؤثر كل الكلمات التى ساقها أنصار جماعة الإخوان المسلمين من ربط السيسى بنظام مبارك، إلا أن تلك الكلمات دائماً ما كانت تخترق أذن لتخرج من الأخرى لاسيما لدى المواطن المصرى غير المنتمى إلى فكر سياسى بعينه، إلا أن صورة نقلتها وسائل الإعلام لرئيس وزراء مبارك أحمد نظيف استطاعت أن تؤثر بصورة كبيرة فى زيادة نسبة المقاطعة باعتراف من حول السيسى أنفسهم.
وهذا ما أكده أيضاً خالد الزعفراني، قائلاً: إن ظهور بعض أوجه نظام مبارك فى حملة السيسى وخلال الانتخابات الرئاسية يصوتون له أضرت به كثيراً، وزادت التخوفات لدى المواطنين من إعادة تلك الوجوه على الساحة مرة أخرى، مشيراً إلى أنهم استغلوا فترة الدعاية وبدأوا فى إظهار دعمهم للسيسى فى محاولة لإيجاد موضع لهم على الساحة، ومتوقعاً أن يدرك المشير خطورته عليهم ويقصيهم بعيداً عنه.
ومن جانبه قال أحمد التهامي، الخبير السياسي، إن العلاقة بين السيسى وقيادات الحزب الوطنى المنحل قامت على المصالح المشتركة والتى تمثلت فى هدف التخلص من جماعة الإخوان المسلمين، ولكن عندما تحولت طموحات السيسى للوصول إلى كرسى الرئاسة تخللت الشكوك والقلق فى العلاقة بين الطرفين وذلك نتيجة شعور قيادات الحزب الوطنى بأن السيسى سيسلبهم العديد من مزاياهم وحقوقهم .
وتوقع التهامى، فى حالة فوز السيسى فى الانتخابات الرئاسية سيحاول تشكيل كيان سياسى جديد سيعتمد فيه على بعضهم دون الآخر طبقاً لدرجة ثقته فيه.

المعتقلون .. انتفاضات داخل السجون.. وتظاهرات أهاليهم فى الخارج
كم من صوت كلما حاولت كتمه زادت شدته، بتلك العلاقة العكسية يواجه السيسى عقبة 23 ألف معتقل، لم يعد إخفاء أوضاعهم داخل السجون أو الطريقة التى يعاملون بها بالأمر الهين، فمع وسائل الاتصال الحديث، وعن طريق الزيارات تتسرب كل يوم من داخل السجون عشرات الرسائل من معتقلين تروى تفاصيل ما يلاقوه فى الداخل، فضلاً عن الموجات الانتفاضية المتتابعة، وقدوم العديد من المنظمات الحقوقية العالمية للوقوف على أوضاع المعتقلين وإعداد تقارير عن أوضاعهم السيئة للغاية.
وعن تعامل السيسى مع ذلك الملف رأى البعض أن السيسى قد يلجأ إلى العفو الرئاسى عن بعض المعتقلين لتحسين صورته لاسيما فى أول فترته، وآخر يرى أنه سيحكم بقبضة من نار منذ اللحظة الأولى وأن فى عهده ستزيد أعداد السجون ولن يقل أعداد قاطنيها.
و توقع أسامة المهدي، ناشط حقوقى فى معهد هشام مبارك، تزايد حالات الاعتقال على خلفية قضايا سياسية فى عهد السيسي, مشيرًا إلى أن أغلبهم سيكون من معارضيه للتخلص منهم. فيما رأى أحمد عبد الجواد أن "السيسي"، قد يلجأ إلى الإفراج عن بعض من وقفوا بجانبه فى 3 يوليو من قوة ثورية فى محاولة لتحسين صورته، مستبعداً أن يفرج عن أى من المنتمين إلى الإخوان.

عودة اللحمة بين الإسلاميين وقوى ثورة 25 يناير
يمثل التيار الإسلامى فى حد ذاته فصيلاً قويًا يستطيع أن يشكل معارضة قوية ترهق السلطة وكذلك القوى الشبابية من حركات وائتلافات، إلا أن الخلاف بينهما دائماً ما يمنح النظام قدراً من الآمان والحماية المحيطة، فتراشقهم بالألفاظ وافتعال المشكلات بينهم قد يكون كفيلاً لشغل كل منهم عن السلطة، إلا أن توحدهم فى وجه النظام، ذلك ما قد يجعل عرشه يهتز، ويدق باستمرار ناقوس الخطر.
وقبيل تولى السياسى حكم مصر، بدأت خطورة تلك العقبة فى الظهور، حيث الدعوات المستمرة لتوحيد قوة ثورة 25 يناير، كان آخرها "بيان القاهرة"، بالإضافة إلى نجاح المقاطعة للانتخابات التى لعبت عليها كل من جماعة الإخوان وحركة 6 إبريل.
وأكد أحمد عبد الجواد، وكيل مؤسسى حزب البديل الحضاري تحت التأسيس والعضو السابق بحركة كفاية، أن الأيام القادمة ستشهد مولد كيان ثورى ضخم يضم كافة القوى التى شاركت في2 يناير بهدف تشكيل جبهة معارضة للعمل على إسقاط الحكم العسكري، مشيراً إلى أن ذلك الكيان سيقام على أهداف محددة.

النهضة .. سد يُعطش المصريين فى زمن المشير
لا تقل لدينا نهر بل قل قد نعطش قد نفقد ماء يومنا .. هاجس يطارد المصريين منذ ما بدأت حكومتنا من قبل الثورة فى الإعلان عن ثمة أزمة ما نشأت بين مصر ودول حوض نهر النيل، تحديدًا دول المنبع منها، سنوات قليلة تعقب الإعلان عن بداية الأزمة ويجد المصريون أنها تسير إلى التعقيد لا الحل، فتلجأ الدول مجتمعة إلى عقد اتفاقية عرفت باسم "عنتيبي" وهنا ترفض مصر ملوحة بوثائق تاريخية ترجع لعقود مصت.
ومع تداول الحكومات وتغير القادمين على كرسى وزير الرى والموارد المائية فى القاهرة تظل السياسة المصرية تجاه أزمة حوض النيل واحدة عصية على التغيير، فما بين آخر وزير للرى فى عهد الرئيس المخلوع "مبارك" وهو محمد نصر الدين علام الذى تجاهل مهامه تجاه الأزمة وراح يحضر مؤتمرات ترشحه للبرلمان، وآخر وزير فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى ذهب إلى إثيوبيا لحضور مؤتمر وجاء ليعقد حوار على الهواء بحضور رئيس الدولة وقوى سياسية اقترحت أمورًا كانت حديث المصريين لأيام.
وأمام ما يمكن اعتباره فشلاً لمصر فى إدارة الملف والدفاع عن حق شعبها فى الماء، يبقى على الرئيس القادم المشير عبد الفتاح السيسى أن يضع أزمة النهر فى أولى أولوياته حتى لا يفاجأ فى يوم بأن مواطن ما فى مكان ما فى الدولة قد عطش.
وهو ما قاله الدكتورهانى رسلان، الخبير فى الشئون السودانية، إن أزمة النيل وصلت إلى مرحلة وصفها بالخطيرة، مشيرًا إلى أن إثيوبيا انتهت تقريبًا من بناء 25% من السد، وتابع أن مصر هنا عليها أن تتخذ مواقف سريعة خاصة أنها باتت على أعتاب دولة مستقرة عليها أن ترسم سياستها التى ستتعامل بها على المستوى الإقليمى وخاصة فى الامتداد الإفريقي.
ولفت إلى أن المشير عبد الفتاح السيسى سيكون مطالب من أول يوم يدخل فيه القصر الرئاسى بأن يضع ملامح لسياسة جولته ويبدأ اتصالاته بالبعد الإفريقى لإيجاد مخرج من الأزمة، مشيرًا إلى أن التعاون مع السودان سيكون مهمًا فى المرحلة القادمة لتدعيم موقفنا.
ونوه إلى أنه إذا ما أثيرت أزمة النيل على المستوى المائى الذى يحصل عليه المواطنون فسيكون ضد النظام، معتبرًا أن نقص المياه مشكلة ليست كارتفاع الأسعار قد يتجاوزها المواطن بالصبر بل سيغضب فور المساس بمياه شربه.

مصر السيسى .. قطيعة مع قطر وتركيا وتقارب خليجى ملكى
قالوا إن مصر قلب المنطقة ورمانة ميزان للشرق الأوسط، ولكن ماذا عندما تتوتر علاقات هذا القلب مع أطرافه، وتهدد بعض العلاقات بالقطيعة، هكذا هى علاقة مصر ببعض دول المنطقة منذ 30 يونيه وحتى الآن، ويبقى فى الفترة القادمة أن نستشرق خريطة علاقة مصر مع المنطقة بأكملها بما فيها دولتى قطر وتركيا علاوة على بعض بؤر الأزمات مثل سوريا وليبيا والسودان.
وفى قراءة للمشهد المصرى وعلاقات القاهرة فى عهد السيسى بباقى دول المنطقة، قال محمد السعدني، الخبير السياسى، نائب رئيس جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا، إن مصر ليست مسئولة عن توتر العلاقات مع الدوحة وأنقرة، محملًا قطر وتركيا مسئولية سوء العلاقات معهما، مشيرًا إلى أن السيسى يعى الدور المصرى وسيكون مستعدًا لفتح الباب أمام أى دولة تريد تحسين العلاقات معها.
وتابع أنه على المستوى الليبى فإن مصر ستظل مع الجهة التى اختارها الشعب، بحيث تدعم الاستقرار وعدم توتر العلاقات على الحدود المصرية الليبية، وفيما يخص سوريا لفت إلى أن مصر لن تتحالف فى عهد السيسى مع الإسلاميين الحاملين للسلاح، مشيرًا إلى أنه حتى الآن الرئيس السورى بشار الأسد يحظى بالشرعية فى الشارع العربى إلى أن يقرر السوريون أنفسهم غير ذلك.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.