أكد محمد صوان، رئيس حزب العدالة والبناء الليبي، أن منطق الانقلابات العسكرية قد ولي، والشعب الليبي لن يقبل به مرة أخري، وأنهم حريصون جدًا علي نجاح المسار الديمقراطي، ونقل السلطة من المؤتمر الوطني إلي كيان آخر لابد أن يكون عبر الآليات الديمقراطية، وذلك سحب الثقة من الحكومة وتكليف حكومة أخري يجب يكون أيضًا عبر الوسائل الديمقراطية. وأضاف- في حوار نشره موقع قناة "الشرق"- أن المشهد الآن في ليبيا هو مشهد انتخابات قادمة بعد شهر، ولجنة صياغة الدستور تعمل وربما تقدم المسودة الأولي للدستور في أقرب وقت، وهناك انتخابات تجري للمجالس البلدية، لافتا إلي أن المشكلة الكبيرة لديهم هي التصدع الأمني، ولو تمكنت الحكومة الليبية الجديدة من السيطرة علي الجانب الأمني وحلحة بعض الأوراق، فربما يحدث خروج عاجل من الأزمة. وأوضح "صوان" أن الشعب الليبي عاني بعد الثورة، والحكومات المتعاقبة لم تحقق انجازات تذكر خاصة في أطار تحقيق الأمن والاستقرار وتقديم الخدمات، وهذا هو ما يجعل بعض البسطاء يتعلقوا بأي أمل وربما لا يفصلون بين الجهات الشرعية وغير الشرعية، لكن عموم المجتمع الليبي والنخب بأي حال من الأحوال لا تري أن ما يقوم به "حفتر" أو غيره أمرًا قد يكون مقبولا. وشدّد رئيس حزب العدالة والبناء الليبي علي أن كل المحاولات الانقلابية التي سبقت، والتي قام بها "حفتر" أو غيره، تم التصدي لها من قبل الثوار الأبطال، متوقعًا أن ما يقوم به "حفتر" الآن سوف يتصدي له المجتمع المدني الذي يرفض العودة للحكم العسكري، كما سيتصدي ل"حفتر" من يرون أن السجل التاريخي ل"حفتر" لا يؤهله لقيادة أي عمل وطني علي الإطلاق، فليس له رصيد يسمح له أو يؤهله لأي عملية سياسية، وبالتالي فلا يوجد أي مستقبل لهذه العمليات. ونوة إلي أن "حفتر" جزء من انقلاب "القذافي" في عام 1969، وجزء من الجيش الليبي الذي ورط الشعب الليبي في حرب تشاد والتي كانت ضحاياها عشرات الآلآف، والشعب الليبي يحتفظ بذاكرة سيئة وسلبية تجاه "حفتر" في هذا السياق، وبالتالي فلا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون "حفتر" أو غيره ممن يحاولون تصدر المشهد السياسي ليقدم نفسه باعتباره منقذا للشعب الليبي حتي علي المستوي السياسي لو قدم نفسه لأي انتخابات، ناهيك عن أنه خارج الشرعية أصلا. وقال:" ندين كل الارهاب سواء باستخدام الدين أو باستخدام أي شعار آخر، وما يقوم به "حفتر" هو إرهاب مثل ما يقوم به التكفيريين أو غيرهم، وبالتالي فهو إرهاب مدان لدينا نحن كحزب سياسي ندعو إلي دولة المؤسسات والقانون والتداول السلمي علي السلطة ولتحقيق الرفاهية والكرامة للإنسان الليبي الذي عاني من القمع لأكثر من أربع عقود". وذكر أن تحركات "حفتر" تأتي عقب كل خطوة سياسية يتخذها البرلمان في صالح استقرار ليبيا، فالمؤتمر الوطني على أبواب اعتماد حكومة جديدة، ويتوقع أن يكون هناك شيء من الاستقرار فى المستقبل بما يوضح ان تحركات حفتر وراءها أسباب ودوافع وجهات تحركها للقضاء على محاولات الاستقرار وبناء الدولة في ليبيا. وأشار إلي أن المنطقة الشرقية وخاصة في منطقتي "درنة" و"بني غازي" بهما بعض العناصر والجماعات المتطرفة والمتشددة والتكفيرية، وأنهم يدينون كل ما تقوم به هذه العناصر، فالمجتمع الليبي مجتمع معتدل ومسلم ولا يقبل بمثل هذه الجماعات، مؤكدًا أن التعامل معها يكون بالشكل الرسمي من قبل الدولة وبأساليب منوعة تبدأ بالحوار وتنتهي بالملاحقة القضائية والقبض عليها من قبل الدولة، ولكن لا يجوز خلط الأوراق. وتابع:" أما باقي مدن ليبيا تكاد تكون خالية من مثل هذه الجماعات المتطرفة، حتي الانفلات الأمني الموجود في العاصمة في الغالب حالات جنائية فردية مثل سرقة السيارات وبعض القضايا الأخري، حيث لا توجد أغتيالات سياسية في العاصمة أو غيرها، فقط في بني غازي وطرابلس وهي مؤلمة ونحن نعتبرها مشكلة كبيرة تحتاج لعلاج الذي يجب أن يكون من قبل الدولة فقط باعتبارها الجهة الرسمية". وبسؤاله عن تواجد ومدي قوة قوات "حفتر"، أجاب :" لا نستطيع أن نقول أن "حفتر" لديه قوات أو يمتلك دعما كافيا له، رغم أنه بلا شك لديه مجموعات ربما استطاع التغرير بهم، والزج بهم في محاولة لاقتحام مدينة بني غازي لمحاولة السيطرة عليها، وقد تصدت له قوات الدروع التابعة لرئاسة الأركان وتمكنت من صده، وهناك بعض الجنرلات المتقاعدين، والذين في أغلبهم محسوبون علي منظومة "جيش القذافي" أعلنوا عبر الفضائيات عن تأييدهم لمزاعم "حفتر" وعمليته التي يروج لها".