أكد اللواء المنشق خليفة حفتر، الذي يخوض مواجهات مسلحة مع كتائب الثوار التابعة لرئاسة الأركان الليبية، أن بلاده ستتعاون مع مصر أمنيًا لمحاربة "المتطرفين" الموجودين في البلدين، موضحًا أن من حق بلاده بناء جيش قوي يكون داعمًا وظهيرًا قويًا لجيش مصر. وأوضح حفتر من مكان وجوده ببنغازي، أن موقف المشير عبدالفتاح السيسي، وزير الدفاع السابق، والمرشح الرئاسي من ثورة 30 يونيو "صحيح". واعتبر أن ما يحدث في ليبيا يعد حربًا على الإرهاب، مشددًا على أن بلاده ستسلم مصر قيادات الإخوان الهاربة إلى ليبيا. وربطت تقارير صحفية ليبية بين تحركات حفتر ضد المسلحين الإسلاميين في ليبيا وبين إطاحة قادة الجيش في مصر، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، يوم 3 يوليو الماضي، بالرئيس محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين". إلا أن وزارة الخارجية نأت بالجيش المصري عن دعم قوات حفتر، في القتال الذي شهدته مدينة بنغازي شرقي ليبيا يومي الجمعة والسبت الماضيين، وخلف 75 قتيلاً و136 جريحًا، منددة بما أسمته "محاولات البعض داخل وخارج ليبيا للزج بمصر فى التطورات الجارية هناك". وقال حفتر: "إن القوات التي انضمت إلينا حتى الآن تقارب ال 70 ألف جندي، انضم لنا أيضًا سلاح الجو والبحرية وسلاح الدفاع الجوي وبالطبع القوات البرية". وردًا على من يتهمه بأنه من أعوان العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، قال: "لقد شاركت في ثورة سبتمبر عام 1969، والتي قام بها كثير من الرجال وليس القذافي وحده، واستمرت هذه الثورة حتى انفرد القذافي بحكم البلاد، واعتقدنا أنه أمين على هذه الثورة، لكن للأسف بعد فترة أخذ البلاد إلى منحنى لا يرغبه زملاؤه، وبدأ يتخبط من هنا وهناك حتى انفصلنا عنه". وأشار حفتر إلى أنه يجري ترتيب الأمور وتخطي جميع المشكلات لإعادة تنظيم الجيش تنظيمًا جديدًا مدربًا ومزودًا بأسلحة حديثة. وأكد سعيه للمصالحة الوطنية قائلاً: "سنسعى إلى المصالحة الوطنية بكل قوة، وهي إحدى الأمور المهمة عندنا، ولا بد من استدعاء كل ليبي بالخارج، وكل من فعل فعلاً مخالفًا للقانون خلال ثورة 17 فبراير، من سفك دماء أبناء ليبيا، أو نهب أموالهم، لا بد أن يحاكم". من جانب آخر، أكد حفتر أن هناك إمكانية ترشيحه لمنصب الرئيس مشترطًا أن يكون ذلك تنفيذًا لرغبة الجماهير، مشددًا على أنه بدأ الثورة بهدف إعادة الأمن والاستقرار إلى الشعب الليبي، و"كذلك تنظيف البلاد من التكفيريين والمتشددين الذين عاثوا فسادًا في البلاد"، على حد تعبيره. يشار إلى أن حفتر قاد الكتيبة الليبية التي ساندت مصر أثناء حرب 1973 ضد إسرائيل، وقاد أغلب المناورات الكبرى التي أجريت في ليبيا، وحصل علي النجمة الذهبية، ثم قاد القوات الليبية في حرب تشاد سنة 1980، وتمت ترقيته إلي رتبة عقيد في ذلك العام، رغم أن الحرب نفسها خسرتها ليبيا بقيادة حفتر، وشهدت مقتل العديد من الليبيين، كما اتهم خلالها بارتكاب "جرائم حرب" ضد التشاديين.