لا يختلف اثنان على كون أحمد حسام "ميدو"، المدير الفني لنادي الزمالك لاعبًا عالميًا حقق شهرة واسعة بالكفاح داخل بلاده وخارجها، وكان من أكثر اللاعبين المصريين الذين أثبتوا وجودهم فى الاحتراف الأوروبي والجميع أشاد بهذه الموهبة سواء رياضيون أو إعلاميون أو مشجعون وتتبعوا أخباره الكروية بكل الفخر والإعزاز، ولكن حديث ميدو مع مدحت شلبي عبر إحدى الفضائيات والذي دار بينهما عن قصة المشادة التي حدثت بينه وبين الكابتن أحمد شعبان، وللحق فقد كان حديثه صادمًا للجمهور، فالمفروض أنه مدير فني لثاني أكبر نادٍ جماهيري فى مصر، والمفروض أيضًا أنه قدوة لكل المدربين، ومثال لكل البراعم التي تشاهد وتستمع إلى النجم المصرى القادم من أوروبا حاملاً الثقافة الغربية والرسالة الكروية التي يريد نشرها على المجتمع المصرى لكى يتعلم منه الجميع الفن الأوروبي.
ولكن ميدو يبدو أن الذي تعلمه كان مفاجأة لنا وكلماته ينقصها الكثير من الخبرة، فقوله معرضًا بالكابتن شعبان أن هناك شخص له قيمة وآخر ليس له قيمة وقاطعه شلبي فى هذه الجملة قائلاً: "يا كابتن كل إنسان له قيمته"، فأصر ميدو على جملته بأن كل إنسان ليس له قيمة يحاول أن يفتعل مشكلة معه من أجل الظهور وهو الذى على حد قوله صنع تاريخه من ذهب، ونحن نقول لكابتن حسام هل الإنسان الذي حظه فى كرة القدم قليل يكون قليل القيمة، فما صنعته أنت من تاريخ صنعته لنفسك أولاً وليس من حقك أن تتعالى به على أحد، وما حققته هو منحة من عند الله لك، وتكليف قبل أن يكون تشريفًا، فبدلاً من أن يعطيك وضعك كلاعب عالمي ومن قبل لاعب فى نادي الزمالك ومنتخب مصر وحققت ماديًا ما يتمناه أى إنسان فكان لابد أن يجعلك كل هذا الفضل متواضعًا عطوفًا على من حولك، رأيناك تقيم البشر بمعيارك أنت ولا ندرى على أى أساس قيمت الكابتن أحمد شعبان هل قيمته ماديًا أم شكليًا والله عز وجل يقول فى محكم آياته إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
وفى الحديث الشريف لأفضل لعربي على أعجمي إلا بالتقوى هذا هو مجال التقييم والحكم على البشر أيها المعلم.
أما أن تقيس البشر من خلال الاعتبارات التي أشرت إليها أنت فهذا يكون فى المستطيل الأخضر فقط ونصيحتى لك إن كنت تريد أن تكون إنسانًا ناجحًا ومحبوبًا ونجمًا تعشقه الجماهير وتهتف باسمه فعليك أن تخفض جناحك وتتعامل بتواضع وتستوعب من حولك خاصة إن كنت أنت الأكبر والأقوى ولا تنسى أنه من تواضع لله رفعه وضع الآية الكريمة نصب عينيك وداخل قلبك "لو كنت فظًا غليظ القلب لانفضوا من حولك" هذا هو ما علمنا ديننا إياه وإن كان ما لديك من عند الغرب فنحن لا نريده فقد تكفينا ثقافتنا المتواضعة.