نأت وزارة الخارجية بالجيش المصري عن دعم قوات اللواء متقاعد خليفة حفتر، في القتال الذي شهدته مدينة بنغازي شرقي ليبيا يومي الجمعة والسبت الماضيين، وخلف 75 قتيلاً و136 جريحًا، منددة بما أسمته "محاولات البعض داخل وخارج ليبيا للزج بمصر فى التطورات الجارية هناك". وقالت الوزارة، في بيان اليوم، ردًا على اتهام صحف ومواقع إلكترونية ليبية للجيش المصري بالوقوف وراء دعم "حفتر"، إن مصر تؤكد على تأييدها "حكومةً وشعبًا إنهاء الانقسام الجاري على الساحة الليبية وحقن دماء الأشقاء الليبيين". وأضافت أن "مصر تتابع باهتمام بالغ التطورات الجارية المتسارعة فى الجارة والشقيقة ليبيا"، وتتمسك ب"وحدة التراب الليبي، وترفض أي تدخل خارجي فى شؤون ليبيا الداخلية". وكانت تقارير صحفية ليبية ربطت بين تحركات حفتر ضد المسلحين الإسلاميين في ليبيا وبين إطاحة قادة الجيش في مصر، بمشاركة قوى شعبية وسياسية ودينية، يوم 3 يوليو الماضي، بالرئيس آنذاك، محمد مرسي، المنتمي إلى جماعة "الإخوان المسلمين". وتقاتل قوات خفتر، التي تسمي نفسها ب"الجيش الوطني الليبي"، كتائب إسلامية، منها "رأف الله السحاتي" و"17 فبراير"، تابعة لهيئة أركان أركان الجيش الليبي. وتصف السلطات الليبية هذا القتال بأنه "محاولة انقلابية"، بينما يعتبره حفتر "استجابة لنداء الشعب الليبي، وهي معركة الدفاع عن الشعب وصيانة لأرواح ضباط وجنود الجيش الليبي التي تزهق كل يوم". فيما أعرب الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، عن قلقه البالغ من "تصاعد أعمال العنف في ليبيا ومحاولة زعزعة الجهود المبذولة لاستكمال بناء الدولة وضرب السلم الأهلي والاستقرار في البلاد". ورفض، في بيان أمس، "استخدام العنف كوسيلة للتعبير عن الآراء السياسية". ودعا جميع الليبيين بمختلف توجهاتهم السياسية إلى "انتهاج الحوار لمعالجة القضايا الوطنية الملحة وإنجاز المصالحة الوطنية الليبية وبناء مؤسسات الدولة والحفاظ على مكاسب ثورة فبراير (شباط التي أطاحت بنظام معمر القذافي عام 2011)". وأشار العربي إلى أنه تم تكليف "ناصر القدوة بتمثيل الأمين العام لجامعة الدول العربية لإجراء سلسلة من المشاورات والاتصالات مع أطراف ليبية وعربية وإقليمية ودولية معنية بالشأن الليبي لوضع استراتيجية عربية شاملة تحدد محاور التحرك العربي العاجل المطلوب لدعم ليبيا في هذه المرحلة الهامة والفارقة من تاريخه". وتعيش ليبيا أوضاعا أمنية متدهورة، وتصاعدًا في أعمال العنف، بسبب انتشار السلاح وتشكيل ميليشيات تتمتع بالقوة ولا تخضع لأوامر السلطة الوليدة عقب سقوط نظام القذافي عام 2011.