مازال الاستفتاء, الذي أجري في شرق أوكرانيا في 12 مايو, وصوت خلاله الانفصاليون الموالون لروسيا, لصالح الاستقلال عن كييف, يتصدر اهتمامات وسائل الإعلام الغربية, التي أجمعت على أنه يهدد استمرار أوكرانيا, كدولة ذات سيادة. وقال صحيفة " كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية في افتتاحيتها في 13 مايو, إن هذا الاستفتاء, الذي أجراه الانفصاليون الموالون لروسيا, غيرُ شرعي، ويشكل خطرا بالغا يهدد هوية الأمة الأوكرانية برمتها. وبدورها, وصفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية, هذا الاستفتاء , بأنه كان معيبا وفوضويا وبدون أي إشراف نزيه، وأدين دوليا بأنه غير قانوني، وأضافت " رغم ذلك, صوّت عشرات الآلاف على ما يبدو نهاية لما تبقى من أوكرانيا الموحدة". وتابعت الصحيفة " نتيجة الاستفتاء نصر كبير للانفصاليين الموالين لروسيا, كما حدث سابقا في استفتاء شبه جزيرة القرم في جنوبأوكرانيا, التي ضمتها موسكو بعد تصويتها لصالح الانفصال عن كييف عن 16 مارس الماضي". وفي السياق ذاته, قالت صحيفة "الديلي تليجراف" البريطانية إن الغرب عموما والاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص، اختارا التدخل مباشرة في السياسة الأوكرانية المحلية, بدعم معارضي الرئيس المعزول الموالي لموسكو فيكتور يانوكوفيتش في فبراير الماضي، لكن يبدو أنه لم يخطر ببالهم أنهم بهذه الطريقة يشجعون الآخرين على التدخل, وذلك في إشارة إلى روسيا. وأشارت الصحيفة إلى أن أوكرانيا كانت دائما مهمة لموسكو أكثر منها لبروكسل، ولكن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي بدوا مرتبكين تماما, عندما فعل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نفس الأمر في القرم، بعد أن رعوا تغيير نظام غير ديمقراطي في كييف. وتابعت "الديلي تليجراف" أن التدخلات الروسية في أوكرانيا, كان يمكن التنبؤ بها تماما، لكن عجز الغرب عن مواجهتها هو الأمر "المفجع والكارثي". وكان الانفصاليون الموالون لروسيا في مدينتي دونيتسك ولوغانسك شرقي أوكرانيا أعلنوا أن 89.07% من المشاركين في استفتاء 12 مايو, صوتوا لصالح الانفصال عن كييف, التي أعلنت مسبقا رفضها الاعتراف به، في حين أكد الاتحاد الأوروبي أنه لن يعترف بنتيجة الاستفتاء، واعتبر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند أن الاستفتاء لا قيمة له. وفي المقابل، دعت روسيا إلى تنفيذ نتائج الاستفتاء, الذي جرى في دونيتسك ولوغانسك في 12 مايو, من دون عنف وبطريقة حضارية، في وقت اتهم فيه الرئيس الأوكراني المؤقت أولكسندر تورتشينوف روسيا بالعمل على إسقاط السلطة القائمة في كييف, عبر تأييدها هذا الاستفتاء. وشدد الكرملين في بيان له في 12 مايو على ضرورة الانطلاق من مبدأ أن يتم التطبيق العملي لنتائج الاستفتاء بشكل متحضر, ومن دون أي لجوء للعنف، وعبر الحوار بين ممثلي كييف ودونيتسك ولوغانسك. كما أعلن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف أن بلاده لا ترى فائدة من إجراء محادثات دولية جديدة بشأن أوكرانيا, من دون ممثلين عن المناطق الانفصالية, في شرق البلاد