ذكرت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية في افتتاحيتها في 21 إبريل أن الصراع في سوريا ما زال محتدما بعد ثلاثة أعوام، ولا يمكن لقادة العالم الغربي أن يديروا ظهورهم لما يحدث هناك. وأضافت الصحيفة أن سوريا ستظل منسية ومنقسمة وعاجزة عن تنظيم انتخابات, حتى لو افتُرِض أن الرئيس بشار الأسد منح شعبه فجأة حرية الاختيار لانتخاب قادته. وتابعت الصحيفة أنه فات الأوان أمام قادة الغرب للإطاحة بنظام الأسد, لكن عليهم بعد العودة من عطلة عيد الفصح أن يسعوا في إحياء محادثات السلام المتوقفة بين النظام السوري والمعارضة. واستطردت " قد لا نستطيع وقف الحرب في سوريا ولكن لا يمكننا إغفالها". وقال ناشطون سوريون في 21 إبريل إن عشرات الأشخاص أصيبوا بحالات اختناق نتيجة قصف ببرميل متفجر يحوي غاز الكلور على بلدة تلمنس في ريف إدلب في شمال سوريا، فيما تواصلت الاشتباكات في مدينة حمص "وسط", حيث تحاول قوات الأسد اقتحام الأحياء المحاصرة. وبدوره, قال رئيس مجلس الشعب السوري محمد جهاد اللحام في 21 إبريل إن موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الثالث من يونيو المقبل، مشيرا إلى أن باب الترشح للانتخابات سيبدأ اعتبارا من 22 إبريل. وأضاف اللحام في جلسة علنية نقل وقائعها التليفزيون السوري "أحدد موعد انتخاب رئيس الجمهورية العربية السورية للمواطنين السوريين المقيمين على الأراضي السورية يوم الثلاثاء الواقع في الثالث من يونيو/حزيران المقبل بدءا من الساعة السابعة صباحا (الرابعة بتوقيت غرينتش) وحتى الساعة السابعة (الرابعة بتوقيت غرينتش) مساء". كما أعلن اللحام "فتح باب الترشح للانتخابات الرئاسية في سوريا تطبيقا لأحكام الدستور"، داعيا "من يرغب في ترشيح نفسه للتقدم بطلب الترشح إلى المحكمة الدستورية العليا خلال مدة عشرة أيام تبدأ من صباح الثلاثاء 22 إبريل, وتنتهي بنهاية الدوام يوم الخميس الأول من مايو المقبل. ويجب على المرشح الحصول على توكيل من 35 عضوا من أعضاء مجلس الشعب وعددهم 250 عضوا. وكان مجلس الشعب السوري أقر في 14 مارس الماضي بنود قانون الانتخابات الرئاسية التي تغلق الباب عمليا على احتمال ترشح أي من المعارضين المقيمين في الخارج، إذ يشترط أن يكون المرشح للانتخابات قد أقام في سوريا بشكل متواصل خلال الأعوام العشرة الماضية. ولم يعلن الأسد حتى الآن رسميا ترشحه للانتخابات، إلا أنه قال في مقابلة مع وكالة الصحافة الفرنسية في يناير الماضي إن فرص قيامه بذلك "كبيرة". ويشكل رحيل الأسد عن السلطة مطلبا أساسيا للمعارضة والدول الداعمة لها. وحذرت الأممالمتحدة ودول غربية النظام من إجراء الانتخابات، معتبرة أنها ستكون "مهزلة ديمقراطية"، وذات تداعيات سلبية على التوصل إلى حل سياسي للنزاع المستمر منذ منتصف مارس 2011 . يذكر أن الأسد زار في 20 إبريل تحت إجراءات أمنية مشددة بلدة معلولا ذات الأغلبية المسيحية في شمال دمشق، والتي استعادت القوات النظامية السيطرة عليها قبل نحو أسبوع بمناسبة عيد الفصح