تناقش في تمام الساعة الحادية عشرة صباح يوم السبت 20 جمادى الأولى 1432ه الموافق 23 إبريل 2011م بكلية التربية – جامعة بنها (شمال القاهرة)، رسالة الماجستير في التربية (تخصص أصول التربية) المقدمة من الباحث/ أحمد علي سليمان المدير التنفيذي لرابطة الجامعات الإسلامية، بعنوان: "دراسة تقويمية لتجربة مؤسسة دار السلام كونتور الإسلامية في التعليم بإندونيسيا في ضوء مفهوم التعليم للحياة". وتتناول هذه الرسالة دراسة تجربة رائدة في جنوب شرق آسيا، استحداثًا تربويًّا إسلاميًّا ينطلق من أصول التربية الإسلامية، ومن فلسفات التربية الحديثة، في مجال التعليم من أجل الحياة ، يجب الاستفادة منها في شتىى الدول الإسلامية، وهي تجربة مؤسسة دار السلام كونتور للتربية الإسلامية الحديثة في إندونيسيا (التعليم للحياة)، التى استهدفت منذ نشأتها عام 1926 أن تزاوج بين التعليم النظري والتطبيقي في إطار التعليم للحياة، وانطلقت من فلسفة الوقف الإسلامي، وتطويره، واستثماره بطرق مبتكرة لتعظيم الاستفادة منه، واستحداث صور جديدة له، مثل: وقف الشخص نفسه على التعليم طوال حياته.. وغيرها من الصور التي أسهمت في تحمل أعباء التربية والتعليم وتخفيف الأعباء على ميزانية الدولة، وتحقيق اكتفائها ذاتيا، في مجتمع كبير يتميز بالكثرة الهائلة في عدد سكانه البالغ 240 مليونا من البشر، ودورها في: إعداد خريجها للحياة، وخدمة المجتمع تربويا وثقافيا واجتماعيا واقتصادية ورياضيا ودينيا، ومعالجة مشكلاته ومواجهة تحدياته، وجهودها في تعزيز مكانة المجتمع الإندونيسي على الساحة الدولية. وحماية العقيدة الدينية والتصدي لحملات التغريب والتنصير، ومحو أمية الناس في المجتمع المحلي، وتعليم اللغة العربية والإنجليزية لأبناء المجتمع بطريقة تفاعلية حديثة، وإعداد خريجها للحياة. ورعاية أبنائها المبتعثين للدراسة في الدول الإسلامية والغربية، وزيارتهم وتفقد أحوالهم بصورة دورية، وبذل المنح لأبناء الدول المجاورة لها للدراسة فيها. وقد ارتكزت تجربة مؤسسة دار السلام كونتور على عدة أسس، أهمها: • سيادة مناخ الحرية الكاملة في التعليم والبحث العلمي، والارتباط الوثيق بالمجتمع ومراعاة متطلباته واحتياجاته، والعمل على معالجة مشكلاته وأزماته. • الانفتاح على العالم الخارجي وعلى الجامعات والمراكز البحثية والمؤسسات المعنية في العالم، وتبادل المعرفة والفكر، ورعاية البحث العلمي، وتنويع مصادر تمويله. • انتهاج منهج الإسلام في ترشيد الإنفاق والابتعاد عن الإسراف والتبذير فيما لا فائدة منه. • رعاية طلاب العلم، وتأكيد روح المواطنة الحقيقية وحب الوطن في نفوسهم. • تغذية البناءَ الاجتماعي والعمل على إحياء تراث الأمة وثقافتها وهويتها وذاتيتها، والمحافظة على لغتها، لغة القرآن الكريم. • بذل المنح الدراسية لأبناء إندونيسيا والدول الأخرى، وفي نفس الوقت تيسير المنح الدراسية لطلابها المتميزين في الجامعات الكبرى حول العالم. • إجراء المسابقات وبذل الجوائز المناسبة؛ لشحذ همم الباحثين إلى الدرس والبحث، والاهتمام الكبير بالأنشطة، باعتبارها من العوامل المهمة البانية لفكر وعقل وجسم ووجدان الشباب. • استقطاب الموهوبين والمخترعين ومتابعتهم ورعايتهم، وتوفير السبل والإمكانات التي تكفل نجاحهم، وتأمين حياة كريمة لهم. • التوسع في الاهتمام بالجوانب الروحية والثقافية والاقتصادية والاجتماعية والترفيهية وإقامة المعسكرات... والاهتمام بالتدريب المتواصل لتنمية معارفهم وسلوكهم ومهاراتهم. • التركيز على الجانب العملي والتطبيقي الحقيقي، وعلى الأنشطة غير الصفية خارج الفصول؛ لتزويد طلابها بمهارات الحياة، وبالتعليم الفني والحرفي. • تطوير المناهج وأساليب التقويم، بما يسهم في إنتاج عقول مبدعة، قادرة على الابتكار والإبداع والاكتشاف واستشراف المستقبل، ولها القدرة على الاستنتاج والرصد والتركيب والاستقصاء والتحليل والنقد والتقويم. • الاهتمام باللغات العالمية والترجمة، من أجل التواصل والانفتاح على العالم، بما يؤكد تفاعل الثقافات والحضارات. • الاهتمام بأعضاء هيئة التدريس اجتماعيًّا وصحيًّا ونفسيًّا وماديًّا بما يكفل لهم حياة معيشية كريمة ومتميزة، تمكنهم من التفرغ للبذل والعطاء. وتوصلت الدراسة إلى ضرورة الاستفادة من هذه التجربة في بلادنا فيه، باعتبارها المسعف الحقيقي لحل الكثير من مشكلاتنا التربوية، لاسيما وهي تركز في الأساس على تفعيل منهج الإسلام في التنمية البشرية والتنمية الشاملة، وتفعيل الوقف الإسلامي في تمويل التعليم، وتفعيل المنهج الإسلامي في بناء المجتمع الزراعي والصناعي والتجاري، من خلال التعليم للحياة.. خصوصا في هذا الوقت المهم من تاريخ مصر، بعدما شهدته البلاد من ثورة مباركة شاملة، انطلقت في 25 يناير 2011م، بهدف إحداث تغيير جذري في بنية النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي والتربوي؛ لبناء مجتمع ديمقراطي قادر على النهوض والتقدم، واللحاق بركب الحضارة الحديثة. وتتكون لجنة المناقشة والحكم برئاسة: المفكر التربوي الإسلامي أ.د / سعيد إسماعيل علي، أستاذ أصول التربية - كلية التربية – جامعة عين شمس رئيسا ومناقشًا، أ.د / حنان أحمد رضوان، أستاذ أصول التربية بتربية بنها مشرفًا، والدكتور/ عطية منصور عبد الصادق، أستاذ أصول التربية المساعد بتربية بنها مناقشًا، وأيضا الدكتور/ صلاح السيد عبده رمضان، أستاذ أصول التربية المساعد بتربية بنها مشرفًا.. ويحضر المناقشة نخبة من المفكرين وقادة العمل الإسلامي في مصر وإندونيسيا