نظم العشرات من حملة "مستقبل وطن"، المؤيدة للمشير عبدالفتاح السيسي، المرشح الرئاسي، وبتوجيهات المنسق العام محمد بدران، رئيس اتحاد طلاب مصر، سلسلة بشرية أمام مقر الكاتدرائية بالعباسية، وقامت بتوزيع "بوسترات" لتهنئة الأقباط ب "عيد القيامة". فيما كثفت قوات الأمن من تواجدها في محيط الكاتدرائية لتأمين القداس، والذي يترأسه البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وذلك تحسبًا لأي أعمال إرهابية تستهدف الكاتدرائية أو الأقباط. كما دفعت قوات الأمن بالكلاب البوليسية داخل ساحة الكاتدرائية لتفتيش المصلين بالبوابة الرئيسية، ومن المقرر حضور عدد من الشخصيات العامة لتهنئة الأقباط بعيد "القيامة المجيد". إلى ذلك، اعتبر أقباط أن زيارة السيسي للكنيسة اليوم تعد مغازلة للأقباط، ودعائية من الدرجة الأولى، للحصول على أصوات الأقباط في الانتخابات الرئاسية المقررة يومي 26 و27 مايو المقبل. وقال جمال أسعد الكاتب والمفكر القبطي، إن زيارة السيسي للكنيسة مغازلة سياسية يسعى من ورائها إلى الحصول على دعم الأقباط فى الانتخابات الرئاسية، موضحًا أن تلك الزيارة جاءت فى توقيت شديد الخطورة، لكنه شدد على ابتعاد الكنيسة عن توجيه الأقباط للتصويت. ورفض أسعد فكرة المغازلة السياسية التي يقوم بها مرشحو الرئاسة والمسئولون بالدولة للأقباط عبر زيارة الكنيسة وغيرها من الطقوس المعروفة، قائلاً إن "هذا الأمر سينبئ بأزمة كبيرة فى المستقبل بسبب طائفيته، واعتبار البعض أن الكنيسة هي المتحكم الرئيسي في الأقباط ويغفلون بذلك الأقباط كمواطنين مصريين من حقهم التعبير عن آرائهم واختيار المناسب لهم في الانتخابات". وطالب أسعد الكنيسة بوقف خلط الدين فى السياسة، معتبرًا أنها "لا تختلف كثيرًا عما فعلته جماعة الإخوان المسلمين بقيامها بغلط الدين بالسياسة"، منوها لخطورة هذا الأمر على الدولة المصرية. من جهته، قال مجدي صابر، المنسق العام لاتحاد شباب ماسبيرو، إن زيارة المشير السيسي للباب تواضروس لتهنئة المسحيين بعيد القيامة ليست دعائية بالمعنى المعروف، لأن السيسي له مكانة كبيرة فى قلوب الأقباط بعد انحيازه للإرادة الشعب فى ثورة 30 يونيو. فضلاً والكلام له عن سعى المؤسسة العسكرية لرأب الصدع بين المسلمين والأقباط والذي تسببت فيه جماعة "الإخوان المسلمين"، ولم تكتف بذلك بل كفرت شيوخ الأزهر، مؤكدًا أن الأقباط عانوا الكثير فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسي ولم يتم معاملتهم كمواطنين من الدرجة الأولى. واعتبر صابر أن "المشير السيسي هو الأصلح لقيادة مصر حاليًا ويعد شخصية شجاعة قادرة على حماية الوطن من الإرهاب"، مؤكدًا أن "الأقباط لديهم ثقة كبيرة فى المؤسسة العسكرية بأنهم لا تعمل لحساب طرف أو ضد طرف آخر وإن إرساء مبدأ المواطنة هو الحاكم بين جميع المواطنين".