هنئ الشيخ /عبد الناصر بليح الناطق باسم النقابة ونقيب أئمة كفرالشيخ الأخوة الأقباط بأعيادهم المجيدة, مشيراً إلي أن التاريخ يشهد علي أن المسلمين والأقباط منذ الفتح الإسلامي وهم نسيج واحد ومنذ التقاء الإسلام والمسيحية علي أرض مصر يعيش المسلمون والأقباط كأسرة كبيرة واحدة يسودها الحب والوفاء والإخلاص في كل مناحي الحياة ,وذلك باستثناء بعض عهود الضعف والتدهور التي كان الظلم فيها يقع علي الجميع (المسلمين والأقباط معاَ بلي استثناء) . وأضاف بليح أن الاستعمار البريطاني لاحظ الاندماج التام بين المسلمين والأقباط فكتب يقول:"إنه لا يوجد شيء علي الإطلاق يميز بين المسلم والقبطي في مصر لا في الشكل ولا في الزي ,ولا في العادات والتقاليد أو أسلوب المعيشة ,الشيء الوحيد الذي يميز بينهما هو أن المسلم يعبد الله في المسجد ,والقبطي يعبد الله في الكنيسة". وقد سجل التاريخ أن الأقباط قد ساعدوا المسلمين علي فتح مصر ورحبوا بهم لإنقاذهم من الاضطهاد الذي كانوا يتعرضون له علي أيدي الرومان ,وقد بادر عمرو بن العاص إلي إعادة البابا (بنيامين بطريرك الأقباط)إلي كرسيه بعد أن ظل هارباََ من الرومان في الصحراء لمدة اثني عشر عاماَ,كما أعاد للأقباط كنائسهم التي اغتصبها الرومان ,وخطب في أول جمعة صلاها بجامعه بالفسطاط قائلاَ:استوصوا بمن جاوركم من القبط خيراَ,فإن لكم فيهم ذمة وصهراَ,فكفوا أيديكم وعفوا ,وغضوا أبصاركم ". ناقلاً لهم سنة الرسول صلي الله عليه وسلم ووصاياه بأقباط مصر خيراَ فعن كعب بن مالك.قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:" إذا فتحت مصر فاستوصوا بالقبط خيراًَ فإن لهم ذمة ورحماَ "(صححه الألباني). وعن أبي ذر قال رسول الله صلي الله عليه وسلم:"إنكم ستفتحون مصر وهي أرض يسمى فيها القيراط فإذا فتحتموها فاستوصوا بأهلها خيرا فإن لهم ذمة ورحما فإذا رأيت رجلين يختصمان في موضع لبنة فاخرج منها ."(أحمد ومسلم). وعن ابن عباس قال لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : "إن له مرضعاَ في الجنة ولو عاش لكان صديقا نبيا ولو عاش لعتقت أخواله القبط وما استرق قبطي" .(صححه الألباني). وروى أن عبد الله بن عمر قال:"القبط أكرم الأعاجم محتداً، وأسمحهم يداً، وأفضلهم عنصراً، وأقربهم رحماً بالعرب كافة، وبقريش خاصة". ومصرنا المحروسة –بلد الأزهر الشريف- تعتبر مثالاَ يحتذي به في مجال السماحة والتطبيق الفعلي لمبدأ حرية العقيدة وممارسة الشعائر الدينية لا فرق بين مسلم وقبطي بل الكل سواء.