أثارت حركة المحافظين الأخيرة اعتراضات على بعض الأسماء التي تم تعيينها والأخرى التي تم الإبقاء عليها، على الرغم مما بحيط يها من جدل، وهو دفع البعض إلى التظاهر للتراجع عن تلك التعيينات والإطاحة ب "الحرس القديم". وجاء ذلك في الوقت الذي أدى فيه المحافظون الجدد ونوابهم اليوم أمس الدستورى أمام المشير حسين طنطاوى القائد العام للقوات المسلحة رئيس المجلس الاعلى للقوات المسلحة. وأدى اليمين الدستورية كل من المهندس أحمد زكي محمد حسن عابدين محافظا لكفر الشيخ, المهندس محمد مجدى أحمد حلمى قبيصى محافظا للبحر الأحمر, سمير عبدالمنعم أحمد سلام محافظا للمنيا, مصطفى أحمد السيد أحمد محافظا لأسوان, محمد عبدالفضيل محمد شوشة محافظا لجنوبسيناء, أحمد حسين مصطفى إبراهيم محافظا للاسماعيلية, جمال احمد إمبابي سلمان محافظا للوادى الجديد, السيد عبد الوهاب ابراهيم مبروك محافظا لشمال سيناء, وضاح محمد فرج الحمزاوي محافظا لسوهاج, الدكتور ماهر محمد على الدماطى محافظا لبني سويف, الدكتور على عبد الرحمن يوسف محافظا للجيزة, الدكتور عصام أحمد أحمد سالم محافظا للإسكندرية. كما شملت قائمة المحافظين الذين أدوا اليمين الدستورية محمد عبد المنعم هاشم محافظا للسويس, محمد على محمد أمام فليفل محافظا لدمياط , طه محمود السيد محمد محافظا لمطروح, محمود عاصم جاد محمود عفيفى محافظا للفيوم, احمد عبدالله محمد عبدالله محافظا لبورسعيد, خالد فودة صديق محمد محافظا للأقصر, الدكتور عبد القوى أحمد خليفة محافظ للقاهرة, محمد حسن محمد يحيى حفظى محافظا للدقهلية, مبروك محمد مهدى مبروك هندي محافظا للبحيرة, محمد مصطفى أحمد الفخراني محافظا للغربية, إبراهيم حماد محمد حماد محافظا لأسيوط, عماد شحاتة مخائيل بولس محافظا لقنا, الدكتور عادل زايد محافظا للقليوبية، المستشار محمد عبد القادر عبدالله محافظا للشرقية, المستشار أشرف محمد حسن هلال محافظا للمنوفية. كما أدى نواب المحافظين بالقاهرةوالجيزةوالإسكندرية اليمين الدستورية أمام المشير طنطاوى وهم: محمد مختار محمد محمود المحلاوى نائبا لمحافظ القاهرة للمنطقة الشرقية , أسامة حسن مصطفى شمعة نائبا لمحافظ الجيزة, تيسير محمد مكرم عبدالله نائبا لمحافظ القاهرة للمنطقة الجنوبية, صلاح الدين محمود المعداوى نائبا لمحافظ القاهرة للمنطقة الشمالية، سيف الاسلام آمين على نائبا لمحافظ القاهرة للمنطقة الغربية, محمود عبدالرحمن العشماوى نائبا لمحافظ الجيزة, محمود عثمان محمود عتيق نائبا لمحافظ الإسكندرية. مظاهرات ببني سويف عقب صلاة الجمعة تندد بتعيين الدماطى محافظا لبنى سويف وتهدد بمنعه من دخول الديوان العام وكان اختيار بعض المحافظين قد قوبل بردود فعل منددة على نطاق واسع في العديد من المحافظات، ففي بني سويف أثار اختيار الدكتور ماهر الدماطي محافظًا لبنى سويف اعتراضات بين جماهير المحافظة، وخرج المواطنون في مظاهرات كبيرة تجوب شوارع المحافظة وبعض المراكز عقب صلاة الجمعة وتطالب عصام شرف رئيس مجلس الوزراء بسرعة إقصائه قبل أداء اليمين الدستورية. ودعوا إلى البحث عن شخصية ليس لها علاقة بالفساد والنظام السابق الذي اتهم المتظاهرون المحافظ الجديد بأنه كان من المحسوبين عليه، حتى وصل لجنة السياسات بالحزب "الوطني" الحاكم سابقًا. وهدد المتظاهرون بالاعتصام أمام الديوان العام الليلة ومنع المحافظ الجديد من دخول المحافظة عند وصوله. وقامت القوى السياسية والحزبية والعديد من جمعيات وحركات شباب ثورة 25 يناير بإرسال العديد من البرقيات و"الايميلات" إلى الدكتور عصام شرف تطالبه بالتراجع عن اختيار الدماطي محافظا بني سويف. وقال محمد إبراهيم عويس ممثل حزب "التجمع"، إن الثورة قامت لتطهير البلاد والقضاء على أذناب الفساد ورموز النظام السابق فكيف يقع عصام شرف في هذا الخطاء الجسيم، ولماذا بني سويف تعامل هذه المعاملة السيئة، رغم أنها من أولى المحافظات التي قدمت شهداء للثورة ومذبحة ببا تشهد على ذلك. وأضاف: إننا سوف نقف بكل قوة ومعنا كافة الحركات الشبابية الذين أفرزتهم ثورة 25 يناير والذين حملوا لواء التغيير على أكتافهم من جانبها، أكدت الدكتورة هايدى محمد الناشطة وعضو ثوار بنى سويف إننا فجعنا عندما تلقينا نبأ ترشيح الدكتور ماهر الدماطى محافظا لبني سويف وشعرنا بخيبة الأمل في مجلس الوزراء. وقالت: إذا كنا ومنذ شهرين نطالب برحيل المحافظ السابق لا لشيء إلا لأنه كان ينقصه الجرأة في اتخاذ القرار وعدم السيطرة على الجهاز التنفيذي، لكن نشهد له بنظافة اليد فهل يكون البديل ماهر الدماطي المعزول من الجامعة لكم الفساد والانتهاكات التي ارتكبها هناك ليكافئ عليها بتعيينه محافظا لبنى سويف. وفي جنوبسيناء التي شهدت مظاهرات على مدار أسبوع كامل بمدينة الطور للمطالبة برحيل المحافظ محمد شوشة ووصل الأمر إلى قطع الطريق احتجاجا على إعادة تعيينه، أصدرت "جبهة حماة الثورة" بجنوبسيناء بيانا ناشدت فيه الدكتور عصام شرف رئيس الوزراء بإقالة المحافظ. وقال صالح ياسين رئيس "جبهة حماة الثورة" ل "المصريون"، إن من أهداف الثورة تغيير المحافظين بكافه المحافظات الذين تم تعيينهم من قبل النظام السابق، لكن الأهالي والثوار من قبائل جنوبسيناء فوجئوا بعدم تغيير المحافظ الذي لا يقوم بالمواصل مع الأهالي أو حل مشاكلهم والتستر على رؤساء المدن. واتهم شوشة بأنه أحد أضلاع "الثورة المضادة" وانه قام بمساعدة الرئيس المخلوع حسين مبارك وابنيه بعد الثورة في توفير الاحتياجات والمستلزمات والمقابلات وكافه شيء يطلبوه على حساب مقدرات وإمكانيات المحافظة من سيارات وكذا الاتصال بمأموريات الشهر العقاري بالطور ونويبع لتسهيل عمل التوكيلات. وأضاف ياسين، أن شوشة كان من المدافعين والمؤيدين للنظام السابق والذي كان متمثلا في الحزب "الوطني الديموقراطي" وأقام المؤتمرات الشعبية لتأييد مرشحيه في انتخابات مجلس الشعب والشورى، بالمخالفة للقانون، وكذا اتهمه بإفساد المجالس المحلية الباطلة بعدم إجراء انتخابات لعدم اكتمال النصاب القانوني للمجلس لعجز نسبه العمال والفئات وللوفاة، وذلك لمجلسي محلى شعبي مدينتي كاترين ودهب ومدن أخرى، وكذا من المحافظين المشتركين في التزوير في انتخابات مجلس الشعب 2010. وأرسل ياسين "سي دي" لمكتب رئيس الوزراء يوضح تعاون شوشة مع النظام السابق والترويج لأفكاره، ودعا إلى إقالة محافظ جنوبسيناء "لوعدك في ميدان التحرير عندما نصبت لرئاسة الوزراء بتحقيق مطالب وأهداف الثورة والتي ينتظرها أهالي ومواطني وثوار قبائل جنوبسيناء". وفى السياق ذاته، قال عيد أبو جازى من قبيلة الترابين إن "شوشة لم يحل مشاكلنا بنويبع ولم يلتق بنا منذ تعيينه"، بينما أكد سليم سويلم من شباب "جبهة الثورة" بأبو زنيمة أن شوشة لا يهتم فقط سوى بشرم الشيخ فقط وترك مدينتي أبو زنيمة وأغلقت المصانع في عهده بالمنطقة الصناعية وتم تسريح العمال بسبب عدم وجود بنية تحتية كمياه الشرب والصرف الصحي والكهرباء والتليفونات للمصانع بالمنطقة الصناعية بأبو زنيمة. وفي البحر الأحمر، قوبل الإبقاء على اللواء مجدي القبيصى بردود فعل متباينة، إذ اعتبر المؤيدون أنه محافظ يستمع لمشاكل المواطنين وقام بتخصيص يوم الأربعاء من كل أسبوع لمقابلة المواطنين وعرض مشاكلهم، ووافق على تخصيص أراضٍ للجمعيات وفى عهده تم استلام الوحدات السكنية المخصصة للشباب بعد 6 سنوات من الانتظار. وأكدوا أن مدن المحافظة شهدت نهضة عمرانية شاملة في عهده بالإضافة إلى زيادة أعداد السائحين بمحافظة البحر الأحمر ويرى هذا الفريق ضرورة استمرار القبيصى حتى يستطيع إنجاز باقي الوعود التي أخذها على نفسه. بينما نظم الفريق المعارض احتجاجية عقب صلاة الجمعة للمطالبة بمحافظ آخر، موضحين أن فترة تولى القبيصى كانت مرتبطة بعناصر الحزب "الوطني"، كما أن هناك العديد من الموظفين بالوحدات المحلية للمدن غير مقبولين في الشارع، ومع ذلك يستمرون في عملهم خاصة الذين يتقلدون المناصب الكبرى بالوحدة المحلية لمدن الغردقة وسفاجا. وفي قنا، تواصلت السبت لليوم الثاني على التوالي التظاهرات، احتجاجًا على تعيين اللواء عماد ميخائيل محافظا لقنا، لكونه كان من القيادات الأمنية بمحافظة الجيزة قبل اختياره لهذا المنصب. وهدد المتظاهرون بمنع المحافظ الجديد من دخول ديوان عام المحافظة والحيلولة دون تمكينه من القيام بمهام عمله كمحافظ. وأغلقوا ميدان المحافظة تماما وطافت سيارات بمكبرات الصوت شوارع وميادين قنا لدعوة المواطنين للانضمام لمظاهرات الرافضة لتعيين المحافظ الجديد.