فيما اعتبرت محاولة للتحايل على قرار محتمل بحبسه على ذمة التحقيقات، وحتى لا يلحق بكبار مساعديه إلى سجن طرة، دخل الرئيس السابق حسني مبارك بعد ظهر أمس مستشفى شرم الشيخ الدولي، حيث قال التليفزيون المصري إنه تم نقله إلى المستشفى إثر تعرضه لأزمة قلبية اثناء التحقيق معه، لكن مصادر اعتبرتها "تخريجة" قانونية حتى يتم نقله إلى المستشفى العسكرية بكوبري القبة، لكي يتم إجراء التحقيق معه داخل المستشفى، دون أن يصدر قرار بإيداعه حبسه بذريعة حالته الصحية. وأكد مصدر طبي كبير من مستشفى شرم الشيخ أن مبارك بصحة جيدة وأن عملية دخوله المستشفى عملية احترازية قبل التحقيق معه. وصرح أن المستشفى تحولت إلى ثكنة عسكرية ويصعب الدخول أو الخروج منه حتى استخدام الهاتف المحمول بات صعبًا في داخل المستشفى، وأن المستشفى يخضع لعملية مراقبة كبيرة للخارج أو الداخل منها بعد إخراج جميع المرضى منها. وذكرت مصادر أمنية أن مبارك سينقل غالبًا إلى مستشفى الجيش بكوبري القبة بالقاهرة، وبالتالي يتجنب الترحيل إلى سجن مزرعة طرة كما حدث مع عدد كبير من المسئولين السابقين. لكن الدكتور محمد فتح الله مدير المستشفى قال إن الرئيس السابق الذي وصل المستشفي في الخامسة مساء الثلاثاء بصحبة نجليه جمال وعلاء كان يعاني من اضطرابات في القلب، أدخل على إثرها العناية المركزة حيث استقرت حالته وتم نقله في غرفة 306 بالمستشفى، ومن الممكن التحقيق معه ونقلت القناة الاولى بالتلفزيون المصري عن مصادر طبية بالمستشفى قولها إن الرئيس السابق رفض تناول الطعام والشراب منذ صباح الثلاثاء بعد علمه بطلب النيابة العامة لاستدعائه ونجليه جمال وعلاء للتحقيق معهم فى تهم قتل متظاهرين وتضخم ثروة والاستيلاء على المال العام. وذكر شهود عيان أن مبارك دخل المستشفى مترجلاً بصحبة نجليه، وكان يرتدى "ترينج أزرق في أبيض"، وإن اسرته تقيم معه بالمستشفى، وقد اتخذت الأجهزة الأمنية إجراءات مشددة لحماية الرئيس السابق وأسرته داخل المستشفى، ولمنع اقتحامه، حيث أغلقت المستشفى أبوابها أمام الجمهور، ومنعت الدخول أو الخروج إلى غرفة مبارك إلا للطاقم المعالج فقط. وفور علمهم بنقل مبارك لمستشفى شرم الشيخ تجمع العشرات من المواطنين أمام المستشفى مطالبين برحيل الرئيس السابق من شرم الشيخ. وكانت الأنباء تضاربت حول بدء التحقيق مع الرئيس السابق ونجليه منذ صباح الثلاثاء, وقالت مصادر خاصة إن مبارك انتقل إلى مدينة الطور بمحافظة جنوبسيناء للمثول أمام النيابة للتحقيق معه، وإنه تم وضعه في إحدى الوحدات العسكرية القريبة من مديرية الأمن بمحافظة جنوبسيناء وديوان عام المحافظة انتظارا لتأمين المكان، الذي سيتم التحقيق فيه في إحدى المكانين السابقين. وأضافت المصادر أن مبارك وصل إلى الوحدة العسكرية في سيارة مصفحة وسط حراسة أمنية مشددة من أكثر من سيارة، وذلك حتى يتم إخلاء المباني الإدارية المحيطة بالمكان الذي سيتم التحقيق معه فيه لتأمينه وتأمين الشوارع المحيطة بالمكان. فيما ذكرت رواية ثانية، أن القوات البحرية المصرية قامت بحراسة يخت الرئيس السابق وتأمينه، وإنه بناء على معلومات بحرية سافر ليلاً لارتفاع منسوب مياه البحر حتى يدخل يخته، ويصل برًا إلى مدينة الطور، حيث كانت هناك قوات الأمن المركزي مستعدة لتأمين دخول وخروجه لنيابة الطور، بالإضافة لتواجد عناصر من القوات المسلحة. وكان مقرر أن يصل فريق من النيابة العامة والكسب غير المشروع من القاهرة لكن اندلعت مظاهرة صباح أمس بمبنى محافظة جنوبسيناء تطالب بإقالة المحافظ محمد شوشة واتجهت المظاهرة إلى مجمع المصالح المجاور لمحكمة طور سيناء والنيابة العامة، ولهذا تأجلت التحقيقات. في السياق ذاته تجمع عدد من شباب "جمعية حماة الثورة" بجنوبسيناء، ووقفوا بالقرب من كمين مدخل شرم الشيخ ومعهم رئيس الجمعية صالح ياسين لكنهم علموا متأخرا بوجود مبارك بشرم. وقال محمد جاسر من مجموعة "شباب حماة الثورة": "انتظرنا مبارك طول الليل وصباح أمس أمام كمين طور سيناء حتى نشاهده ونتأكد من مثوله للتحقيقات". وكان النائب العام أصدر الأحد قرارًا بطلب الرئيس السابق ونجليه للتحقيق معهم، في البلاغات المقدمة ضدهم والتي تتناول اتصالهم بجرائم الاعتداء على المتظاهرين وسقوط قتلى وجرحى خلال التظاهرات السلمية التي جرت اعتبارا من "25 يناير" الماضي، وبشأن وقائع أخرى تتعلق بالاستيلاء على المال العام واستغلال النفوذ والحصول على عمولات ومنافع من صفقات مختلفة. وجاء ذلك في أعقاب تسجيل صوتي على فضائية "العربية" نفى فيه الرئيس المخلوع امتلاكه لأي حسابات مالية خارج مصر، وقال إنه على استعداد تام للتعاون مع النائب العام في الإجراءات للكشف عن أي أموال له بالخارج، وبرأ نجليه جمال وعلاء من أية شبهات حول استغلالهما السلطة في تكوين ثرواتهما. وصرح المستشار عادل السعيد، المتحدث الرسمي للنيابة العامة، أن النائب العام أرسل بالفعل خطابًا لوزير الداخلية لاتخاذ الإجراءات والتدابير الأمنية اللازمة لتنفيذ قرار استدعاء مبارك ونجليه للتحقيق معهم، مشيرًا إلى أن النيابة العامة ستعلن عن أي إجراء تتخذه في هذا الشأن خلال الأيام القليلة المقبلة.