ذكر دبلوماسي تركي رفيع المستوى اليوم الثلاثاء أنّ تركيا يُمْكِن أن تستضيف مكتبًا لحركة طالبان من أجل تشجيع عملية السلام في أفغانستان، لكنَّه أكَّد أن طالبان لم تتقدَّم بهذا الطلب حتى الآن. وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس: "قلنا دائمًا إنّ تركيا مستعدة للقيام بكل ما في وسعها للمساهمة في جهود السلام في أفغانستان، وإذا ما قدم هذا الطلب فإننا سنبحثه ونتخذ قرارًا في شأنه". وأوضح الدبلوماسي أنّ وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو الذي سألته عن هذا الموضوع الصحافة المجرية الاثنين، حيث كان يقوم بزيارة، أكّد أنّه "إذا ما قُدِّم طلب فإنَّ تركيا ستساعد بكل وسائلها" من أجل مصالحة في أفغانستان. وتضطلع تركيا، البلد ذي الغالبية المسلمة والعضو في حلف شمال الأطلسي الذي يشارك في مهمات غير قتالية في أفغانستان، بدور الوسيط بين أفغانستان وباكستان المجاورة لتجاوز خلافاتهما السياسية والأمنية. وعلى غرار واشنطن، تعتبر كابول أنّ إسلام آباد لا تقوم بجهود كافية ضد مقاتلي طالبان والقاعدة الذين لجئوا إلى المناطق الحدودية ويشنون بصورةٍ منتظمة هجمات على القوات الاحتلال في أفغانستان. وقد التقى الرئيس الأفغانِي السابق ورئيس المجلس الأعلى للسلام برهان الدين رباني، مع المسئولين الأتراك في فبراير بأنقرة وأيَّد فكرة فتح مكتب يمثّل مصالح طالبان في تركيا. وفوّض المجلس الأعلى للسلام العام الماضي الرئيس الأفغاني حامد كرزاي للتفاوض من أجل السلام مع طالبان في مقابل ضمانة تقضِّي بتسليم أسلحتهم، لكن طالبان رفضت هذا العرض. وخلال زيارة إلى اسطنبول في ديسمبر الماضي، طرح كرزاي فكرة فتح مكتب اتصال لطالبان في تركيا أو في بلد آخر مُحايد "من أجل تسهيل المصالحة" في بلاده.