أعرب كرم زهدي والدكتور ناجح إبراهيم، القياديان التاريخيان لتنظيم "الجماعة الإسلامية" عن تنديدهما بما أسمياه قيام البعض باستباحة حرمة الجيش والنيل منه والتشكيك في وطنيته ونزاهته, في رد فعل على الأحدث التي شهدتها ميدان التحرير فجر السبت أثناء محاولة الشرطة العسكرية فض اعتصام للمئات ممن تبقوا بالميدان عقب التظاهرة الضخمة في جمعة المحاكمة والتطهير". واعتبر زهدي وإبراهيم في أول بيان لهما بعد استقالتهما من المسئولية الإدارية داخل "الجماعة الإسلامية"، أن ما حدث بميدان التحرير "يعتبر نتاجًا طبيعيًا للخطاب التحريضي الذي ملأ الفضائيات وصفحات الجرائد, والذي أراد بعض الأشخاص والجهات من وراء هذا التحريض معاقبة المؤسسة العسكرية التي أرادت الالتزام بما وعدت به من إجراء الانتخابات في موعدها وتسليم البلاد لسلطة مدنية منتخبة". وتجمع مئات الآلاف من المتظاهرين الجمعة للضغط على المجلس العسكري الحاكم لتلبية مطالب من بينها محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، وقد استمر بضع مئات بالميدان حيث قرروا الاعتصام متحدين قرار حظر التجول الذي يبدأ من الساعة الثانية صباحا وحتى الخامسة صباحا، لكن قوات الشرطة العسكرية قامت فجر السبت بفض الاعتصام بالقوة. وقال مؤسسا "الجماعة الإسلامية"، إن ما حدث فجر السبت "لم يكن إلا تحالفًا غير مشروع أراد الالتفاف على ثورة الشعب المصري ودماء أبنائه الطاهرة الزكية", فيما وصفاه بالمخطط الممول من الخارج لحساب فلول الحزب "الوطني" وأركان الفساد فيه، وأشارا إلى أن هذا التحالف أراد أن يسمم العلاقة بين الشعب المصري وجيشه وأن يبدو المشهد وكأنه انقلاب من الشعب على الجيش. وناشدا أبناء مصر الشرفاء أن يتصدوا بحسم لكل هذه المحاولات اليائسة التي يراد منها الارتداد بنا إلى عصور الظلم والقهر والنهب والسرقة, وأن يعلم الجميع أن جيش مصر هو صمام الأمان لهذا البلد العريق في هذه المرحلة الانتقالية الدقيقة, وأنه لن يتم لأحد بالسماح بالوقيعة بين الشعب المصري وجيشه الباسل. كما ناشدا القوات المسلحة، تتبع فلول النظام البائد بكل سرعة وحزم بعد أن انكشف حجم التآمر على أمن وسلامة البلاد، وأن يتم الإسراع بتقديم رموز النظام السابق وأركان الفساد فيه للمحاكمة حفظًا لمصر ولثورتها العظيمة وصيانة لوحدتنا الداخلية.