في اجتماعها الثاني بالعاصمة الموريتانية نواكشوط، جددت لجنة الاتحاد الإفريقي بشأن ليبيا أمس السبت، دعوتها إلى "وقف فوري لإطلاق النار"، والمرور إلى "مرحلة انتقالية" تقود إلى إصلاحات فعلية، وذلك قبيل انتقال اللجنة إلى ليبيا اليوم الأحد، لإيجاد مخرج سياسي للأزمة، ومن المتوقع أن تشهد الأيام القليلة المقبلة تحركات دبلوماسية غربية، تهدف إلى البحث عن حلول للأزمة التي تعصف بليبيا منذ اندلاع الثورة في 17 فبراير الماضي، التي تطالب بتنحي العقيد معمر القذافي عن الحكم. هذا وقد قررت اللجنة المكونة من رؤساء خمس دول أفريقية، اختارهم الاتحاد الأفريقي وسطاء، العمل بناء على خارطة طريق اعتمدت الشهر الماضي، وتدعو إلى "الوقف الفوري لكل أشكال العنف" و"فتح معابر آمنة للمساعدات الإنسانية" و"التفاوض بين طرفي النزاع"، حسب بيان نشر في أعقاب اجتماع ثان للجنة، انتهى في وقت مبكر صباح اليوم. كما دعا الوسطاء الذين سيتوجهون اليوم الأحد إلى ليبيا، إلى "وقف أعمال العنف" خلال اجتماعهم الأول الذي عقد يومي 19 و20 مارس الماضي في نواكشوط، وتضم اللجنة رؤساء الكونغو ومالي وموريتانيا وجنوب إفريقيا وأوغندا، وحسب بيانهم فقد اقترحوا "إدارة شاملة لمرحلة انتقالية تؤدي إلى تفعيل الإصلاحات السياسية اللازمة التي من شأنها القضاء على أسباب الأزمة الحالية، مع الأخذ بعين الاعتبار التطلعات الشرعية للشعب الليبي صوب الديمقراطية والإصلاح السياسي والعدالة والسلام والأمن". وقبل افتتاح الاجتماع الذي ترأسه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، تلقى الرئيس الموريتاني رسالة حملها إليه السفير البريطاني في موريتانيا، المقيم في المغرب، تيموثي موريس، قال فيها إن الأزمة في ليبيا "تحتاج إلى رأي كل الأطراف"، مضيفاً "في هذا الإطار، أجريت محادثات مع الرئيس ولد عبد العزيز الذي قال لي إنه يعقد آمالاً كبيرة على مهمة اللجنة في ليبيا". من جانب آخر ينتظر أن يلتقي اليوم الأحد في العاصمة الليبية طرابلس رئيس جنوب أفريقيا جاكوب زوما، مع القذافي، في إطار المبادرة الدبلوماسية للاتحاد الأفريقي، وقالت وسائل إعلام في جنوب أفريقيا أمس، إن الاجتماع سيعقد بعد أن سمح حلف شمال الأطلسي (الناتو)، الذي يفرض حظراً جوياً على ليبيا بموجب قرار مجلس الأمن رقم 1973- ل "زوما وبقية أعضاء لجنة الوساطة الأفريقية" بدخول البلاد، وأضافت المصادر أن زوما وعدداً من كبار مسئولي الاتحاد الأفريقي، سيلتقون في بنغازي شرقي ليبيا، بممثلين عن المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي يقود الثوار اليوم الأحد وغداً. من جهة أخرى قال متحدث باسم الأممالمتحدة يوم الجمعة أمس الأول، إن أمينها العام بان كي مون سوف يحضر الأسبوع المقبل اجتماعاً دولياً في مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، في إطار تنسيق الجهود لحل الأزمة الليبية، وسيحضر هذا الاجتماع بالإضافة إلى مسئولي الجامعة العربية، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي جان بينغ، والأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي أكمل الدين إحسان أوغلو، ومسئولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون، كما قال المتحدث باسم الأممالمتحدة مارتين نيسركي، إن هدف الاجتماع سيكون تبادل وجهات النظر ودعم التنسيق بين المنظمات المشاركة في بحث الأزمة الحالية في ليبيا. وفي نفس السياق سينعقد الثلاثاء المقبل، في العاصمة القطرية الدوحة، أول اجتماع لمجموعة الاتصال الدولية بشأن ليبيا، والتي أسست خلال مؤتمر لندن بشأن ليبيا، يوم 31 مارس الماضي، وسيشارك في اجتماع الدوحة ممثلون عن برنامج الإنماء، ومكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، التابعين للأمم المتحدة، إضافة إلى مبعوثها الخاص في ليبيا عبد الإله الخطيب. ومن جهتها أعلنت وزارة الخارجية الإيطالية الجمعة الماضية، أن رئيس المجلس الوطني الانتقالي في ليبيا مصطفى عبد الجليل، سيزور العاصمة الإيطالية روما يوم الثلاثاء المقبل، لإجراء محادثات مع رئيس الوزراء الإيطالي سيلفيو برلسكوني، ووزير خارجيته فرانكو فراتيني، وإنه سيزور البرلمان الإيطالي. حسب ما قالت وكالة الأنباء الإيطالية.