نفى الفريق مجدي حتاتة، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق أن يكون تشاور مع المجلس الأعلى للقوات المسلحة قبل اتخاذ قراره بالترشح لانتخابات الرئاسة المقبلة، وقال إنه لم يستشر أحدًا من المجلس العسكري حول هذا الأمر، وسيخوض الانتخابات كرجل مدني وليس كرجل عسكري لأنه خرج من المؤسسة العسكرية. ووصف حتاتة نفسه بأنه رجل مدني ذو خلفية عسكرية، وقال إنه بالتالي لن يحكم بشكل عسكري بل بشكل مدني من خلال مؤسسات الشعب والوزراء وخلافه، وأشار إلى أن هذا النظام الذي تعيشه مصر حاليًا ليس حكم عسكريًا. وأضاف في مقابلة مع برنامج "العاشرة مساءً" على فضائية "دريم" مساء الأربعاء، إنه كان متابعًا للمظاهرات من أول يوم، وشعر في داخله أنها ثورة، وذكر أن أولاده شاركوا في المظاهرات الشعبية وكان يستجوبهم بشكل قاس عما فعلوه في المظاهرات، واعتبر الشباب الشرارة هو المفجر لهذه الثورة "فهم مفجرو الثورة، وأنا مقدر تخطيطهم وتنفيذهم". واعتبر أن ما حدث من انفلات أمني هو أمر طبيعي أن يحدث بعد أي ثورة، لكنه أعرب عن قلقه من غياب الانتشار الأمني بالشوارع، قائلا إن "ما يقلقني هو أن تظل الشرطة بعيدة عن الشارع وعن الأحداث ولي اتصالات بالشرطة وأنا أتوجه لهم أن يعودوا إلى تنفيذ مهامهم بكل قوة والتزام". وضرب مثلاً بما حدث في أعقاب هزيمة مصر في حرب 67، حيث عاد الجيش لثكناته وهو في انهيار وكانت هزيمة كبيرة، لكن بعد أسبوع من رأس العش استطاعت فصيلة صاعقة أن توجه ضربة لمخازن الذخيرة في منطقة رمانة وبلوظة ومن ثم كانت المدمرة إيلات وحدث تغيرات واسعة في القوات المسلحة، ومن أخطأ خضع للمحاكمة وبدأت إعادة بناء القوات المسلحة. وأكد حتاتة أن الشعب المصري بحاجة لتجييش وزرع النخوة بداخله من أجل أن ينهض بوطنه، فالمواطن المصري في حاجة إلى الشعور بالكرامة داخل وخارج وطنه، وأن يعرف تمامًا أن بلده تقدره وأنه شريك في هذا البلد من خلال توفير تعليم ومسكن وعمل كريم له، وأن تنتهي هذه العشوائيات في مصر. وأعرب عن استغرابه من أن تمتلك مصر هذه الموارد التي تفتقدها بلدان كثيرة في العالم ورغم ذلك لا تستغل استغلالا أمثل، بل ويتم إهدارها. وأضاف: نحن لدينا علماء يستطيعون أن يستغلوا الطاقة الشمسية التي تتمتع بها مصر في الطاقة، ولدينا بحرين ولدين السد عالي ونهر النيل، فالطبيعة في مصر ممكن أن تجعل هذا البلد من أكثر البلاد تقدما وازدهارا، لدينا كوادر وعلماء وموارد طبيعية ونذهب لليبيا أو الصومال لاصطياد سمك هل هذا يعقل، وتساءل: ثلاثون سنة ماذا فعلنا فيهم؟. وتحدث حتاتة عن تجربته مع مصنع "سيماف" الخاص بخطوط السكك الحديدية، وقال إنه كان سببًا في إنقاذ هذا المصنع من الخصخصة وحقق أرباحا هائلة في أول عام كان يتولى هو إدارته. وحول كونه رئيسًا للحرس الجمهوري في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، قال إنه تم اختياري ما بين عامي 1993 و1995، وأتوا بي في هذا المنصب لكفاءتي، وأشار إلى أن علاقته بالرئيس السابق كانت قائد حرس برئيس الجمهورية. وأوضح أن الحرس الجمهوري ليس اسمه حرسًا رئاسيًا، وهو عبارة عن قوة من القوات المسلحة تسليحها وتنظيمها ومرتباتها من القوات المسلحة وليس له ميزانية خاصة، وهو خط دفاع النهاية والاحتياطي الاستراتيجي النهائي للقوات المسلحة، حينما يحدث اختراق تجاه القاهرة من أي عدو، فهذه هي مهمته الأساسية وبالتالي العلاقة بيني وبين الرئيس السابق علاقة رئيس بقائد حرس. ورأى أن أكثر ما كان يعب النظام السابق هو المظهرية حين كانوا يتظاهرون بمحو الأمية على الورق بشكل مظهري وليس بشكل حقيقي، وعدم المراقبة جعلت اللصوص على كل المستويات يتواجدون وينهبون، وأكد أنه كان ضد مخطط توريث السلطة لجمال مبارك نجل الرئيس السابق، وقال كنت على قناعة بما قاله الزعيم أحمد عرابي للخديوي توفيق: "لن نورث بعد اليوم" . وحذر حتاتة من خطر الثورة المضادة على مصر، وقال إنها تشكل خطرًا على الثورة ولابد من مواجهتها وعدم التهاون مع من يقومون بإفشال الثورة، وأكد أنه كان مع تجميد الحزب "الوطني" لفترة محددة وعودة مقراته للبلد وهو ما حدث اليوم وكنت أنتظر هذا القرار. وحول رأيه تجاه جماعة "الإخوان المسلمين" التي كان يصفها النظام السابق ب "المحظورة"، قال حتاتة إنهم "تنظيم موجود وله شعبية، وأرى أن هناك تغيرات تحدث في "الإخوان"، سببها ثورة 25 يناير، وأعتقد أنه مادام ملتزمًا بالدستور والقانون فهو فصيل له مكانه".