رغم انتشار الأضرحة والمقامات بجنوبسيناء لكنها لا تثير النزاع بين السلفيين والأهالي بسبب عزوفهم عن زيارتها نهائيا، ولا يأتون بالهدايا والنذور مثل ما يحدث في باقي الأضرحة. ومن أشهر تلك الأضرحة، ضريح الشيخ "أبو زنيمة"، الذي سميت مدينة أبو زنيمة" على اسمه، وأضرحة "الحشاش"، و"حبوس" و"الكيلاني" و"الجري" و"سعدان"، وضريح النبي "صالح" والنبي "هارون" بطريق سانت كاترين وهناك الكثير من المقامات في معظم وديان جنوبسيناء. لكن ذلك لم يمنع الشيخ عبد الحليم الجمال، رئيس مجلس إدارة جمعية "أنصار السنة المحمدية" بطور سيناء، والمرجعية الدينية الأولى لعامة المسلمين بجنوبسيناء من أن يعرب عن استنكاره تجاه عملية هدم الأضرحة في مناطق خارج المحافظة، ونأى بالسلفيين أن يكونوا وراء ذلك. وأضاف: "هذا الأمر يخالف منهج جماعة السلف في الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر والمنضبط بالقاعدة الشرعية التي ندين بها لله عز وجل وهي "ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة". وأكد انضباط جماعة السلف في جنوبسيناء على الرغم من وجود أكثر من ضريح منتشرة في مناطق متباعدة ودون حراسة عليها، وقال إن "هذه الأضرحة رغم اعتراضنا الشرعي على عدم جواز الصلاة فيها، إلا أنها لم ولن تتعرض لأي لون من ألوان الإساءة أو محاولة الهدم، ولأننا نؤمن بان تصحيح عقائد الناس إنما يكون من خلال الدعوة والموعظة الحسنة ببيان الأدلة الشرعية". ورأى الجمال "أن الجماعة السلفية في مصر مستهدفة وتتعرض لهجمات شرسة وسببها أن التيارات الأخرى فوجئت بان التيار الاسلامى هو أكبر مستفيد من الحرية التي جاءت بها ثورة 25 يناير". وقال إنه "لا يعقل إطلاقا أن يكون صاحب هذا العقل الشائن الذي يقوم بهدم الأضرحة من المينتمين إلى الجماعة السلفية، أو اى جماعة أخرى على علم بالكتاب والسنة لان نصوص الشريعة تأبى استخدام القوة لتصحيح عقائد الناس". وطرح الجمال تساؤلا عن المستفيد من تخبط الأمة الإسلامية ومن إشعال نار الفتنة بين المسلمين وغيرهم وتشويه صورة السلفيين؟. وقال إن هناك "بيننا وبين إخواننا المتصوفة مساحة كبيرة مشتركة من الاتفاق ونحن نرى فيهم الكثير من الخصال التي يجب على كل مسلم أن يتحلى بها كالزهد والتواضع والتذلل لله عز وجل وغير ذلك". من جهته، قال إبراهيم سالم جبلي، شيخ مشايخ قبيلة المزينة، إن "عادات وتقاليد البدو ومفهومهم العقائدي لصحيح الدين ساعد على عدم وجود أي أزمات أو فتن بينهم وبين غير المسلمين فما بالنا بإخواننا السلفيين الحريصين على فهم الدين جيدا". وأوضح أن مظاهر الجهل العقائدي غير موجود بين أهالي جنوبسيناء، مثل الطواف حول الأضرحة، والتوسل إلى أولياء الله الصالحين، ولأنه لا وساطة بين العبد وربه تمثل قاعدة شرعية عند أهالي سيناء المتعلم وغير المتعلم منهم. وتطرق إلى الذبائح التي تذبح والإقامة ثلاثة أيام عند المقامات، قائلا: "إننا نذبح لأننا نقيم من يوم إلى ثلاثة أيام بجوار المقام وليأكل الغني والفقير ونذهب للمقام كمكان متعارف عليه للتجمع، لكننا نذبح بعيدا عن المقام، ونقوم بحل المشاكل عرفيا ونتبادل الآراء ونتواصل فكريًا". وقال: يعد مكان لنلتقي ونشاهد بعضنا البعض وننسى أننا بجوار مقام شيخ، ونحن لا نشد الرحال إليه، ومع ذلك يرى بعض البدو أنه لا يجوز الذهاب، ومع ذلك لا نختلف فالحوار الفكري متواصل بين أبناء البادية. وأكد جبلي أن محافظات جنوب وشمال سيناء ومطروح لا تقيم موالد للشيوخ كباقي المحافظات.