نجح باحثون في إعادة الإحساس الى فئران أصيبت بالشلل من خلال إخضاعها لعملية زرع خلايا منشأ عصبية أخذت من أدمغة فئران بالغة، كما أكدت نتائج التجربة التي نشرتها مجلة "نيوروساينس" العلمية الأمريكية أمس (الأربعاء). وخلايا المنشأ المعنية هي تلك التي تتطور لتشكل خلايا الدماغ او خلايا أخرى تتكون منها أنسجة الأعصاب. ويعطي هذا النجاح الذي حققه باحثون كنديون الامل في ان يصبح من الممكن خلال سنوات معالجة البشر المصابين بالشلل بعد تعرضهم لحادث تسبب بقطع او إتلاف النخاع الشوكي. وقام فريق باحثي مركز كرمبل نيوروساينس في تورونتو بحقن خلايا المنشأ العصبية لدى فئران تم قطع نخاعها الشوكي لإصابتها بالشلل. وتوجهت الخلايا المزروعة الى الجزء المتضرر في النخاع الشوكي لتتحول الى خلايا منتجة لمادة النخاعين (مييلين). وتشكل مادة النخاعين المؤلفة من الدهون والبروتينات غلافا يحيط بالألياف العصبية التي تنقل الومضات العصبية الى الدماغ. ولم تتمكن فئران التجربة من استعادة قدرتها على السير لكنها استعادت قدرتها على تحريك أقدامها والوقوف عليها كما أوضح جراح الأعصاب مايكل فلنجز احد ابرز الباحثين. وقال الطبيب اوزوالد ستيوارد مدير مركز ريف ارفين للأبحاث في جامعة كاليفورنيا ان التجربة "تشكل انجازا لانها بينت إمكانية استخدام خلايا منشأ اخذت من دماغ فئران بالغة وتحويلها الى خلايا قادرة على إصلاح أنسجة تالفة في النخاع الشوكي". وقال مايكل فلنجز انه يأمل أن يتم البدء بتجارب مماثلة على البشر خلال خمس الى عشر سنوات بعد اجراء أبحاث إضافية على الحيوانات. ويمكن لدى البشر الحصول على خلايا منشأ عصبية عبر ادخال ابرة في الجزء الذي توجد فيه هذه الخلايا في الدماغ. ويمكن بعدها إعادة حقن هذه الخلايا بالقرب من المنطقة المتضررة في النخاع الشوكي. وقال مايكل فلنجز ان نسبة نجاح هذا العلاج تصل الى خمسين في المئة لدى المصابين في النخاع الشوكي الذين لا تزال لديهم الياف عصبية ولم يفقدوا سوى مادة النخاعين. وقال الباحثون ان أفضل نتيجة يتم الحصول عليها بحقن خلايا المنشأ العصبية بعد أسبوعين من الإصابة. ولا يعرف لماذا لا تنجح العملية اذا ما تم حقن الخلايا بعد عدة أسابيع او اشهر من الإصابة. ويتعرض في الولاياتالمتحدة وحدها نحو 11 الف شخص لاصابات في النخاع الشوكي سنويا تؤدي الى اصابتهم بالشلل وغالبا في حوادث طرق. وتصل كلفة علاج هؤلاء المصابين والخسائر الاقتصادية الناجمة عن اعاقتهم الى حوالي 10 مليارات دولار سنويا.