زحف الآلاف من المصريين والعرب والمسلمين يوم الثلاثاء إلى رحاب الإمام الحسين بن علي سيد شهداء أهل الجنة للاحتفال بالليلة الختامية بمولده، حيث ازدحم الميدان المسمى باسمه فى منطقة الجمالية عن آخره، وامتد إلى منطقتي العتبة والدراسة وتسببت الزحام الرهيب في توقف الحركة تماما بشارع الأزهر. وفي الوقت الذى أحيا أتباع الطرق الصوفية ومريدوها الاحتفال بمولد حفيد الرسول صلى الله عليه وسلم برفع اللافتات بجميع أنحاء الميدان وتعالت أصواتهم مرددة الأناشيد والمدائح النبوية, كان المنشد الديني الشيخ ياسين التهامي يصدح صوته مجلجلاً بمدح الرسول عليه السلام وآل بيته ومرددا كلام الشيخ ابن عربي. وازدحم المكان بالآلاف حتى صلاة فجر الأربعاء. في غضون ذلك، أعربت المشيخة العامة للطرق الصوفية، برئاسة الشيخ عبد الهادي القصبي عن رفضها التام لفكرة إنشاء أحزاب سياسية خاصة بالصوفيين، ردًا على خطوة عدد من المشايخ وفي مقدمتهم الشيخ علاء أبو العزائم شيخ الطريقة العزمية. وأكدت المشيخة في بيان أصدرته بعد اجتماعها احتفالا بمولد الإمام الحسين على ضرورة الحفاظ على التصوف نقيا قويا ربانيا, وأوضحت أنها لم ولن تسمح باستغلال التصوف في تكوين أحزاب سياسية والزج به في دهاليز السياسة. واعتبرت أن الصوفية هم القوة الوحيدة المتغلغلة في كل شارع وحي وقرية ومدينة, بل وفي كل بيت من بيوت مصر، وفقا لما جاء بالبيان الذى أكد أن الجيش الصوفي موجود بجنوده وكتائبه وعدته وعتاده الروحى في كل بقاع الأرض. وقالت المشيخة إن ما تمخضت عنه الأحداث عقب ثورة 25 يناير والمواجهات الحادة بين بعض الاتجاهات الدينية وغير الدينية تؤكد حاجة الأمة الملحة إلى التصوف بوصفه المنهج الوسطي القائم على الحب والتسامح والسلام والصدق والوفاء وقبول الآخر. وختم الصوفيون بيانهم بتوجيه التحية لرجال القوات المسلحة لدورهم في الحفاظ على أمن الوطن, وأعربوا عن دعمهم ووقوفهم خلف الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر باعتباره رمزا للإسلام والوسطية, ومساندته غي مساعيه الرامية لاستعادة دور الأزهر واستقلاله باعتباره المرجعية "الوحيدة" للإسلام والمسلمين في العالم.