تتضمن طى صفحة مرسى مقابل عودة الإخوان للساحة السياسية مبادرات تحالف الإخوان تحظى بدعم مؤسسات سيادية.. والهلباوى بحث بنودها مع قادة التنظيم الدولى
تترقب الساحة السياسية الإعلان عن مبادرات جديدة للخروج من الأزمة، التى تشهدها بها البلاد منذ الثالث من يوليو فى ظل قتامة المشهد وعدم قدرة أى من طرفى الصراع على حسم المواجهة لصالحة، فالسلطة تبدو عاجزة عن تحقيق اختراق فى المشهد الأمنى ينهى مظاهرات أنصار "التحالف الوطني لدعم الشرعية"، فيما بدا الطرفان عاجزين عن إحداث تطور دراماتيكى. وفي هذا السياق، جاء الكشف عن مبادرة لرئيس وزراء المغرب عبد الإله بن كيران، المقرب من جماعة "الإخوان المسلمين" طرحها على "التحالف الوطنى لدعم الشرعية"، وتتضمن طى صفحة الرئيس المعزول محمد مرسى، والتنازل عن المطالبة بعودته، ومعه الدستور المعطل، ومجلس الشورى المنحل، مقابل عودة "الإخوان" للساحة السياسية، وشطب اسمها من قائمة "الإرهاب" وصرف تعويضات لضحايا فض اعتصامي "رابعة" و"النهضة". ووفق المصادر التي كشفت عن المبادرة، فإن الحكومة المغربية وحرصًا على تجنب أى إحراج قدمت صيغة مبادرة للسلطة وأخرى لجماعة الإخوان وحلفائها فى سجنى طره والعقرب، مشترطة أن يعلن التحالف عن تبنى هذه المبادرة باسمه، وهو ما ظهر جليًا فى تسرب أنباء عن مبادرة يطرحها الدكتور سعد الكتاتنى رئيس مجلس الشعب السابق، والمهندس أبوالعلا ماضى رئيس حزب "الوسط" للخروج من الأزمة، غير أن الطرفين أدخلا تعديلاً على المبادرة، ينص على ضرورة خروج مرسى والسيسى بشكل متزامن من الساحة السياسية، وهو ما قوبل برفض تام من المجلس الأعلى للقوات المسلحة. من جانبه، قلل مجدى قرقر القيادى ب "التحالف الوطني"، من أهمية الحديث عن وجود مبادرة سياسية سواء مطروحة من أطراف خارجية أو من الداخل، مشيرًا إلى أن التحالف أعلن مررًا دعمه لأى مبادرة للخروج من الأزمة، لكنه اصطدم دومًا باعتراض من جانب السلطة عن الموافقة على أى مبادرة للخروج من الأزمة. في غضون ذلك، تدور مشاورات مكثفة حول المبادرة التى طرحها تحالف "شباب الإخوان المنشقين" التى تضمن تنازل مرسى عن السلطة، واعتذار "الإخوان" عن تجاوزاتهم ضد الشعب، والاعتراف بثورة 30يونيه، والقبول بخارطة الطريق، والتنازل عن الدعاوى القضائية المقامة فى الخارج ضد رموز 30يونيه، ووقف التظاهرات مقابل عودة الجماعة للساحة السياسية، وإزالة اسمها من قوائم الإرهاب وإطلاق سراح من لم يتورطوا فى الدم من قادة الجماعة وحلفائها، ورفع الحراسة عن أموال الإخوان المجمدة وجمعياتهم الأهلية، والكف عن ملاحقة أعضاء الجماعة. ويقف الدكتور كمال الهلباوى القيادى السابق بالتنظيم الدولى للإخوان، وعدد من أجهزة الدولة وراء هذه المبادرة، فى ضوء الحديث عن دور يلعبه المتحدث السابق باسم الجماعة في الغرب فى إجراء مشاورات مع قيادات الإخوان بالخارج ورموز التنظيم الدولى بتفويض من الرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور، والذى كان الهلباوى قد التقاه قبل سفره المفاجئ لسويسرا، وهو ما نفاه بيان لتحالف "شباب الإخوان المنشقين" أكد خلاله أنه هو المختص بأى مشاورات. وأوضحت المصادر، أن عددًا من رموز الإخوان فى الداخل أعلن موافقته على هذه المبادرة وإن كانوا يريدون توضيحات عن عدد من النقاط، منها مصير قادتهم داخل السجن وموقف السلطة من هذه المبادرة، وهو ما يمكن أن يتم التطرق له خلال لقاء محتمل لقادة تحالف شباب الإخوان مع الدكتور محمد على بشر وزير التنمية المحلية السابق. وأكد عمرو عمارة منسق تحالف شباب الإخوان، أن "المبادرة هى الفرصة الأخيرة لجماعة الإخوان للعودة للساحة السياسية"، مطالبًا قادتها بضرورة التعاطى بشكل إيجابى مع المبادرة حفاظًا على الجماعة وحقنًا لدماء شعبها، مشددًا على ضرورة أن تدرك الجماعة أنها صارت فى الموقف الأضعف وعليها القبول بالأمر الواقع. وكان وفد من شباب الإخوان المنشقين وعلى رأسهم عمرو عمارة، منسق التحالف، التقى الدكتور حسن نافعة، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، وطرح تساؤلاً هل من الممكن أن يتخلى الأخير عن مبادرته في مقابل تبنيه لتلك المبادرة الجديدة. إذ أكد عمارة أنهم عرضوا بنود تلك المبادرة على نافعة، وأنه وافق عليها، ومن المقرر أن تعرض على الأطراف المختلفة مع تحديد مهلة شهر للرد. لكن مجدي قرقر، القيادي بالتحالف الوطني لدعم الشرعية قال إن التحالف يرفض مبادرة شباب الإخوان المنشقين، باعتبار أن "هؤلاء الشباب غير جادين والهدف من مبادرتهم تلك مجرد الظهور الإعلامي". أما فيما يخص مبادرة الدكتور حسن نافعة، فأكد قرقر أنهم "في انتظار رد نافعة عليهم بعد عرض مبادرته على الجانب الآخر، لاسيما أنهم في التحالف أبدوا موافقتهم عليها". فيما قال نافعة إن آخر لقاء جمع بينه وبين قيادات التحالف كان منذ أسبوعين حينما التقى الدكتور محمد علي بشر، ولم يجد أي جديد في المبادرة، مؤكدًا أن شباب الإخوان المنشقين طلبوا الجلوس معه لإطلاعه على مبادرتهم، دون توضيح هل رأيه مجرد استشاري أم أنه تبني للمبادرة؟.