استمرت ظاهرة قطع الطرق في العديد من المناطق اللبنانية شمالا وجنوبا وشرقا تضامنا مع قرية عرسال الحدودية ذات الأغلبية السنية التي تعاني ما يشبه الحصار جراء قطع الطريق الوحيد الذي يربطها بباقي الأراضي اللبنانية من قبل أهالي قرية اللبوة الشيعية.. في الوقت الذي حذر رئيس وزراء لبنان السابق زعيم تيار المستقبل سعد الحريري من "مخاطر حملات التحريض والتجني التي تستهدف مدينة طرابلس وبلدة عرسال". وشهدت منطقة وادي خالد بإقليم عكار بأقصى شمال لبنان قطع للطرقات تضامناً مع عرسال، وكذلك تم طرقات العبدة - كوشا - البيرة- بلدة الشيخ زناد في عكار وطريق اوتوستراد المنية تضامناً مع عرسال. وفي البقاع بشرق البلاد.. انتقلت الظاهرة إلى بلدة بريتال.. كما تم قطع الطريق الدولي بين المصنع وراشيا حتى حاصبيا في البقاع وعند نقطة الأولي في صيدا في الجنوب. وفي العاصمة بيروت، قطع الأهالي طريق قصقص من ناحية البربير وقرب جامع الخاشقجي، وطريق الكولا- المدينة الرياضية، وطريق كورنيش المزرعة قرب جامع عبد الناصر. وعلى صعيد آخر.. ذكرت قناة المستقبل التليفزيونية اللبنانية أنه شوهد ظهور مسلّح في حي الشراونة بمدينة بعلبك بالبقاع بشمال شرق لبنان من قبل عائلات شيعية حيث طلبوا الهويات من المارة على الطرقات. ومن جانبه، أعرب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في بيان وزعه مكتبه الإعلامي اليوم عن "أعلى درجات التضامن مع عرسال وأهلها، ومع طرابلس، وقال إن التاريخ سيسجل أن حزب الله هو المسؤول عن استدراج الحريق السوري الى لبنان والمشاركة في حرب قرر فيها ان ينصر نظام بشار الأسد على حساب الشعب السوري وسلامة لبنان". وأعلن الحريري بعد التشاور مع رئيس كتلة تيار المستقبل فؤاد السنيورة والأمانة العامة لتيار المستقبل عن تشكيل فريقي عمل من الكتلة النيابية والتيار، لوضع خطة عاجلة تشارك في معالجة الحالات الاجتماعية والإنسانية الطارئة في كل من طرابلس عرسال، وتوفير مقومات الصمود الأهلي لهاتين المنطقتين. وكان الحريري قد أجرى اتصالات شملت الرئيس اللبناني ميشال سليمان ورئيس الحكومة تمام سلام وقائد الجيش العماد جان قهوجي، مشدداً على وجوب مبادرة الدولة بكل أجهزتها المعنية الى رفع الظلم عن عرسال، وتحمل المسؤولية المطلوبة في مواجهة الحملات المشبوهة واحتواء ذلك المسلسل المشبوه من التحريض والحصار المرفوض. كما عقدت "كتلة المستقبل" اجتماعها برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة وأصدرت بياناً تلاه النائب أحمد فتفت، شددت فيه على أنه "لا يجوز أن تبقى بلدة عرسال رهينة الأفعال وردود الأفعال الصادرة عن مسلحي حزب الله وأنصارهم". وطالبت الحكومة الجديدة بالمسارعة إلى اتخاذ الإجراءات والقرارات الشجاعة لوقف هذا الإنعكاس الخطر للأزمة في سوريا على لبنان"، مشيراً إلى أن "أول هذه الخطوات هي نشر الجيش على الحدود الشمالية والشرقية بمساعدة قوات الطوارىء الدولية، والعمل الجدي على وقف تنقل المسلحين من وإلى سوريا". وأكد البيان أنه لا يجوز أن تبقى مدينة طرابلس أمنها رهينة بيد النظام السوري وأعوانه قنصاً وتفجيراً وقتلاً"، مطالباً الحكومة ب"وضع حد لهذه الجريمة المستمرة المتمثلة بالتدهور المريع والمرفوض للأمن في المدينة. وفي مجال آخر، أعربت الكتلة عن آملها أن "يلتزم حزب الله بتوجهات البيان الوزاري وعدم إعاقة تنفيذه، وبالتالي عدم تكرار تجارب سابقة في التراجع عن اتفاقات ونصوص أخرى تمت الموافقة عليها وجرى العودة عنها والتنكر لها". وجددت الكتلة استنكارها "مشاركة حزب الله المتمادية في المعارك الدائرة في سوريا، ومشاركته في اقتحام بلدات وقرى سورية إلى جانب النظام"، واستنكرت "تسبب حزب الله بمقتل المئات من شباب لبنان في هذه المعارك المرفوضة والمدانة". يشار إلى أن أهالي بلدة اللبوة الذي يقطعون طريق عرسال يتهمونها بأنها ممرا للإرهابيين ومنطلقا للصواريخ التي تستهدف البلدات الشيعية في شمال شرق البقاع والتي أوقعت قتلي ومصابين.