دعك من المخاوف التي تجتاح الجميع من جهاز الأمن الوطني الذي تم تشكيله في مصر بعد حل جهاز أمن الدولة , فالظن وليس كل الظن اثم إننا بصدد تغيير الاسم مع الإبقاء على المضمون تطبيقا للمثل القائل "نفس الرجل بقبعة أخرى" , فالجهاز الجديد سيستعين بنفس كوادر وقيادات أمن الدولة في جهاز الأمن الوطني وكأنك يابوزيد ما غزيت . لا يخضع الجهاز الجديد لإشراف مجلس الشعب أو النائب العام او مؤسسات المجتمع الدولي وغير مسموح للنيابة بالقيام بالتفتيش القضائي على مقراته ومكاتبه, كما أن الإعلان عن تشكيله بنفس الكوادر السابقة يعزز المخاوف من تجاهل محاكمة المتورطين من جهاز مباحث امن الدولة في تعذيب المواطنين والاكتفاء بتخدير الشعب الذي لم يعد يتعاطي هذا النوع من المخدرات جهاز أمن الدولة ما زال باقياً وإلا فما تفسيرك لما جرى مع محمد الظواهري شقيق أيمن الظواهري الذي تم اعتقالة بعد الافراج عنه بيومين فقط حيث روى عبدالرحمن الظواهري تفاصيل اعتقال والده بحسب "العربية نت" قائلاً: "في تمام الساعة 11 مساء طرق باب منزلنا الذي نقطن فيه مجهولون يرتدون زياً مدنياً بعنف ومعهم أشخاص يرتدون زي الشرطة، وبمجرد أن فتحنا الباب تم إشهار الأسلحة في وجوه كل من كان بالمنزل وقاموا بجذب والدي بعنف، وأثناء ذلك طلبنا منهم الاطلاع على هوياتهم فرد أحدهم بالقول: "كل هذه الأسلحة وتريد الاطلاع على الهويات".مضيفا ": "حاولنا معرفة أسباب الاعتقال وهل يوجد أمر ضبط وإحضار من النائب العام، فلم يرد علينا أحد وتم اقتياد والدي بعنف الى أسفل المنزل,وأمام المنزل شاهدنا عدداً من سيارات الشرطة والأمن المركزي وسيارات مدنية وتم اقتياد والدي في احدى السيارات المدنية". ما أعلنته الداخلية ان محمد الظواهري تم إيداعه سجن طره، وذلك لعرضه على النيابة العسكرية لإعادة الإجراءات فى حكم الاعدام الصادر ضده غيابيا فى القضية رقم 8 لسنة 1998 جنايات عسكرية "قضية العائدون من ألبانيا", والسؤال المهم : لماذا تم الافراج عن محمد الظواهري اصلا؟ هل كان حكم الاعدام مجهولا وتم اكتشافه فجأة وبالتالي تم اعادة اعتقالة؟ وهل لهذا الاعتقال علاقة بالحوار الصحفي الذي اجرته معه جريدة المصري اليوم بتاريخ 19 مارس الجاري وهو نفس يوم اعادة اعتقاله؟ لم تصدأ ذاكرتي بعد ومازلت قادر على تذكر ذلك الحوار الصحفي الذي اجرته جريدة المصري اليوم ايضاً مع القاضى الراحل المستشار عبد الغفار محمد قاضي أكبر وأهم قضية فى تاريخ مصر المعاصر، وهى قضية الجهاد الكبرى والذي نشر في جريدة المصري اليوم بتاريخ 28 نوفمبر 2009 حيث انه وبعد ساعات من نشر الحوار قامت أجهزة الأمن بالاستيلاء على جميع أوراق المستشار عبد الغفار محمد ومستنداته الخاصة التى كان يحتفظ بها، ومن بينها مذكراته التى كان قد انتهى من كتابتها قبل وفاته بأيام كما اعتقلت اجهزة الامن نجل المستشار الراحل اعادة اعتقال محمد الظواهري ومن قبله حادثة المستشار عبد الغفار محمد بهذه التفاصيل وبنفس الملابسات تؤكد أن جهاز أمن الدولة لم ينته بعد , كما تفسح المجال واسعاً للتساؤل عن علاقة أجهزة الأمن بالصحافة وهي العلاقة التي يبدو أنها تتوالى فصولاً [email protected]