لا يقل المصريون العاملون في الخارج وطنية، وحبا لمصر الكنانة عن اشقائهم المقيمين داخل حدود المحروسة، بل ربما وفي حالات كثيرة اجد ان المصريين في الخارج اكثر اشتياقا لمصر من اهلها الذين يتنفسون هواءها ويشربون من نيلها. ومنذ قيام ونجاح ثورة 25 يناير والاسئلة بين المصريين العاملين في الخارج تتمحور حول «نقطة واحدة»: كيف نساعد مصر؟.. والسؤال هذه المرة جاء مختلفا عما سبق من حالات «حنين» أو تطوع للعطاء لاسباب انسانية كما حدث عقب كارثة «الزلزال» أو «العبّارة» المنكوبة، فالشعور هذه المرة جاء مختلفا ونابعا من رغبة حقيقية للمشاركة في اعادة بناء مصر، أو لنقل «منع سقوط» اقتصادها في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها. درجة عالية من الوعي بضرورة دعم الاقتصاد الوطني خصوصا مع اقتراب فتح ابواب البورصة، خلال ايام وارتفاع التوقعات بحدوث انهيار لاسعار الاسهم، وتراجع حاد في القيم السوقية للشركات المدرجة.. لاسباب عديدة لا مجال لذكرها هنا. المهم ان المصريين في الخارج يجاهدون للوصول الى طريق سريع وواضح وآمن للمساعدة، وفي اعتقادي ان على البنوك الوطنية الثلاثة دوراً كبيراً، فالمطلوب الاسراع بانشاء «صندوق استثماري» برأسمال 100 مليون جنيه او مضاعفاتها، ويتم تقسيمه الى وحدات قيمة الوحدة 10 جنيهات فقط، وتقتصر المساهمة فيه على المصريين فقط، على ان يحدد في قرار انشائه الاقتصار على شراء الاسهم المصرية فقط، وتتضمن سياساته التركيز على شراء اسهم الشركات المصرية التي تتعرض لعمليات بيع مكثفة تؤثر في قيمتها السوقية. وتبدأ البنوك على الفور في تحديد أسماء مديري ادارة الصناديق، وتفويض عملائها في الخارج سواء كانت شركات صرافة أو بنوكاً خارجية في قبول مساهمات المغتربين. ويمكن وضع بعض الشروط التي تحفظ للصندوق استقراره مثل توزيع العوائد بعد عام كامل على الاقل، ومنع التخارج من الصندوق للمدة نفسها، وعدم تداول وحدات الصندوق لسنة كاملة، وعند التداول يتم فقط بين المصريين. القرار بانشاء الصندوق يحتاج سرعة، ولا مانع من التنسيق بين البنوك الوطنية وشركة مصر للمقاصة للاسراع باخراجه الى النور. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 يا أيها العصفور مهلاً.. يا كم تعذبني العصافير التي قد فارقت كف السحابْ واستسلمت للكسرة الملقاة من كف مخاتلْ حلمي كأغنية تنام على ذراع القلب وتطير كالأحلام للافق الطهور.. يا أيها العصفور مهلاً دعني أحاول دعني أطال الشمس من خلف الجدار دعني لأسجن ساجني واكبل القيد العنيدْ حلمي يمد جناحه نحو المدى حلمي يسافر للبعيدْ! (مختار عيسى – من أغاني مسرحية «الرجل الأحزن»)