أ/أميمة.. أنا نانسي 29 سنة، متعلمة وعلي قدر كبير من الثقافة وأنعم الله علينا بالمستوي المادي الكبير، ولكن هناك مشكلة ما تؤرقني أنا وأمثالي، وخاصة أهلي.. جميع أسرتنا تحبك وتقرأ لك، وأعلم أن لك العديد من القراء الذين يحبونك وحريصون علي متابعتك.. ولذلك سوف نكون سعداء جداً لو حضرتك وجهتي كلمات ورسالة هامة لكل الناس مفادها أن تكون عظة وأن ليت كل شخص لا يتدخل في أمور خلق الله .. فأنا وعائلتي كتب الله علينا أن نكون "أقزام" مع الاختلاف في الطول بيننا، ونحن والحمد لله نرضي بقضاء الله فينا، ولكن للأسف نعاني معاناة شديدة من نظرات التهكم والاستظراف من المجتمع حولنا، يصل أحياناً إلي "قلة الأدب".. ولك أن تتخيلي يا أ/ أميمة كم المضايقات ولأبعد حدود التي نتعرض لها يوميا، حتى فرص الزواج لي أنا وإخوتي وأولاد عمي البنات والشباب، ونحن لا يهمنا عدم تقديرنا من العرسان والعرائس، ولكن ياريت كل شخص لا يتهكم علي ما خلق، وياريت يتركونا في حالنا، أحيانا أنزوى وحدي وأبي كثيراً وأكره أن أذهب للعمل، وكذلك إخوتي أحيانا تنتابهم نفس الحالة، محدش حاسس بنا، ونفكر كثيراً في بيع ممتلكاتنا وتجميع أموالنا للهجرة وترك البلد للإقامة في بلاد الأقزام أو حتى قصار القامة! فأريد أن أعرف رأيك في هذه الفكرة المطروحة بيننا، وأن توجهي كلمة لناس لا تشعر بنا ولا تهمهم مشاعر الأخرين..وشكرا. (الرد) أهلا نانسي .. أشكرك علي ثقتك أنت وعائلتك الكريمة في شخصي البسيط ، وبما أنكم تطلبون رأيي في هجرتكم من البلد فاسمعي مني يا نانسي جيدا: حبيبتي هذه بلدكم ولكم الحق فيها ككل مواطن شريف، وحتى أي زائر لها مرحبا به، سواء كان أبيض أو أسود، عربياً كان أو أعجمياً، وأيا كانت ديانته، فبلدنا ليست ملكاً لأحد، حتي لو "تجّبر فيها البعض وظن أنه يمتلك القوة "، فالله تعالي هو الأقوى والأكبر والأغنى، وهذه أرضه خلقها لجميع خلقه، غاليتي .. بالفعل أري مشاهد مؤسفة من سخرية البلهاء من عباد الله لسواد بشرتهم أو لتكوينهم الجسماني المختلف أو لعجزهم أحياناً، وأحيانا أخري لضعفهم العقلي والأغرب أن البعض يسخر من فقر الفقراء، متناسين بتفاهة عقولهم أن من خلق هيئة الإنسان وقدر له رزقه هو الله الواحد القهاااار، وكما خلقهم باختلافات خلقية وشح في المال فهو وحده القادر أيضا علي أن يجمل مَن خلقه باختلاف خلقي، وأن يغني فقراءه، وفي المقابل يمنع تلك النعم ممن يتهكم علي مخلوقاته وهو ينعم بها علي حساب عباد الله الذين لا يمتلكونها! وبالطبع هذا أمر هين علي خالق الكون.. ورغم أن الله تعالي قد أمرنا في كتابه الكريم بعدم السخرية حيث قال:" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَى أَن يَكُونُوا خَيْراً مِّنْهُمْ"، إلا أننا نري البعض لا يمتثل لأوامر الله كطاعات كثيرة لا يمتثلون لها إلا من رحم ربي ، ورغم ضعف الحديث الذي نسب لرسولنا الحبيب صل الله عليه وسلم :" لا تعير أخاك بما فيه، فيعافيه الله ويبتليك".. إلا أن معناه حقيقي، وأننا حبيبتي نانسي قد نري في الكثير ممن يعيرون بعض الناس بعيوبهم أو اختلافاتهم الخلقية، وقد أصيبوا هم أو من يحبون بنفس الداء أو ربما أشد!! ((وحقيقة : أنا لا أحب أن أطلق علي اختلافات خلقة الله "عيوب" لأن الله لم يخلق عيبا ولكنها طلاقة قدرة الله فأسميها ب"اختلافات خلقية ")) وكل ما أتمناه منك أنت وعائلتك غاليتي.. هو ألا تهتمون بمثل هذه العقول التافهة، وشيئا فشيئاً ستجبرون الناس علي احترامكم وتقديركم، ولا تنسحبون أبدا من المجتمع، الذي سيقر أبناءه يوما أن دوركم الفعال الإيجابي هم أنفسهم بحاجة إليه، وسيعلمون أن انخراطكم في المجتمع ربما قدم نفعا احتاج إليه الكثير منهم، وقتها سيدركون أن النقص ليس في أجسامكم بل في عقولهم هم وفي ثقافاتهم التي تكونت بشكل خاطيء علي مدار أعوام سابقة من التغييب العقلي والديني وضعف الإيمان بالله.. عليكم يا نانسي أن تفخروا بأنفسكم وبأن الله تعالي قد اختار لكم اختلافا في تكوينكم الجسماني لإظهار طلاقته في الخلق فيكم، وأنه بذلك يدخر لكم من الخير الكثير مالا تعلمون ولا تدركون، بشرط أن تظلوا في معية الله وطاعته... ابتسامتك الجميلة تملأ الكون جمالا، وأخلاقك الرفيعة تجبر الجميع علي احترامك، وليس فينا من هو بالإنسان الكامل، فكلنا عيوب، واختلافات خلقية ولا كمال لغير الله. .............................................................. *تنويه هام: نظراً للضغط الكبير على خدمة الاتصال الهاتفي المباشر بالأستاذة/ أميمة مما أدى لعطلاً فنياً بالخط الساخن.. فتعتذر إدارة جريدة المصريون للقراء الكرام عن ذلك العطل...فلقد تم إيقاف الخط مؤقتاً ولمدة قصيرة لحين تغيير الرقم قريباً بإذن الله. *وللتواصل.. وإرسال مشكلتك إلى الأستاذة/ أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. ............................................................................... تنويه للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائي الكرام من صفحتي يوم الاثنين من كل أسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معي بكلمات هادفة, فليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها في صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معي. ................................................................... تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التي عرضت بالموقع الإلكتروني.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل اثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل.