من المفارقات الكبرى ان يتزامن موعد الإفراج عن الشيخ عبود الزمر وابن عمه طارق الزمر بعد 30 عاما من الاعتقال على ذمة قضية اغتيال أنور السادات مع قرار نيابة أمن الدولة العليا بحبس عدد من قيادات وضباط جهاز مباحث أمن الدولة لاتهامهم بقتل متظاهرين وآخرين بإتلاف مستندات, يشهق عبود الزمر وهو بالمناسبة أشهر سجين سياسي في مصر الآن اوكسجين الحرية , كان من المفترض ان يتم الافراج عنه منذ 10 سنوات لكن اصرار وزارة الداخلية بالنظام البائد على استمرار الاعتقال حال دون ذلك , أما طارق الزمر فكان من المفترض ايضا الإفراج عنه منذ 15 عاما لكن البركة في قانون الطواريء وحبيب العادلي ووزارة الداخلية على الباغي تدور الدوائر , مبارك تحت الإقامة الجبرية ويواجه حزمة من الاتهامات ولم يحسن الله ختامه , ورموز نظامه السابق الرخو تهاوت تحت الأقدام, وحبيب العادلي الآن في المعتقل , وقد يموت بصقاً أو كمداً , وعبود الزمر حراً طليقاً يتنفس نسيم الحرية العليل , ورغم قائمة الاتهامات التي تلاحق مبارك فإنه من المؤسف الا تتضمن هذه الاتهامات جرائمة اللاانسانية التي ارتكبها بحق المعتقلين السياسيين خلال الثلاثين عاماً الماضية, تعذيب ممنهج بوتيرة ثابتة ضرب وجلد بالسياط , وتعليق لفترات طويلة , الحرق بالسجائر المشتعلة في اماكن حساسة , تغمية العيون , الصفع والركل والسباب , الصعق الكهربائي بطريقة الاستاكوزا حيث توصل الكهرباء في أطراف أصابع القدمين والرأس، أو وضع "أبو غريب" حيث توصل الكهرباء في الأعضاء التناسلية وحلمتي الصدر، إضافة إلى التعليق من الذراعين والقدمين على ماسورة حديدية في وضع يسمى "الشواية" اجتهد عبود الزمر ورفاقه في فترة السبعينات واستجابوا للحظة تاريخية فلجأوا لخيار العنف , استنادا إلى حزمة من المفاهيم وهي الحاكمية , وميراث الخروج على الحاكم اذا لم يحكم بما انزل الله, فوقع اغتيال السادات وكادت تحدث ثورة شعبية في مصر في العام 1981, ولولا المستشار المرحوم عبد الغفار محمد قاضي قضية تنظيم الجهاد الكبرى لحدثت حمامات دم في القضية , لكن القدر اختار هذا المستشار ليحكم بأحكام مخففه في القضية الأكبر في تاريخ مصر التي بلغ فيها عدد المتهمين قرابة الف منهم 302قادة, والباقي في قضية الانتماء لتنظيم الجهاد , ومن الغريب ان هذه القضية هي الوحيدة في تاريخ مصر التي طلبت فيها النيابة إعدام كل المتهمين ال302 متهما ً واستغرق نظرها أكثر من ثلاث سنوات كاملة الآن وبعد ثلاثين عاما تحدث ثورة شعبية بلا قادة , عفوية بامتياز , تقود مبارك ذليلا منكسرا في أواخر ايامة رهن الاقامة الجبرية , وتدفع بحبيب العادلي وقيادات مباحث امن الدولة إلى السجن, وسبحان من له الدوام تصريحات عبود الزمر التي ادلها بها بعد خروجه من محبسه والتي أكد فيها انه سيمارس العمل السياسي والدعوى خلال الفترة المقبلة وقد يتجه إلى تأسيس حزب سياسي , تؤكد انه استوعب عدم جدوى خيار العنف , كما تؤكد ان الحركة الاسلامية في مصر ستكون جزءاً من المشهد الجديد في مصر بعد ثورة 25 يناير [email protected]