أعرب الدكتور إسماعيل سراج الدين، رئيس مكتبة الإسكندرية عن شعور بالصدمة جراء ما تم الكشف عنه من حساب بنكي سري باسم المكتبة، به رصيد مالي يبلغ 145 مليون دولار أمريكي كان يخضع لتصرف سوزان ثابت حرم الرئيس السابق حسني مبارك، وقال إنه كان من المفترض أن يخصص هذا المبلغ الضخم لصالح المكتبة. وأكد سراج الدين في تصريحات لبرنامج "العاشرة مساءً" على فضائية "دريم"، أنه تفاجئ بالرقم الكبير الذي وضع باسم السيدة سوزان مبارك وهو من حق المكتبة، وقال: "لم أكن أعلم عنه شيئًا وسئلت في النيابة، وكنت مجرد شاهد وليس هناك أي اتهامات وجهت لي بالتواطؤ لأني لست على علم بهذا الأمر". ونفى علمه بشكل مطلق بهذا الحساب، وقال إنه لم يكن على علم به ولا أي من أعضاء مجلس الأمناء بالمكتبة، البالغ عددهم ثلاثين عضوًا من داخل وخارج مصر، من بينهم خمسة أعضاء بالحكومة المصرية منهم وزير التعليم العالي ووزير الثقافة ووزير الخارجية، وباقي الأعضاء من شخصيات مصرية وعالمية مرموقة. وحول ما إذا لو علم بأمر هذا المبلغ قبل حدوث الثورة، قال: "كنت سأطالب السيدة سوزان مبارك بإعادته لحساب المكتبة في البنك المركزي وفي حالة رفضها كنت سأستقيل من منصبي، لأن مكتبة الإسكندرية مؤسسة كبرى ولا تتبنى العلاقات الخاصة، بدليل أن المراجعات التي تتم علينا تأتي من الخارج وتشيد بالإدارة، فالمكتبة ملك للعالم كله وليست ملكًا لآل مبارك أو لأشخاص بأعينهم". وأوضح سراج الدين أن المكتبة يوجد لها حساب خاص بالبنك المركزي باسم "مكتبة الإسكندرية"، لكنه ليس مبلغًا ضخمًا، معتبرًا أن رقم 145مليون دولار رقم كبير جدًا ويعد خمس أضعاف الرقم الذي يوجد بحساب المكتبة. وأشار إلى أنه قدم بلاغًا للنائب العام يطالب فيه بعد انتهاء التحقيق في حقيقة هذا الرقم ومعرفة مصدره ومن ثم إعادته لمكتبة الإسكندرية. وذكر أن مكتبة الإسكندرية تتبع مباشرة رئيس الجمهورية، كي تتمتع باستقلالية، وليست خاضعة لأي جهة لا وزارة الثقافة ولا حتى رئاسة الجمهورية، حيث تتبع الرئيس بشكل مباشر، والدكتور زكريا عزمي رئيس ديوان الرئاسة السابق ليس له صلاحية بشأن المكتبة، وكانت التعليمات والقرارات تأتي مباشرة من رئيس الجمهورية، أو من يرشحه هو بنفسه لرئاسة مجلس أمناء المكتبة. وقال إن الرئيس السابق اختار زوجته سوزان مبارك لرئاسة مجلس أمناء المكتبة وكانت تحضر مجلس أمناء المكتبة وتعطي تعليمات وقرارات وتوقع على أوراق واعتماد اللوائح وتتلقى منح وهدايا للمكتبة بنفسها. وأضاف: حتى أنا لم يكن لي الحق في فتح حساب للمكتبة أو سحب أو إيداع مبالغ خاصة بالمكتبة إلا بموافقة وزير المالية شخصيًا، وبالتالي المسألة كانت محكومة، ولم يكن من السهل التصرف في شيء يخص المكتبة إلا بإجراءات غاية في التعقيد لكي نحافظ على أموال وحسابات المكتبة التي تعتبر منارة للعالم كله وليس لمصر فقط.