توقفت طويلا أمام حالة الجدل التى أعقبت قيام القوات المسلحة بالإعلان رسميا عن الجهاز الجديد ( سى. فاست ) لعلاج مرض الإيدز وفيروس سى .. وقد كنت أتمنى أن نتعامل مع مثل هذه القضية بصورة جدية ومتعمقة وليس بإطلاق البعض (النكات) و( التريقة ) على مدى فعالية هذا الجهاز الجديد الذى يعد – وفقا لما أعلن – نقلة مهمة فى طرق وأساليب هذه الأمراض الخطيرة . واسمحوا لى أن أتوقف أمام عدد من الملاحظات والتساؤلات المهمة فى هذه القضية : - ربما تكون هناك أخطاء - كما قال البعض - حول عدم الإلتزام بقواعد البحث العلمى فى الإعلان عن الإختراع الجديد والتأكيد على أنه يحقق حلم الشفاء بنسب قد تصل إلى 98 % قبل تجربة الجهاز بطريقة علمية . - لا أتفق مع البعض فى الهجوم على الجهاز لمجرد أن القوات المسلحة ممثلة فى الهيئة الهندسية بها هى التى قامت بإختراعه فكثير من الإختراعات الطبية والعلمية قامت بها جيوش وقوات مسلحة فى دول كبرى ولم يهاجمها أحد أو يتهمها بأنها إنحرفت عن الدور المكلفة به فى حماية الحدود وتأمين البلاد داخليا فى حالة الخطر . - هاجم البعض من المعادين للجيش هذا الإختراع ب (التريقة ) عليه والسخرية منه ووصفوه بأنه (إختراع الكفتة ..الخ ) وهى طريقة مبتذلة وسطحية لا تختلف كثيرا عن طريقة هجوم الراقصة سما المصرى ضد الإخوان فى قناتها فلول !!وكنت أتمنى أن يمتلك هؤلاء الشجاعة والجرأة ليطرحوا تساؤلات جادة أو يستعينوا بعلماء كبار فى نقدهم لهذا الإختراع بدلاً من هذه الأساليب المبتذلة . - لا أعرف سببا لعدم قيام المتحدث العسكرى العقيد أحمد محمد على بإصدار بيان أو عقد مؤتمر صحفى للرد على الهجوم والإنتقادات بل والإساءات التى تعرض لها مخترع جهاز علاج فيروس سى ومرض الإيدز , خاصة فى ظل إستمرار (التريقة ) غير المسبوقة ضده .. حيث أن استمرار الصمت على هذا الهجوم يسىء للجيش المصرى !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!! . - كنا نريد من القوات المسلحة رسميا أن تقوم من خلال مؤتمر صحفى أو بيان رسمى بالرد على الوقائع والتساؤلات التى طرحها البعض طوال الأيام الماضية مثل أن مخترع الجهاز اللواء طبيب ابراهيم عبدالعاطى ليس ضابطا بالجيش بل حاصل على درجة اللواء الشرفية وهى نفس الدرجة التى حصل عليها من قبل موسيقار الأجيال الراحل محمد عبدالوهاب .. وكنا نريد أيضا معرفة الحقيقة حول ما قاله البعض أن عبدالعاطى مجرد معالج بالأعشاب وسبق له الظهور بهذه الصفة فى بعض الفضائيات . - كنا نريد أن يتم عقد مؤتمر صحفى رسمى للرد على كل ما قيل ضد هذا الإختراع وعدم الإكتفاء برد الفريق الذى إخترع الجهاز عبر مداخلات أو استضافات فى بعض القنوات الفضائية .. فالموضوع هام وخطير ويضع سمعة الجيش كله على المحك ولا يتعلق بسمعة الفريق الذى إخترع الجهاز فقط كما يتصور البعض. - أرفض بشدة الهجوم على الإختراع من جانب عصام حجى المستشار العلمى لرئيس الجمهورية الحالى والذى كان موجودا فى الولاياتالمتحدة (التى يحمل جنسيتها مع الجنسيتين الفرنسية والمصرية ) وكان من الواجب عليه أن ينتظر لحين الحضور إلى مصر وإبداء ملاحظاته من القاهرة وليس من واشنطن لأن هذا الهجوم يثير الكثير من الشبهات والأقاويل . - أخشى ما أخشاه أن تكون لمافيا شركات الدواء العالمية دور فى الحملة التى أثيرت فى الأونة الأخيرة ضد الجهاز فى محاولة للتقليل من أهميته أو تشويه صورة الجيش بسبب هذا الموضوع ..وأتصور أن هناك العديد من الشواهد والوقائع تؤكد ذلك خاصة أنه فى حالة نجاح هذا الإختراع فى علاج الإيدز وفيروس سى وعدد من الفيروسات الآخرى بأسعار رمزية فسوف يؤدى ذلك إلى خسارة تلك الشركات العالمية مئات المليارات من الدولارات سنويا . - أطالب بالكشف عن الجهات العالمية التى حاولت شراء الإختراع ب 2مليار دولار وكذلك الجهات العلمية الأمريكية التى طلبت رسميا من مصر (وفقا لما أعلنه د. أحمد على مؤنس عضو الفريق المشارك فى الإختراع المشاركة فى هذا المشروع العلمى العالمى . - أرجو أن نبتعد بخلافاتنا السياسية عن مثل هذه القضايا المهمة التى تمس حياة ملايين المصريين فالواجب أن نشجع مثل هذه الإختراعات إذا ثبتت كفاءتها بالفعل فى العلاج أيا كان الشخص أو الجهة الذين قاموا بهذا الإنجاز العلمى والعالمى . - إننا لا نريد سوى معرفة حقيقة و مدى فعالية هذا الجهاز فى العلاج لأن هناك 15 مليون مواطن مصرى معظمهم من الغلابة والفقراء مصابون بمرض فيروس سى اللعين وهناك أكثر من مليون مواطن جديد ينضمون لقائمة المرضى سنويا فى حين أن قدرات وزارة الصحة على العلاج لا تزيد عن 50 ألف مريض فقط ؟؟. لذلك أقول لقواتنا المسلحة : إكشفوا الحقيقة للرأى العام ولا تلتزموا الصمت وعليكم أن تطمئنوا الغلابة من المرضى وأسرهم والذين يحلمون بالشفاء من هذه الأمراض اللعينة ..أما إذا كان الجهاز لم تثبت فعاليته حتى الآن فعليكم أن توضحوا الحقيقة وكفى المرضى ما هم فيه من آلام وأوجاع ومصرووفات تثقل كاهلهم هم واسرهم وعليكم أن تبادروا بالإعتذار للشعب عن هذا الخطأ لأن الصمت على الهجوم ضد الإختراع يضر اكثر مما يفيد ويستخدم كوسيلة للنيل من القوات المسلحة والإساءة إليها فى الداخل والخارج