أوضح "ماكسيم دانتشينكو" - الناطق الرسمي باسم المسلحين الذين سيطروا على برلمان جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي في أوكرانيا صباح اليوم - أن المسلحين يطالبون بإجراء استفتاء شعبي لتحديد مصير الجمهورية ذاتية الحكم. وأضاف دانتشينكو في تصريح له أن 50 مسلحاً سيطروا على مبنى البرلمان في مدينة "آق مسجد" (سيفاستوبول) عاصمة جمهورية القرم ذاتية الحكم ضمن جمهورية أوكرانيا. وأشار دانتشينكو أن بإمكان الصحفيين الدخول إلى مبنى البرلمان ولقاء المسلحين؛ ما دفع الصحفيين للإقبال باتجاه مبنى البرلمان، إلا أن إطلاق عدد من الأعيرة النارية من داخل مبنى البرلمان نحو الخارج؛ دفع الصحفيين إلى الابتعاد عن المبنى كلياً. كما ضربت قوات الشرطة في جمهورية القرم طوقاً أمنياً حول مبنى البرلمان، إلا أنها لم تعق عملية الدخول والخروج من وإلى المبنى؛ ولم تتدخل بعمل من أراد تقديم تصريحات للمؤسسات الإعلامية باسم المسلحين. وبالتزامن مع ذلك فرضت قوات الشرطة طوقاً أمنياً حول مبنى رئاسة الوزراء التابع لحكومة جمهورية القرم ذات الحكم الذاتي؛ ومنعت الخروج والدخول من وإلى المبنى وأغلقت جميع الطرق المؤدية إليه؛ بعد الاستيلاء عليه من قبل المسلحين. وأفاد مسئولون محليون - لفريق مراسلي وكالة الأناضول في مدينة آق مسجد - أن عدد المسلحين الذين قاموا صباح اليوم بالسيطرة على مبنى رئاسة وزراء جمهورية القرم غير معلوم بدقة. وقال "آرسن أفاكوف" وزير الداخلية الأوكراني: " إن قوات الأمن في جمهورية القرم ضربت طوقاً أمنياً في المنطقة المحيطة لمبنى البرلمان؛ وذلك لحماية السكان المدنيين والأحياء السكنية في المنطقة. يشار إلى أن برلمان القرم كان عقد اجتماعاً يوم أمس في مقره بعاصمة الجمهورية آق مسجد؛ إلا أن اشتباكاتٍ نشبت بين متظاهرين من أتراك القرم (التتار)؛ ومتظاهرين موالين لروسيا أدت لإصابة 26 شخصاً بجروح مختلفة ودفعت البرلمان إلى إلغاء اجتماعه. من ناحيته تعهّد وزراء دفاع دول حلف الشمال الأطلسي "الناتو" بدعم وحدة أراضي أوكرانيا، وأوضح الوزراء في بيان مشترك حول المسألة الأوكرانية - خلال اجتماعهم بمقر الحلف في العاصمة البلجيكية بروكسل - أنهم ملتزمون بالديمقراطية وسيادة القانون؛ وأن استقرار أوكرانيا ووحدة ترابها الوطني هو مفتاح الأمن الأوروبي الأطلسي. فيما أعلن النائب العام الأوكراني "أوليغ ماهنيتسكي" - الذي عينه البرلمان مؤخراً - أنه تم إصدار مذكرة توقيف دولية لضبط وإحضار كل من الرئيس المعزول "فيكتور يانكوفيتش" ووزير داخليته "فيتالي زاخارتشينكو". من جهته أكد "مصطفى جميل قرم أوغلو" - الرئيس السابق للمجلس الوطني لتتار القرم - أن شبه جزيرة القرم ذاتية الحكم الواقعة جنوبأوكرانيا؛ هي جزء لا يتجزأ من جمهورية أوكرانيا ولا يمكن أن تنفصل عنها، مندداً بتصريحات "فلاديمير كونستاتينوف" رئيس برلمان القرم الحالي في زيارة سابقة لروسيا؛ والتي كانت بخصوص انضمام القرم إلى روسيا؛ مطالباً بمحاكمة هذا المسؤول بموجب القوانين الأوكرانية؛ لإدلائه بتلك التصريحات التي تتنافى مع الدستور الأوكراني. يذكر أن شبه جزيرة القرم - أو "جمهورية القرم ذاتية الحكم" ضمن جمهورية أوكرانيا - تقع جنوب البلاد ويحيط بها البحر الأسود من الجنوب والغرب؛ فيما يحدها من الشرق بحر الآزوف، ويشكل الروس والأوكرانيون وأتراك القرم العناصر الأثنية الرئيسية المكونة لتلك الجمهورية. تعتبر مدينة "سيفاستوبول" - حسب تسمية الروس والأوكران -؛ و"آق مسجد" أي (المسجد الأبيض) - حسب تسمية أتراك القرم -؛ عاصمة البلاد السياسية والاقتصادية، وتعتبر اللغة الأوكرانية إلى جانب اللغة التركية القرمية لغتين رسميتين في جمهورية القرم.