«أن تتأخر.. خير من ألا تأتي أبداً».. عن استقالة حكومة الرجل المحترم د.حازم الببلاوي أتحدث، .. شكراً يا دكتور فأنت قامة اقتصادية كبيرة نعتز بها ونحترمها، ونجلُّ تاريخك كله، لكن المرحلة التي تمرُّ بها مصر تحتاج إلى شخص آخر. .. في 4 فبراير الحالي كتبت مقالاً بعنوان «شكراً للببلاوي.. وهاتولنا محلب».. قلت فيه: «أتمنى أن تشكل فوراً حكومة «إعادة بناء» برئاسة وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة المهندس ابراهيم محلب، وتترك له حرية اختيار الوزراء الاكفاء.. القادرين على النهوض بمصر من كبوتها، وأن يمنح الرجل صلاحيات تسمح له بتنفيذ خطة العمل التي سيطرحها، على ان تستمر هذه الحكومة عامين على الأقل، بعدهما يُحاسَب الرجل وحكومته «حساب الملكين». .. فبصراحة، ومع كل احترامي لتاريخ رئيس الوزراء الجليل الدكتور حازم الببلاوي، أعتقد أن المرحلة القادمة لا تتوافق مع امكانياته وسياساته،.. وربما ايضا تكون المرحلة الحالية قد ظهرت فيها حكومته بشكل اقرب للفشل نتيجة كَمِّ الضغوط والظروف غير العادية التي تمرُّ بها مصر. يبقى د.الببلاوي رجلا محترما، قَبِل بتحمل المسؤولية في مرحلة من أخطر مراحل مصر، وسط قلاقل غير مسبوقة وعدم استقرار لم تمرُّ به من قبل، وتُحسب له شجاعته في وقت أحجم فيه الكثيرون عن تحمُّل المسؤولية.. فبعضهم «فرّ» بديموقراطيته المزعومة إلى الخارج.. وآخر فَضَّل المكوث، والتروي حتى تتضح الرؤية.. وثالث ألقى بالمسؤولية الجسيمة وسط الطريق وعاد إلى بيته ودفء زوجته!!.. ورابع قفز من المركب الذي ظنه يغرق، وانضم إلى ما اعتقد أنها «الفرقة الناجية»!! أقول ذلك حتى لا نبخس الدكتور الببلاوي حقه، ويكون جزاؤه منا جزاء «سنمار»،.. فيندم الرجل على شجاعته وقبوله للمهمة الصعبة. أما لماذا المهندس إبراهيم محلب رئيساً للوزراء في المرحلة المقبلة؟. فأولاً: لأن الرجل أثبت طوال فترة عمله التفاني والإخلاص والنزول إلى الشارع بين الناس، ولم يجلس في مكتبه مستمتعاً بأبهة الوزراء. ثانياً: أن عمله في «المقاولون العرب» ورئاسته لها أكسباه خبرة في «الإنجاز»، والعمل على أرض الواقع وقياس الأعمال بما يتم منها ويظهر للعيان. ثالثاً: علاقاته «الوطيدة» بكل فئات شباب الثورة الحقيقيين، وإيمانه بضرورة الاعتماد على الشباب ومنحهم الفرص الحقيقية للمشاركة والإبداع والانجاز. رابعاً: ان وجود الرجل الدائم في الشارع، من اقصى مصر الى اقصاها وتعامله واحتكاكه بالناس جعل بينهم وبينه مودة وألفة وثقة، نحن بحاجة اليها بشدة في علاقة الشعب برئيس وزرائه حتى نوفر على أنفسنا «الرفض» المبكر للحكومة، وهي «رفاهية» لم تعد مصر تتحملها في ظل الظروف التي نمر بها. .. أتمنى كل التوفيق والنجاح للمهندس إبراهيم محلب وحكومته الجديدة في مواجهة التحديات الرهيبة التي تمرُّ بها المحروسة،.. وأدعو الله أن يهديه إلى البطانة الصالحة، لما فيه خير واستقرار البلاد. وحفظ الله مصر وشعبها من كل سوء.
حسام فتحي عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. twitter@hossamfathy66