الكاتب والصحافي ومساعد رئيس تحرير «الأهرام» رضا هلال اختفى بعد عودته من عمله يوم 11 اغسطس 2003، عندما ودع زملاءه في صالة تحرير «الأهرام» وتوجه الى منزله واختفى فجأة وبشكل غامض حتى الآن. لم يكن رضا هلال ابدا معارضا شرسا للنظام، بل ربما صنفه البعض على يمين النظام، كما لم يكن ابدا «سليط اللسان» او ممن «يشتمون» المسؤولين في جلساتهم الخاصة. عرفت رضا هلال عن قرب عام 1990 عندما عملنا معا في مكتب واحد بالقسم الاقتصادي لجريدة «الانباء» الكويتية، وتحولت الزمالة الى صداقة بحكم «طول» فترة العمل اليومي، ولكن الغزو العراقي لم يمهلنا لتوطيد أواصر الصداقة، خاصة عندما فضل رضا هلال عدم العودة الى الكويت بعد التحرير، والبقاء في مصر والعودة الى عمله بصحيفة «الاهرام» وبقي التواصل بيننا اثناء وجوده في نيويورك مراسلا لصحيفة «العالم اليوم» الاقتصادية، وبعد عودته الى مصر واستقراره فيها حتى اختفائه عام 2003. كان هادئاً بطبعه، نادرا ما يثور، حاد التعليقات ولكن باستخدام ألفاظ غير بذيئة ابدا، وكان فخورا بكتابه «صناعة التبعية».. لكنه كما قلت لم يكن ابدا معارضا شرسا، ومع ذلك لم يحرك اختفاؤه شعرة في رأس النظام السابق، ولم تحاول السلطات الامنية تبرير هذا الاختفاء. ومنذ 2003 تم اطلاق موقع على الانترنت للمساعدة في البحث عن «رضا هلال» وسعى زملاؤه من الصحافيين لحل اللغز والوصول الى شخصية الجهة التي اختطفته دون جدوى. وفي 15 فبراير الماضي تقدمت نقابة الصحافيين المصرية عن طريق محاميها المستشار الصديق سيد أبوزيد ببلاغ الى النائب العام تتهم فيه حبيب العادلي وزير الداخلية السابق بتهمة اختطاف رضا هلال من منزله، بعد ان اكد شقيقه وجود معلومات لديه عن اعتقال رضا حتى الآن في أحد السجون. ورضا هلال هو نموذج لسياسة الاختفاء والاختطاف التي اتبعتها زبانية النظام السابق، وارجو ان يكشف التحقيق مع العادلي عن الحقيقة، وادعو الله ان يكون «رضا» حيا يرزق وان يعود ليحكي لنا ما حدث له.. وقبل ذلك لكي تنتهي مأساته.. ومعاناة أهله على مدى 7 سنوات عجاف. حسام فتحي [email protected] twitter@hossamfathy66 زيّن قصورك من عظامي، من دمي واحمل كما تهوى النياشين البهيّهْ هذا وسامُ الذبح بالقوت الشحيح هذي القلادة من قنابلك الذكيهْ مختار عيسى (من أغاني «حرية المدينة»)