كشف المفكر القبطى الدكتور رفيق حبيب، الذي يرتبط بعلاقات قوية مع جماعة "الإخوان المسلمين"، وأحد الذين شاركوا في وضع مسودة برنامجها الحزبي عام 2007، أن المادة الخاصة بمنع ترشح المرأة والقبطي لرئاسة الجمهورية سيعاد النظر فيها، بعد أن أثار موقف الجماعة بشأنها جدلاً واسعًا عند طرح البرنامج للمرة الأولى على خبراء سياسيين لإبداء الرأي فيه. وصرح حبيب ل "المصريون"، أن هناك توجها داخل "الإخوان" عند صياغة برنامج حزب "الحرية والعدالة" الذي تعتزم الجماعة إطلاقه ليكون معبرًا عنها بأن "يتم السكوت عن هذه المادة، أو يتم صياغتها بصورة مختلفة، حتى يتم طمأنة الأقباط وبعض القوى السياسية الأخرى". وأكد أن عضوية حزب "الحرية والعدالة" لن تكون مقصورة على "الإخوان" فقط، وأن العضوية ستكون مفتوحة أمام جميع المصريين وعلى رأسهم الأقباط, وكشف أنه من الوارد أن يتولى أحد المسيحيين منصب قياديا بالحزب المزمع، مثل منصب الأمين العام، أو غيره من المناصب القيادية، على غرار حزب "الوفد". وأوضح حبيب، أن تولي جميع المناصب القيادية بالحزب سيكون متاحا أمام جميع المصريين بمن فيهم الأقباط, ولم يستبعد في رده على سؤال ل "المصريون"، أن يكون نفسه بين هيئة المؤسسين للحزب، قائلا: "لا توجد أسباب تمنع ذلك ولكن لم يصدر قرار حتى الأن بنشكيل هيئة المؤسسين". من جانبه، كشف الدكتور محمد السيد حبيب النائب السابق لمرشد "الإخوان"، وعضو مجلس الشورى العام عن وجود اتصالات ومناقشات بخصوص وجوده بالحزب مع الدكتور محمد بديع المرشد العام للجماعة، لكنه نفى أن يكون قد تم الاتفاق على توليه أية مناصب قيادية بالحزب. واعتبر أن هذا الأمر سابق لأوانه، خاصة وأن المناصب القيادية فى الحزب ستتم عن طريق الانتخاب, كما أكد أن المسيحيين سيكون لهم وجود هام ومؤثر بالحزب وأنه من الوارد أن يتولوا المناصب القيادية، خاصة وأن "الإخوان" حريصون على أن يقدموا للعالم تجربة حضارية رائدة في تعامل المسلمين مع إخوانهم المسيحيين. وأضاف أنه سيكون هناك استقلال تام للحزب عن الجماعة وسيكون له هياكله ومؤسساته المستقلة, وهناك حرص شديد على أن يحظى برنامج الحزب بتوافق من الجميع بمن فيهم الأخوة المسيحيين الذين سيكونوا أعضاء في الحزب. بدوره، أكد الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد بجماعة "الإخوان"، وكيل مؤسسي حزب "الحرية والعدالة" إنه يجمع حاليا التوقيعات اللازمة لتأسيس الحزب، وتجهيز كل الإجراءات الإدارية والقانونية، انتظارًا لتعديلات قانون الأحزاب، ومعرفة الشكل الجديد الذي سينظم العمل الحزبي في مصر. وأشار إلى أنه ليس بالضروري أن يكون رئيسًا للحزب في حال تأسيسه، موضحًا أن مهمته كوكيلٍ للمؤسسين وطبقًا لما أعلنه المرشد العام للجماعة هي القيام بالإجراءات القانونية والإدارية التي يتطلبها التأسيس، وبعد حصول الحزب على الموافقات المطلوبة، سيكون هناك انتخابات لكل هياكل الحزب ومؤسساته، طبقًا للائحته التنفيذية، بما فيها منصب رئيس الحزب.
