المنافقون سبب كل بلاء مصرنا الحبيبة , فهم يزينون الشر لكل حاكم ويوهمونه أن كله تمام وأن الأمور تحت السيطرة , وأن الناس يحبونه أكثر مما يحبون أبنائهم ألم تسمع لأحدهم ينعقق بأن الأجنة يبايعونه ببطون أمهاتهم , ولأن الحاكم بشر غير معصوم فانه من كثرة المنافقين حوله يصدق هذا الأمر ويدخله العجب ويساعده شيطانه على تصديق أنه من طبقة غير البشر أعلى من الملائكة وأقل من اله , وهى مرحلة كبرى في عالم النفاق وقع فيها كثير من المنافقين والحكام تسمى تأليه الحاكم ,وللمنافق قدرة هائلة تحسده عليها الحرباء فى التحول من النقيض إلى النقيض ضاربا بالمبادئ عرض الحائط وقد لاحظ المصريون هذه الظاهرة بكثرة قبل وأثناء أحداث ثورة 25 يناير المباركة , فوجدنا المنافقين من جميع طوائف المجتمع ممن كنا نعرفهم بسيماهم وبلحن القول كما عرفنا عليهم ربنا تبارك وتعالى يتحولون بموافقهم عدة مرات من يوم ليوم وأحيانا خلال اليوم الواحد بحسب مجريات الأمور فتجدهم مذبذبين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء بحسب ميل كفة الأحداث , فهم فى عهد مبارك المشئوم وطوال سنوات حكمه العجاف الفاسدة التى أعلى خلالها كل قيم الفساد وحط من كل قيم الفضيلة كانوا يمجدونه بشدة ويكادون يسبحون بحمده فهو بنظرهم وأقوالهم وأفعالهم المعطى المانع الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه وأي خطأ فهو قطعا غير مسئول عنه وأي خير فهو بالتأكيد الداعي إليه وصاحبه ,وقبل الثورة هونوا من شأن المحذرين من انفجار ثورة الغضب لكثرة مظالم النظام الفاسد الغير شرعي و هونوا الأمر حتى اللحظة الأخيرة فشعب مصر ينعم في الرفاهية وهامش الحرية الضيق كثيرة علي الشعب الطماع ومصر ليست تونس والثورة على النظام كلام فارغ الخ حتى وصل الأمر ذروته بانتخابات كاملة التزوير ورئيس فاسد غير واع معزول تماما عن شعبه يقول عن التزوير الفاضح تجاوزات بسيطة وعن البرلمان الموازى خليهم يتسلوا حتى أمر الله بطوفان الحرية الذى أغرقهم كما أغرق الله فرعون الأكبر زعيمهم فى الفساد وشبيههم فى التصرف بأمور الحكم ومعاملة الشعب , والعجيب أن المنافقين استمروا على نفاقهم مع بداية الأحداث وتأرجحوا على وقعها وكانت مناظرهم تدعو للرثاء وهم يظهرون بوسائل الاعلام مستمرين فى النفاق تارة للحاكم الهالك وتارة للشعب ورموز ثورته ثم يعودون لتثبيط الشعب وتخويفه وتخوينه فاذا غلبهم موج الايمان لأصحاب الثورة الشرفاء تراجعوا وحاولوا تحسين صورتهم البائسة , يمسكون العصا من المنتصف ويميلون قليلا لهذا الجانب او ذاك وان مال الأمر قليلا للحاكم الظالم سارعوا بارضائه متوكلين على الشيطان وان اعترف الحاكم بما كانوا يسمونه المحظورة اعترفوا وغازلوهم وأثنوا عليهم وان شتم المتظاهرين وتجنى عليهم تجنوا وان قابلهم مدحوهم ولو أن الاخوان حكموا بعد ذلك لأطلقوا لحاهم ونافقوهم وفعلوا كل ما يطلب منهم فدينهم هوى الحاكم وهؤلاء الفسقة سبب كل بلاء وتأخر فهل آن الأوان مع هذه الثورة المباركة أن نخرجهم من حساباتنا ولا نستمع اليهم أبدا مهما أعجبتنا أجسامهم وتفننوا في أقوالهم هذا هو السبيل لرفعة أمة اكتسبت احترام العالم كله بثورة قل أن شهد العالم لها مثيلا د أسامة صديق