سادت أمس حالة من الارتباك كافة أقسام الطوارىء والاستقبال بمستشفيات قصر العينى بسبب إضراب أطباء الامتياز والنواب عن العمل، احتجاجا على فشل جهاز الشرطة في حمايتهم من اعتداءات أهالي بعض المرضى. واتهم عدد كبير من المصابين في أحداث الثورة الشعبية، إدارة مستشفى قصر العيني بإخراجهم من المستشفى أمس دون استكمال علاجهم على الرغم من حاجتهم للعلاج نتيجة الإضراب الذى نفذه أطباء المستشفيات . وقال العديد من المرضى الذين تجمعوا أمام دار القضاء عصر أمس إن إداريين بالقسم الداخلى للمستشفى بعنابر 12و14و15و16 أجبروهم على مغادرة المستشفى صباح أمس وحرضوهم على تحرير محاضر ضد أطباء الامتياز والنواب بزعم أنهم المسئولون عن عدم استكمال علاجهم. وكشف المصابون أن بعض المرضى بعنابر الرمد الذين يتجاوز عددهم 150 مصابا تدهورت حالتهم بشكل كبير، لعدم استطاعتهم تغطية تكاليف العلاج غير المتوافر بمخازن قصر العينى. وكان العشرات من أطباء الامتياز والنواب اعتصموا أمام مكتب عميدة الكلية الدكتورة لميس رجب ظهر أمس احتجاجا على عدم تأمين مستشفيات قصر العينى وحماية أطبائه من أعمال بلطجة وعنف مارسها بعض أهالى المرضى بسبب عدم علاج مرضاهم لامتلاء المستشفيات وأقسام الطوارىء والعنايات المركزة عن آخرها بالمرضى والمصابين. وفقدت عميدة الكلية السيطرة على أعصابها وقامت بتقطيع لافتة تهنئها بالمنصب الجديد بعد فشلها فى إقناع الأطباء بالعودة إلى العمل وتأكيد الأطباء على استمرار إضرابهم لحين إرسال آليات الجييش لحمايتهم وفتح أقسام العلاج الاقتصادى للعلاج المجانى وتخصيص مستشفيات خاصة لعلاج المصابين والحالات الطارئة بالمجان لمواجهة عجز الأماكن التى تواجهها المستشفيات العامة . ورفع الأطباء لافتات منها "ياييجى الجييش ..ياشغل مفييش"، و"عايز دبابة ..على البوابة"، و"أمان الأطباء ..علاج للمرضى"، و"أمان أو إغلاق الاستقبال". وقال الدكتور محمد شعلان طبيب امتياز، إن أفراد الشرطة المتواجدين بالمستشفيات لم يتدخلوا لحماية الأطباء العاملين بقسم الاستقبال من ثورة الأهالى يوم الثلاثاء الماضب رغم استدعائهم أكثر من مرة بعد أن رفع بعض أهالي المناطق العشوائية أسلحة بيضاء على الأطباء لإجبارهم على قبول مرضاهم، على الرغم من عدم وجود أسرة خالية وإن أحد الضباط قال لهم بالحرف الواحد "أنا محتاج حماية زيكم". وأشار إلى أن مايقرب من 15 بلطجيا أشهروا السيوف والمطاوي على الأطباء مساء الاثنين. وأوضح الدكتور أحمد أنور أن أطباء الامتياز والنواب يعانون من الإرهاق الشديد، بعد أن وقع عليهم الجانب الأكبر من العمل بالمستشفيات الجامعية والحكومية فى علاج مصابي وجرحى ثورة الخامس والعشرين من يناير، وأنهم عملواتحت ضغط شديد من أهالي المرضى وسط غياب تام للأمن. وكشف أحد الأطباء العاملين بقسم الطوارىء أن العدد الحقيقى لشهداء ثورة الخامس والعشرين يتجاوز بكثير الأرقام المعلنة، حيث أنه كانت هناك تعليمات واضحة حتى مساء الجمعة 28 يناير بعدم استخراج تقارير الوفاة والإصابات بالرصاص الحى، وأن عددا كبيرت من الأهالى قاموا بأخذ جثث ذويهم لدفنهم بمعرفتهم دون قيدهم فى كشوف المترددين على المستشفى بعد تهديدهم بتشريح الجثث والدخول في إجراءات إدارية معقدة لإثبات وفاتهم بالرصاص الحي. ولفت الطبيب إلى أن حالات الوفاة الأولى التي وردت للمستشفى كانت مصابة بتهتك تام في الجمجمة بسبب سقوط القنابل المسيلة للغاز على رؤوس المتظاهرين، قبل أن ترد بعد ذلك أفواج من الحالات المصابة بطلقات الرصاص الحى. وأشار إلى أن غرف عمليات مستشفى قصر العينى والبالغ عددها 17 غرفة لم تتوقف عن العمل المتواصل فى إجراء الجراحات للمصابين منذ الأحداث وحتى الآن.