انتقدت صحيفة "تليجراف" البريطانية دعم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لترشح المشير عبدالفتاح السيسي وزير الدفاع المصرية للانتخابات الرئاسية خلال زيارة الأخير إلى روسيا اليوم، فيما وصفته بأنه "تدخل في السياسية المصرية المضطربة". وقالت إن "دعم بوتين للسيسي تم قبل إعلان إجراء الانتخابات الرئاسية، وذلك رغم نفى مساعدي السيسي باستمرار اتخاذه القرار بشكل فعلي، لكن الرئيس الروسي تجاهل ذلك خلال الترحيب به أثناء الزيارة". واعتبرت أنه ليس من الطبيعي أن تدعم دولة أجنبية مرشحًا بشكل علني خاصة وأنه لم يعلن قراره بعد، لافتة إلى أن موقف بوتين بدا متناقضًا أيضًا مع البيان الرسمي الصادر بعد الزيارة والذي استنكر فيه التدخل الأجنبي في الشئون الداخلية لأي دولة. وتابعت أن "زيارة السيسي لموسكو تدل على وجود مؤشرات لسعي الدولتين لتجديد التحالف العسكري والاستراتيجي المتوقف منذ 40 عامًا بعدما جمده الرئيس السابق أنور السادات"، مشيرة إلى أن روسيا تحرص على تحقيق استفادة نسبية من انخفاض شعبية الولاياتالمتحدة حاليًا. وقالت الصحيفة إن "صفقة الأسلحة لم تتضمن أية التزامات ثابتة، لكن أموال الخليج ستوفر الدعم الكافي لها"، لافتة إلى أن السعودية غاضبة حاليًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لفشله في فرض تدخل قوي ضد نظام بشار الأسد في سوريا، إضافة لتقاربه مع إيران عدو الرياض الاستراتيجي. وأضافت أنه بغض النظر عما إذا كان هذا الغضب سيؤدي إلى دعم الموقف المصري مع روسيا، فإن حليف كل من سورياوإيران خارج منطقة الشرق الأوسط. ورأت الصحيفة أن التقارب المصري مع روسيا فرض رؤية متباينة للربيع العربي بين موسكو وواشنطن، حيث ينظر بوتين للثورات على أنها تهديد للحكم الاستبدادي للحلفاء الرئيسيين لروسيا، وأنه فرصة لتعزيز الحركات الإسلامية المتشددة. وأردفت أن "أمريكا ترى الربيع العربي بمثابة صحوة للديمقراطية تؤدي لتعزيز الإسلام المعتدل بشكل يمكنه من مواجهة النضال ضده، موضحة أنه بعد تفكك جماعة الإخوان المسلمين وضع السيسي نفسه بقوة داخل معسكر موسكو وكذلك الرياض ودول الخليج السنية التي اتبعت نهجًا مماثلاً ضد الحركات الإسلامية حتى السلمية منها".