لم تتوقف المستشارة تهاني الجبالي، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا سابقًا عند حد تقديم الدعم السياسي والقانوني للسلطة الحالية منذ اليوم الأول للإطاحة بالرئيس محمد مرسي، إلا أن الجديد هو اتجاهها لتقديم الدعم المادي للعديد من الحركات المتواجدة على الساحة، بهدف حثها على المشاركة في وضع البرنامج الذي سيخوض به المشير عبدالفتاح السيسي الانتخابات الرئاسية. وقال مصدر مطلع، إن الاعتماد على الشباب في وضع البرنامج الانتخابي للسيسي يأتي بهدف استغلاله إعلاميًا على نطاق واسع، وتصدير صورة للرأي العام خاصة الشباب المتمرد على فكرة اختيار رئيس من خلفية عسكري بأنه يتبنى رؤية شاب الثورة، وسيعمل على تحقيقها، وفي عهده سيتم تحقيق طموحات الشباب وأهداف ثورتي 25 يناير و30 يونيه، بغرض الحصول على أصواتهم في الانتخابات الرئاسية. وأوضح المصدر ذاته، أن ناشطين ينتمون إلى العديد من التيارات الشبابية التي يتم تلميعها إعلاميًا، باعتبارهم "الممثلون الحقيقيون لشباب الثورة" حصلوا على تلك التمويلات، عدا الحركات الرافضة لترشح السيسي، وهم حركتي "6 إبريل" و"الاشتراكين الثوريين"، الممثلين ل "جبهة طريق الثورة". من جانبها، أكدت إيمان المهدي، العضو المؤسس بحركة "تمرد"، أن هناك اتصالات وتحركات بالفعل من قبل بعض الشخصيات العامة، مثل المستشارة تهاني الجبالي وأحزاب سياسية وحركات ثورية منها حركة "تمرد"، للاتفاق على وثيقة جديدة تسمى "وثيقة العقد الثوري"، تتضمن التزامات المشير السيسي بعدم الخروج عن معايير وأهداف الثورة من "عيش وحرية وعدالة اجتماعية". وأشارت إلى أن "جهود الجبالي جاءت من ضمن جهود سياسيين آخرين للوصول إلى صيغة نهائية لبرنامج السيسي الانتخابي"، ولفتت إلى أن البرنامج الانتخابي الذي تقترح "تمرد" يتمثل في محورين: الأول هو العدالة الناجزة في الأزمات العالقة، والثاني هو الملف الاقتصادي الذي يمثل عائقًا أمام أى خطة لتجاوز المرحلة القادمة. واتفق معها في الرأي عمرو علي، عضو المكتب السياسي ل "تكتل القوى الثورية"، الذي أكد أن التكتل وضع بالفعل برنامجًا متكاملًا لتقديمه للسيسي شخصيًا، وإنه فور تقديمه لاستقالته سيطلب التكتل لقاءه لتقديم المقترحات له، والتي تتضمن خطة لتطوير التعليم وعلاوة على مقترح بتدشين هيئة جديدة لاستقطاب العلماء المصريين من الخارج، تحت مسمى "الهيئة القومية لعلماء مصر بالخارج"، مشيرًا إلى أن هذه المقترحات جمعتها المستشارة تهاني الجبالي والتي ستقدمها إلى فريق عمل متطوع لمساعدة السيسي على إنجاز برنامجه. وشدد على أن "التكتل يرفض مبدأ الوساطة بين القوى الثورية والمرشح الممثل لها، إلا أنهم تغاضوا عن هذا الأمر خلال الفترة الحالية باعتبار أن السيسي مازال وزيرًا للدفاع ويصعب التواصل معه، إلا أنهم متمسكون بالتواصل المباشر معه فور تقديمه لاستقالته من المؤسسة العسكرية وتفرغه للانتخابات. في السياق ذاته، أعلن "التحالف الإسلامي والجبهة الوسطية"، الذي يضم عددًا من المنشقين عن جماعة "الإخوان المسلمين" وتيارات إسلامية أخرى، دعمهم للسيسي، في مؤتمر صحفي الأربعاء الماضي، بالإضافة إلى تشكيل حملات ميدانية لدعم ترشيحه وتجميع متطلبات المواطنين وطموحاتهم ليتم تقديمها إليه كجزء من برنامجه الانتخابي.