شاهدت لك عزيزى القارىء حلقة من برنامج العاشرة مساءاً للإعلامى وائل الإبراشى وقد استضاف وزيرة الصحة د/ مها الرباط وتابعت الحوار بأكمله ، ولم أعرف عزيزى القارىء هل أضحك بسبب تصريحات د / مها الرباط أم أبكى ؟! نعم عزيزى القارىء احترت فتارة شعرت بأن الغيظ يتملكنى وتارة أخرى شعرت بأن الذهول يهجم علىّ ، فوزيرة الصحة الموقرة أثبتت أنها غير كفء لهذا المنصب كما أثبتت أن المواطن وصحته لا تعنيها فى شىء كما أكدت أن الأطباء وأرواحهم ليست لديهم أى قيمة لديها فكل الذى يهمها هو كرسيها ومنصبها فقط لا غير وسأختصر لك ما استوقفنى فى الحوار عزيزى القارىء ولكن دعنى أولاً أعرفك بالسيدة الدكتورة وزيرة الصحة ؛ الإسم هو مها زين العابدين الرباط من مواليد 1959 وكانت قبل توليها الوزارة أستاذة الطب الوقائى ورئيس قسم الصحة العامة بكلية طب القصر العينى ، وسبق أن شنت عليها لجنة الدفاع عن الحق فى الصحة حملة تنتقد أدائها بشدة ونشاطها بوزارة حاتم الجبلى ، كما أنها كانت تعمل مع المعونة الأمريكية لسنوات فى مجال خصخصة الخدمات الصحية ، وهناك من يقول أنها ترشحت لهذا المنصب عن طريق المجلس القومى للمرأة ويقال أيضاً أن زوجة د/ حازم الببلاوى رئيس الوزراء هى التى رشحتها لهذا المنصب حيث أنها صديقتها المقربة .....الله أعلم . الآن عزيزى القارىء وبعد أن تعرفت على وزيرة الصحة فلندخل فى صلب الموضوع ؛ الموضوع بدأ عندما توفى الطبيب أحمد عبد اللطيف بعد إصابته بعدوى فيروسية بالجهاز التنفسى أثناء علاجه لأحد المرضى مما أدى إلى وفاة الطبيب خلال أيام قليلة وأبلغ زملاؤه النقابة وتحركت نقابة الأطباء بأن أبلغت الوزارة ولكن وزارة الصحة تجاهلت الموقف تماماً ، ثم تلا ذلك وفاة الطبيبة دعاء بعد إصابتها أيضاً بعدوى فيروسية بالجهاز التنفسى وكانت حامل وتوفيت خلال 24ساعة وكانت تعمل بمستشفى السنبلاوين ، واستمرت الوزارة فى تجاهلها للموقف ثم فوجئنا بعد وفاة خمسة أطباء بالمفاجأة تتفجر والمفاجأة كانت أن هناك مئات الحالات من المرضى المصابين بعدوى فيروسية بالجهاز التنفسى منهم من شفى ومنهم من توفاه الله ، وكل ذلك والناس لا تعلم فالشعب مشغول بالسياسة وبالإستفتاء على الدستور وبالإرهاب ولا يعلم أن هناك فيروس لا نعلم هل هو إنفلونزا موسمية أو غيره منتشر وأن الكثيرين ماتوا بسببه ، كل ذلك وسيادة وزيرة الصحة ترفض الإعتراف بتقصيرها فى حق المرضى والأطباء وبقية الشعب ، كل ذلك وسيادة الوزيرة ترفض الإعتراف بأنها لم تعلن عن وجود الفيروس أو عن وجود حالات ، كل ذلك والوزيرة لم تقم بحملات توعية للشعب المصرى لكى يحمى نفسه من الإصابة بالفيروس ، كل ذلك وسيادة الوزيرة تصر بشدة على أن الأطباء المتوفين لم يتوفوا نتيجة إصابة عمل أى أثناء تأدية وظيفتهم حتى لا تتحمل الوزارة أى تكاليف مادية أو تصرف أى مستحقات لأسرهم. ومما استوقفنى أيضاً فى الحوار أن شقيقة أحد المتوفين نتيجة فيروس ال (H1N1) فى مداخلة تليفونية للبرنامج أخبرت الوزيرة بأنها هى وابنها وزوجها أجروا التحاليل التى أثبتت أنهم أصيبوا بالعدوى وأن المستشفى رفضت إعطاؤهم عقار " التاميفلو " لولا أنها تشاجرت معهم فقال لها وائل الابراشى " المؤلم فى الموضوع أن الناس ينقلون المرضى لعائلاتهم ويموتون ". فردت عليه الوزيرة : " ما هى كويسة وبتكلمنا أهى " . فردت عليها السيدة : " يعنى عايزانى أكلمك وأنا ميتة ؟! ". وليس هذا فقط بل ادّعت الوزيرة أن تقصير الأطباء فى اتباع إجراءات مكافحة العدوى هو الذى أدى إلى إصابتهم بالأمراض كأنهم لا يلبسون الأقنعة الواقية مثلاً فأخبروها بأن المستلزمات غير متوفرة بالمستشفيات الحكومية فأنكرت بشدة وأصرت على أنها متوفرة وإذا كانت غير متوفرة فاطلبوها، كيف هذا؟! أتعلم عزيزى القارىء أن فى بعض المستشفيات الحكومية يشترى المريض القفاز المطاطى الذى يرتديه الطبيب ليفحصه لأنه غير متوفر وليس هذا فقط بل يشترى أيضاً القطن والإبر الجراحية لعمل الغرز !!! أتعلم عزيزى القارىء أن فى بعض المستشفيات الحكومية وبعض مراكز طب الأسرة يقوم العاملون بتخفيف الصابون والكلور المستخدمين فى التطهير ليوفروا فى الكميات لأن الكميات التى لديهم ليست كافية وعندما يطلبون من الإدارات والمديريات التابعين لها لا يجدون سوى التوبيخ والإجابة المعتادة " مفيش " ؟! أتعلم عزيزى القارىء أن بعض الخامات الموجودة فى مخازن وزارة الصحة منتهية الصلاحية ؟! كل ذلك ووزيرة الصحة الله وحده يعلم هل هى تعلم كل ذلك وتنكره أم أنها لا تعلم وتعتمد على التقارير الكاذبة التى تصلها ؟! فى الحالتين هى المُلامة والمقصرة ؛ لو كانت تعلم وتنكر فلابد من عقابها بالقانون ولو كانت لا تعلم فهى مقصرة فى أداء واجبها ولابد من عزلها. أعلم عزيزى القارىء أنك تتساءل وما الذى أضحكك فى هذا الحوار المستفز ؟ الذى أضحكنى هو أن أحد الأطباء قام بتصوير منظر مقززفى أحد المستشفيات الحكومية وكان عبارة عن قطة فوق السرير المخصص للمرضى وذكرت الوزيرة الموقرة هذه الصورة وبدلاً من أن تخجل من نفسها ومن مستوى المنظومة الصحية فى عهدها لامت الطبيب الذى صور وقالت بالحرف " بدل ما كان يصور كان هش القطة " ! إضحك ، إضحك عزيزى القارىء فشر البلية ما يضحك . خلاصة القول أن الأستاذ الدكتور محمد أبو الغار وهو أحد واضعى الدستور قال أن دستور 2014 عندما يطبق سيؤدى إلى تضاعف ميزانية الصحة خمس مرات على ما هى عليه الآن وتم التصويت بنعم أين ميزانية الصحة والإرتقاء بصحة المواطن المصرى المطحون، وإذا كان الطبيب نفسه يعانى ويُذل ليتلقى العلاج ويموت بهذا الشكل فما حال المريض العادى ؟!!!. [مربع نص: بقلم:_مدحت محي الدين] وأخيراً أحب أن أنبه المواطن إلى ضرورة الإهتمام بالوقاية من الأمراض فلا تتواجد بأماكن مغلقة ومكدسة واهتم بغسيل الأيدى بإستمرار ، وأوجه كلامى للأطباء ...أطباء هذا الزمان اللذين شاءت الظروف أن يعملوا مع تلك الوزارة المدمرة للصحة والغير عابئة بهم ولا بالمرضى ، أحب أن أقول لكم " أما انتوا صحيح دكاترة ما بتعرفش تهش القطط ، فين دكاترة زمان اللى كانوا بياكلوا القطط !!!" . اللهم يا مفرج الكروب فرّج الكرب واشف مرضانا وارحم موتانا واحفظنا بما تحفظ به الصالحين يا أرحم الراحمين .