أعلن الدكتور حسام بدراوي، الأمين العام أمين "السياسات" للحزب "الوطني"، أن الحزب سيتقدم بمرشح لانتخابات رئاسة الجمهورية المقررة في سبتمبر، وسيتم ذلك خلال اجتماع لأعضاء هيئة مكتب الحزب مع رئيس الحزب الرئيس حسني مبارك، دون أن يكشف عن اسمه وإن أكد أنه سيكون مفاجأة للجميع. وقال بدراوي ل "المصريون" إن الحزب بصدد إجراء عملية هيكلة واسعة وإعادة ترتيب لأوضاعه الداخلية في ظل تطورات الأوضاع الحالية في مصر، موضحا أنه سيتم إجراء عملية "غربلة" للحزب من أعضائه ونوابه ولن يكون هناك مكان لأي عضو تحته علامات استفهام أو تدور حوله شبهات مالية أو التربح من أموال الدولة. وعلى الرغم من الاستقالات العديدة التي شهدها الحزب مؤخرا، إلا أنه أكد أنه لا يزال متماسكا وسيحافظ على قوامة برغم استقالة مجموعة من أبرز قياداته، وعلى رأسهم صفوت الشريف الأمين العام السابق وجمال مبارك أمين "السياسات" وزكريا عزمي الأمين العام المساعد وغيرهم. وقال إن الحزب سيقوم بتنفيذ إستراتيجية جديدة تعتمد على النزول للشارع والانخراط مع المجتمع، مشيرا إلى أن الحزب يبلغ عدد أعضائه حاليا أكثر من ثلاثة ملايين عضو، ومن المتوقع أن ينسحب عدد كبير منهم بخروج القيادات الحزبية لكن القوام موجود ومتماسك والهدف خلال الفترة القادمة إعادة الثقة في الحزب وقياداته. وتوقع بداروي في احل إجراء انتخابات برلمانية خلال الفترة القليلة القادمة فإن الحزب سيتمكن من الفوز بعدد كبير من المقاعد، لأنه سيعمل على ترشيح الشخصيات الشعبية، القريبة من المواطن وليس العكس، فالمواطن أهم ما يشغله فى العملية الانتخابية هو وجود نائب يقوم بخدمته ويجده باستمرار في مقره الانتخابي. وأوضح أن عددا من رجال الحزب أعلنوا عزمهم القيام بإجراء إصلاحات وعمليات ترميم لمقرات الحزب التي دمرت خلال الأيام الماضية، وستكون البداية بالمقرات على مستوى الأقسام والمراكز، ثم المقرات على مستوى المحافظات، انتهاء بمقر الأمانة العامة الذي التهمته النيران خلال مظاهرات "جمعة الغضب" في 28 يناير الماضي، مؤكدا أن ميزانية الحزب ستساعد بشكل كبير في ترميم المقرات التي دمرت. وتوقع بدراوي إقدام عدد كبير من أعضاء الحزب البارزين على تقديم استقالاتهم من الحزب خلال الأيام القريبة القادمة، لأنهم "لن يستفيدوا من الحزب ولن يستطيعوا أن يفعلوا أي شيء خارج عن الشرعية والقانون". وفي تصريحات منفصلة لبرنامج "مصر النهاردة" على التلفزيون المصري، اعترف بدراوي أن الحزب "الوطني" فقد الكثير من مصداقيته داخل الشارع المصري، مرجعا ذلك إلى أن "أعضاءه القدامى كانوا يتعاملون بتعال شديد وغطرسة حتى على أعضاء الحزب وكل من ينادي بالإصلاح من داخل الحزب نفسه". وقال بدراوي: "أنا أمام تحد كبير منذ أن توليت هذه المهمة، فنحن أمام مرحلة انتقالية فأغلب القيادات المعروفة في الحزب أقيلت أو استقالت ونحن أمام حزب جديد بلا تعال ولا غطرسة كي يكون على تواصل مع الناس، وأمامنا أعضاء برلمان الشعب لا يُثق فيهم لأنهم نجحوا بالتزوير". وتابع "بالتالي فسأعمل في الفترة القادمة على أساس منهجي وعلمي كي استقطب الرموز والمفكرين والناس للحزب، فلابد من تغير حتى الاسم نفسه كي يسهل التواصل مع الناس وأنا لا أريد أن أقفز على الأحداث، ولكن لابد أن هذا الانطباع السيئ عن الحزب لدى الناس أن يتغير". وردا حول ما إذا قدم الرئيس استقاله من رئاسة الحزب وهل سيؤدي ذلك إلى انهياره، أجاب بدراوي بالنفي، وقال: "لا لن يقع الحزب بعدم وجود الرئيس، لأني لو تطلب الأمر سأغير حتى اسمه كما قلت وسياسته، وسأستقطب كل الإصلاحيين للحزب كي ننهض مرة أخرى بأفكار تؤثر في المجتمع المصري بالإيجاب وليس بالسلب". وسخر بدراوي من شعارات الحزب السابقة مثل: "من أجلك أنت " و"عشان خاطر مستقبل ولادك"، وقال إن "الحزب الجديد سيكون بأفكار منتجة وليس مجرد شعارات ترفع وأفعال لا تواكبها". وحول الخطوات القادمة، قال: "نحن أما برلمان سيحدث فيه انتخابات تكميلية في البرلمان بسبب الطعون في الوقت الذي أريد فيه أن أمحي مرارة وغضب وكراهية الناس للحزب "الوطني" بسبب رموزه القديمة، فأريد أن أبني هيكل جديد للحزب قائم على عدم التعالي والغطرسة". وقال: سندعو لمؤسسات قوية في مصر وهذا تحد سأحاول تنفيذه من خلال استقطاب شخصيات محبوبة لدى الشعب تتمتع بمصداقية. وشدد على أهمية التعديلات الدستورية، قائلا إن التعديلات الدستورية الخاصة بالرئيس مهمة في هذه المرحلة وانتخابات مجلسي الشعب والشورى فيما بعد ستشهد تغيرا في الشكل والموضوع. من جهة أخرى، قررت الأمانة العامة للحزب "الوطني" اتخاذ مقرات مؤقتة وذلك لحين الانتهاء من ترميم مقر الأمانة العامة بكورنيش النيل، ومن بينها المقر الواقع أمام حديقة "الميرلاند" بمصر الجديدة والتي كانت مقرا للدراسات السياسية للحزب. ومن المنتظر أن يقوم الأمانة العامة بتصعيد عدد من الشباب خلال المرحلة القادة لتتولى مناصب قيادية وتنشر أفكار المرحلة الجديدة التي سيتبناها الحزب من واقع المتغيرات السياسية. يأتي هذا فيما تسربت معلومات من قيادات الحزب "الوطني" حول أن عددا من أعضاء الحزب البارزين سيتقدمون باستقالاتهم خلال الساعات القادمة، ومن بينهم إبراهيم كامل ومحمد أبو العنين وحسين سالم وحسن راتب، إضافة لعدد من رؤساء تحرير الصحف القومية منهم مجدي الدقاق رئيس تحرير مجلة "أكتوبر" وأسامة سرايا رئيس تحرير "الأهرام" وعبد المنعم سعيد رئيس مجلس إدارة مؤسسة "الأهرام" ورفعت رشاد رئيس تحرير مجلة "آخر ساعة" وطارق حسن رئيس تحرير "الأهرام المسائي" ومحمد على إبراهيم رئيس تحرير "الجمهورية".