يمكن للمرء أن يتجنب الأكاذيب التي يهيلها علينا الإعلام المصري بسهولة فقط سننفذ نصيحة صفوت الشريف حين سأله الناس عن قنوات العري الفضائية فنصحنا بتغيير المؤشر عنها أو إغلاق التليفيزون لكن لا يمكن أن يستمع المرء للأكاذيب التي تهيلها علينا بعض ألسنة حمقى في القنوات الإعلامية المحترمة التي لا نغير مؤشرات التليفيزيون عنها بعد أن تغير إإعلامنا فأصبح فقياً من بعد أن كان شريفياً (وكلاهما فاشل.) الإدعاء بأن جميع طلبات الشباب في الميدان قد تحققت هو إدعاء باطل بل وكاذب كذباً بائساً (وأمتلك من الفصاحة ما يجعلني أستخدم لغة أقسى غير أن شعار "سلمية - سلمية" يجبرنا على إحترام أنفسنا). يكذب الكثيرون حين يقولون أن مطالب الشباب في الإصلاحات الدستورية تحتاج وقتاً ولا يمكن أن تتم في 48 ساعة! هذا إستخفاف بالعقل لا يمكن السكوت عليه فهذا الكذب لا ينطلي علينا ولا على الشباب الذي يقدم روحه كل يوم فداءاً لوطنه من إحتلال مقيت له من عائلة مبارك المليارية. إنهم يكذبون وهذا طبيعي ممن إستمر يكذب حتى فقد الفاصل بين الكذب و الحقيقة وهم يحاولون أن يجرونا ويجروا الشباب إلى تفاصيل كثيرة (تكمن فيها شياطين كثيرة) لا طائل منها ولا يمكن أن تكون هي مطالب الشباب. الإصلاحات الدستورية - ومن إسمها - تعني أن ترقع مادة هنا وتعدل مادة هناك ثم يقولون لنا هذا هو أقصى ما نستطيع و غاية أمانيكم وعليكم القبول بها - وهذا دجل تعودنا عليه و إستخفاف من المنظرين لم يعد في الإمكان أن نتسامح معه - هي محاولة للإحتفاظ بالدستور الذي يجمع في يدي مبارك سلطات هائلة. إن مطالب الشباب - وأنا هنا لا أتحدث بإسمهم فليس لي هذا الشرف - ليست أكثر من أن يرحل السيد مبارك عن سُدة الحكم - فقط يرحل ويترك الحكم - هل هذا صعب على الفهم؟ هناك سيناريوهان إثنان فقط لا ثالث لهما لهذا الرحيل - إثنان فقط يؤولان إلى واحد إن لم يصلح الأول دستورياً. الأول (وهو ما يناسب الولاياتالمتحدة والغرب عموماً): أن ينقل السيد الرئيس صلاحياته كافة إلى نائبه (بما فيها سلطة حل مجلسي الشعب و الشورى - المزورين الفاسدين الفاقدين لأي معنى من معاني الصلاح) بحيث يستطيع هذا النائب - قصير المدة في الحكم - أن يقوم بعدها بتشكيل لجنة وطنية لوضع دستور جديد - فإن لم يكن هذا متاح دستورياً فيكون السيناريو الثاني. الثاني (وهو بذاته كاف دون الأول ودون حاجة للف ودوران): 1- (وهو ما نريد:) أن يقوم السيد مبارك بحل مجلسي الشعب و الشورى ثم يتقدم بإستقالته للسيد رئيس المحكمة الدستورية الذي سيتولى طبقاً للدستور الحالي منصب رئيس الجمهورية المؤقت فيقوم سيادته بتشكل حكومة وطنية ولجنة من الخبراء لوضع دستور جديد محترم يليق بجمهورية مصر العربية ويرتفع إلى مستوى الثمن الغالي الذي تم دفعه لنيله (وأعتقد أنه يستطيع أن يعلن إيقاف العمل بإسم الدستور القديم حتى وضع دستور جديد) 2 - (وهو ما يجب أن نحذر منه:) أن لا يتقدم السيد مبارك بإستقالته إلى مجلس الشعب (كإجراء ينص عليه الدستور) إذ من بعدها سيتولى السيد سرور رئاسة الجمهورية بصفة مؤقتة (طبقاً للدستور الحالي) وسيقوم عندها السيد سرور بجمع شراذم حزنه الوطني و ترشيح السيد سليمان لرئاسة الجمهورية بفترة رئاسة 6 سنوات أتوقع أن تكون أول قراراته فيها (أو حتى لو تولى مؤقتاً) عفو عام وشامل عن السيد مبارك وعائلته مع ضمانة بعدم الملاحقة القضائية (حالة يلتسين) إذن ما يريده الشباب الرابط في ميدان التحرير هو الرحيل ولا يكون هذا إلا بإستقالة و كتابة الإستقالة لا تستغرق أكثر من خمس دقائق فقط لا غير على حد علمي. إن المراوغات والأكاذيب عن أهمية إعطاء الفرصة لإصلاحات دستورية "ترقيعية" هي إدعائات ترقى إلى مرتبة الخيانة العظمى - غير أن مردديها فعلاً خونة ولهذا فلا عجب أن تخرج منهم. يتحدث الكثيرون عن إستحالة تنفيذ المطالب الدستورية لأن هذا يستغرق وقتاً وها هو السيد سرور يقول أن عملية تعديل مادتي الدستور تحتاج شهرين ثم عمليات تصحيح العضوية (وهو مصطلح أسمعه لأول مرة في حياتي ولم تسمعه أذني أو تقع عليه عيناي من قبل) التي تستدعي الأخذ والرد في المحاكم - أي عمليات الأخذ والرد و المماطلة بدأت من قبل أن نبدأ! إن كل هذه الإدعائات إن هي إلا إغراق في تفاصيل كثيرة وليتها تفاصيل في صلب الموضوع وأصل المطالب - بل يراد بها الضحك على عقول شباب أثبت كل يوم أنه أوعى كثيراً من هؤلاء الحمقى مدعي المعرفة السياسية. سمعت مرتين عبارة "أن المطالب تحققت و يجب أن نحصل على فرصة لكي نحقق الإصلاحات الدستورية ويجب على الشباب أن يترك ميدان التحرير وإن لم نفعل فميدان التحرير موجود ويمكنهم أن يتجمعوا للإحتجاج من جديد!!!" وقد ضحكت كثيراً من هذه الجملة التي وردت على لسان السيدان ...... و ..... والسيد نبيل لوقا بباوي (الذي يدافع عن سيده بإستماتة أذهلتني شخصياً) ذلك انهم يعتقدون أننا من السذاجة (وأنا هنا أجمع نفسي و القراء كمؤيدين لمطالب الشباب) بحيث نثق أنهم سيتركون هؤلاء الشباب - الذي قتل تصويراً وبحثاً وتوثيقاً وأصبح لكل منهم ملفاً متخماً بما لا يقل عن 1000 ورقة وصورة - سيتركونهم في بيوتهم و لن يمسهم سوء من قوات أمن يراها العالم كله الأن وهي تنفذ الأمر (shoot to kill) كما أنني ضحكت حتى إستلقيت أرضاً (ضحك كالبكاء بدموع كالدماء) ذلك انهم يظنوننا من السذاجة بحيث سنصدق أن دولة بوليسية كمصر الحالية (مصر مبارك - العادلي والبقية) لن تهبط عليها فجأة خطط تنموية لجميع الميادين العامة فيها بحيث تزرع بمبانى خرسانية لا تسمح بتجمع أعداد كبيرة كما هو الحال اليوم! الأخوة المنظرون بالله عليكم أسمعونا صمتكم و أتركونا نحقق ما نريد بتحقيق مطالبنا وكفاكم خزياً أنكم على ما أنتم عليه Masry in USA