علمت "المصريون" أن الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر رفض مقابلة القاصد الرسولي للفاتيكان بمصر مايكل لويس فيتزجيرالد، في استمرار لاحتجاجه على تصريحيات البابا بنديكيت السادس عشر حول دعوته للغرب بالتدخل لحماية الأقباط في مصر، في أعقاب الهجوم الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية. وكلف الطيب، الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر للحوار والسفير محمد رفاعة الطهطاوى المتحدث الرسمي باسم الأزهر باستقبال سفير الفاتيكان، الذي عقد يوم الاثنين الماضي وأكدت مصادر بمشيخة الأزهر، أن سبب رفض الطيب مقابلة السفير هو إساءة الفاتيكان المتكررة للإسلام والمسلمين وتدخله في الشئون الداخلية للمسلمين بحجة حماية المسيحيين، الأمر الذي دفع الأزهر إلي تجميد الحوار مع الفاتيكان إلى أجل غير مسمي، بالإضافة إلى تصريحات تؤكد أن الحوار مع الجانب الإسلامي سيستمر ولكن مع إيران. أكد الدكتور محمود عزب مستشار شيخ الأزهر ورئيس مركز الأزهر للحوار، أن الأزهر لا يعبأ بتهديدات الفاتيكان بنقل الحوار مع الإسلام إلى إيران، وأشار إلى أنه سيكون الخاسر الوحيد جراء هذه الخطوة لأن إيران دولة وليست مرجعيه دينية، بالإضافة إلى أن الأزهر يمثل الإسلام الوسطي المعتدل بعيدا عن الغلو والتطرف. وأشار إلى أن تجميد الحوار مع الفاتيكان لا يعني توقف الحوار الديني القائم على الاحترام والتفاهم مع الكنائس أو الهيئات والمؤسسات الدولية؛ فالأزهر على علاقة طيبة بالجميع ولن يضيره توقف الحوار مع الفاتيكان لسنوات معدودة حتى تعود الأمور إلى نصابها الصحيح القائم على الاحترام المتبادل، ويتوقف الغرب المتعجرف عن تصريحاته وممارسات سياسة الإملاءات التي يتبعها مع الدول الإسلامية، التي لا تراعي التنوع الثقافي والخصوصيات والهويات الوطنية. واستنكر الإساءات المتكررة والتدخلات غير المقبولة من بابا الفاتيكان والتي تمس العقائد والهوية الوطنية المصرية، وأكد أن الأزهر ينتظر خطوات من الفاتيكان لإصلاح ما أفسده مع المسلمين بسبب تدخله "السافر" في الشئون الداخلية. يشار إلى أن مجمع البحوث الإسلامية بالأزهر أعلن في اجتماع طارئ الخميس، برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر تجميد الحوار بين الأزهر والفاتيكان إلى أجل غير مسمى، ردًا على تصريحات لبابا الفاتيكان بنديكت السادس عشر طالب فيها الغرب بالتدخل لحماية المسيحيين في مصر في أعقاب التفجير الذي استهدف كنيسة القديسين بالإسكندرية في مطلع العام. وقال المجمع في بيان عقب الاجتماع، إن القرار "جاء نتيجة تعرض بابا الفاتيكان للإسلام بشكل سلبي أكثر من مرة وتأكيده، بغير حق، على أن المسلمين يضطهدون الآخرين الذين يعيشون معهم في الشرق الأوسط"، وفق ما نقلت وكالة الأنباء الألمانية.