شهدت الإسكندرية أمس مظاهرات حاشدة امتدت من المنتزه شرقا إلى ميدان المنشية غربا بمشاركة نحو 100 الف متظاهر في أضخم مظاهرة من نوعها، استجابة للمشاركة في "يوم الغضب" تركزت الهتافات خلالها على المطالبة برحيل الرئيس حسني مبارك، وحل مجلس الشعب، ووقف بيع الغاز لاسرائيل، وإنهاء حالة الطوارىء المعمول بها في مصر منذ نحو 30 عاما. ومع انطلاق المظاهرات لم يحاول الأمن التدخل أو عرقلتها، وبمضي الوقت تدخل بقوة لتفريق المتظاهرين ومنع تقدمهم خاصة المظاهرة التي حاولت التقدم نحو ديوان عام محافظة الإسكندرية بشارع فؤاد، وقام بالاعتداء بالضرب على بعضهم، وأطلق الغاز المسيل للدموع على الآلاف من المتظاهرين في مظاهرة المنشية والتى تقدمت نحو محطة الرمل، ثم إلى مكتبة الإسكندرية، حيث تعطلت حركة السير بطريق الكورنيش. واستخدمت قوات الأمن الرصاص المطاطي، والغاز المسيل للدموع بكثافة في منطقة سيدي جابر لتفريق المتظاهرين، وقدرت مصادر أعداد المصابين بأكثر من 300 شخص، كما قدر أعداد المعتقلين بأكثر من 100 شاب. وفي ميدان المنشية بالإسكندرية تظاهر أكثر من 50 ألف شخص في مسيرة تحركت إلى ميدان محطة الرمل، ثم إلى ميدان مسجد القائد إبراهيم حيث حرص المتظاهرون على الصلاة، ثم سلكت طريق الكورنيش فى اتجاه مكتبة الاسكندرية قبل أن تتصدى لهم قوات الأمن وتحاول منع تقدمهم. ومزق المتظاهرون جميع اللافتات لميدان محطة الرمل، التى حملت صور جمال مبارك، وتدعوا لانتخابه، ورددوا هتافات، منها "ثورة في تونس وثورة في مصر" ، "علي صوتك بالهتاف مش حنطاطى ومش حنخاف" ، "ارفع ارفع في الأسعار بكرة الدنيا تولع نار"، "الإصلاح بقى شيء مطلوب قبل الشعب ما ياكل طوب"، "يا وزراء طفوا التكييف مش لاقيين حتى الرغيف" ، "حد أدنى للأجور قبل ما الشعب يثور"، "عايزين علاج كويس عايزين تعليم كويس كويس". وتصدت قوات الامن لمظاهرة أخرى سلكت شارع فؤاد متجهة إلى ديوان عام المحافظة للتظاهر أمام المحافظة، وفي شرق المدينة تحركت مظاهرة ضخمة ضمت أكثر من 75 ألف متظاهر انطلاقا من شارع 45 بمنطقة العصافرة، حيث تجمعت المظاهرات الصغيرة التي انطلقت في مناطق أبو خروف بالعصافرة قبلي، وشارع المعهد الديني بجوار مسجد مكةالمكرمة، وشارع هدى الإسلام بمنطقة سيدى قبلى إلى شارع ملك حفني ثم إلى ميدان سيدي بشر ثم إلى طريق الكورنيس إلى شارع الاقبال بمنطقة لوران حيث مقر مدير أمن الاسكندرية، وردد المتظاهرون هتافات ضد وزير الداخلية مطالبين بإقالته، كما هتفوا بسقوط نظام الحكم، ورحيل الرئيس حسني مبارك، ثم اتجهت المظاهرة الى شارع جمال عبد الناصر الى ميدان فيكتوريا ثم الى ميدان الساعه حيث التقت بالمظاهرة القادمة من ميدان الساعة حيث بلغ عدد المتظاهرين نحو 100 ألف متظاهر. وفشلت جميع محاولات قوات الأمن السيطرة على الموقف، أو منع التحام التظاهرتين، وأثناء مرور التظاهرة القادمة من شارع لوران امام قسم شرطة المنتزة، هتف المتظاهرون ضد وزير الداخلية، وممارسات الأمن ضد المواطنين، مطالبين بإلغاء حالة الطوارىء، خلال الهتافات التي رددوها. وشهدت منطقة الرصافة بمحرك بك مظاهرات حاشدة، اعتدت فيها قوات الأمن على شباب المتظاهرين بالهروات، كما أطلقت القنابل المسيلة للدموع، بالإضافة إلى القبض على عشرات الشباب لتفريقه . ونجحت المظاهرات التى انطلقت من غرب الإسكندرية وشرقها في الالتقاء بمنطقة سيدي جابر بالطريق المؤدي بين محطة القطار وكورنيش سيدى جابر على الرغم من محاولة قوات الأمن غلق الطرق المؤدية إلى مكان الالتقاء. كما اختطفت قوات الأمن العديد من المتظاهرين في سيارات الأجرة، وسيارات الترحيلات والانطلاق بهم بعيدا عن المنطقة. وفى دمنهور بمحافظة البحيرة، نجح العشرات من الناشطين السياسيين، وأعضاء جماعة "الإخوان المسلمين" في كسر الحاجز الأمني وتنظيم مظاهرة حاشدة أمام مسجد التوبة بمدينة دمنهور والتي انضم لها بعد ذلك المئات من الرجال والنساء مرددين الهتافات الرافضة لاستمرار النظام الفاسد وحكومة التزوير رافعين المطالب التي اتفقت عليها القوى السياسية. وردد المشاركين العديد من الهتافات، ومنها : "ثورة ثورة حتى النصر ثورة في كل شوارع مصر" ، "ارحل ارحل عنا يا ظالم" ، "ثورة ثورة يا مصريين على حزب المجرمين" ، "تحيا مصر .. تحيا مصر" ، "يا حرية فينك فينك .. الطوارئ بيننا وبينك" ، "مش هنخاف مش هنطاطي .. إحنا كرهنا الصوت الواطي" ، "شعب تونس يا حبيب .. شمس الثورة مش هتغيب" ، "بالروح بالدم .. نفديك يا وطن" ، "ارفع صوتك قول للناس .. إحنا كرهنا الظلم خلاص" ، "لما شعب تونس قام .. هرب اللص والمدام" ، "حد أدنى للأجور .. قبل الشعب ما كله يثور" ، "حقي ألاقي شغل وأعيش .. والملاليم ما بتكفيش" ، "يلا يا شعب عدي الخوف .. خلي الدنيا تصحي تشوف" ، "شعب حضارة ومجد سنين .. مش هيطاطي ليوم الدين" ،"يسقط يسقط الاستبداد" ،"حد أدنى للأجور قبل ما الشعب يثور." ورفع المتظاهرون العديد من اللافتات والصور التي توضح اعتداء الشرطة على المواطنين بالضرب والسحل، وأخرى ترفض تصدير الغاز لإسرائيل، وثالثة تطالب بحد أدنى للأجور 1200 جنيه، ورفع أيضا لافتات مكتوب عليها 25 يناير يوم الحرية ، 25 يناير صرخة المصري ، مطالبنا احترام حقوق المواطن. واستمرت التظاهرة وسط حصار أمني ثم تحرك المتظاهرون بقوة وفي صفوف منظمة إلى مسيرة كبيرة انضم لها العشرات من الأهالي مرددين الهتافات فاعتدت عليهم قوات الأمن، ومازالت التظاهرة مستمرة حتى لحظة إعداد هذا التقرير فى الثامنة مساء الثلاثاء. وكان الآلاف تجمعوا في ميدان التوبه بعد أن طوقتهم قوات اللأمن حيث صلوا العصر والمغرب مرددين دعوات على النظام بالرحيل، وأن يطهر الله مصر من الفاسدين. وكانت قوات الأمن المركزي انتشرت قبيل موعد التظاهرة بحي أبو الريش وميدان افلاقة بعد تسريب موعد غير حقيقي حتى يتمكن النشطاء من تنظيم المظاهرة في مكانها أمام مسجد التوبة . ووردت أنباء عن اعتقال نجل الدكتور جمال حشمت القيادي الإخواني، واعتقال اكثر من 50 من النشطاء فى دمنهور . وكانت الإسكندرية والمحافظات الخرى شهدت تواجدا أمنيا مكثفا منذ صباح الثلاثا, حيث كثفت أجهزة الأمن وجودها أمام مسجد الشيخ بمنطقة سيدي جابر, وأمام بوابة السكة الحديد بمنطقة محطة مصر, وخلف الجندي المجهول بمنطقة المنشية, وبميدان محطة الرمل, بالإضافة إلي مسجد القائد إبراهيم, وميدان الساعة, ودوران سموحة, وميدان الرصافة بمحرم بك , وأسفل كوبري الإبراهيمية. وهدت عشرات من سيارات الامن المركزى ترابض فى كل منطقة من تلك المناطق، بالاضافة إلى سيارات إسعاف، وسيارات إطفاء، وأخرى للكشف عن المفرقعات.