عن مؤسسة شمس للنشر والإعلام بالقاهرة صدرت رواية "لا يا شيخ" وهي الرواية الأولى للكاتب والصحفي المصري سعيد حبيب وهي مستوحاة من قصة حقيقية , تقع الرواية في 146 صفحة من القطع المتوسط , وتتناول حياة شقيقين الأول ملتزم دينياً والآخر غير ملتزم ..نزق..عابث ..تحركه رغباته, فيما تقدم الرواية صورة مغايرة عن عالم الملتزمين دينياً . يستند سعيد حبيب في روايته على معايشته عن قرب لعالم الملتزمين دينياً فوالده هو الدكتور كمال السعيد حبيب احد رموز الحركة الإسلامية في مصر , حيث يقدم صوره للشاب الملتزم دينياً وهو منصور بطل الرواية الذي يحب زوجته , ويمطرها بكلمات الغزل ,هذا الشاب يتم اعتقاله بموجب قانون الطوارئ لإجباره على العمل مرشداً لأحد ضباط المباحث , وفي احد فصول الرواية يرسم شقيقه فتحي هذه الصورة قائلا ( هو دا عيب التليفزيون والمسلسلات والأفلام دول ناس عادية جدا كل حاجة حلال عندهم إلا اللي قال عليه ربنا حرام ..ملتزمين شويه .. بيصلوا ويصوموا ويزكوا ويتفسحوا ويحبوا و يتحبوا وبياكلوا كل حاجة الا الحرام.. وبيشربوا كل حاجة الا الحرام ..وبيتفرجوا على التليفزيون ويروحوا سينما ويسافروا برة ., طب دا انا اخويا منصور دكتور حب زميلته واتجوزها,.. عمري ما شفت اتنين بيحبوا بعض كده بس مش حب بوسة ونغمض ويالا ..وجنينة الاسماك وكوبري الزمالك وتحت بير السلم او ابقى تعالي بالليل وانا اوريك الويل ...لأ حب بتاع رحمة ومودة وخلفة عيال حب يدوم مش حب لف وارجع تاني ..ومشفتش اتنين اسعد منهم لغاية ما الحكومة قفشته.. بس المصيبة اننا بنقعد نتفرج على التلفزيون كده ونصدق اي حاجة غلط ..طب قولي يا معلم انت مش لاحظت ان كل الافلام من ساعة ما بدت السينما وفي اي بيت لازم يكون فيه خمره ..اي بيت عادي ..طب هو دا صح ..هوة دا بيحصل) تستعرض الرواية قانون الطواريء وظاهرة الاعتقال المتكرر, حيث يقول الضابط حمدي زهران لبطل الرواية منصور عبد الله : ( انت هنا مش داخل بتصريح ومحدش يعرف عنك حاجة يعني ممكن اموتك دلوقتي عادي ..لأنك مش عندي ومحدش حيسألني عنك وعلشان تصدق انا حاحكيلك القصة في حاجه اسمها الاعتقال المتكرر يعني ايه بقى ؟ يعني المادة الثالثة من قانون الطوارئ تجيز اعتقال الأشخاص المشتبه فيهم او الخطرين على الأمن و النظام العام ودا رأي او وجهة نظر وانا ممكن اقول انك خطر على الامن والنظام العام بمزاج أمي , المهم حضرتك بعد ما باعتقلك حتتظلم وبعد ما تتظلم حاطلع قرار جديد من وزارة الداخلية بتاريخ لاحق لتاريخ الافراج عنك ..وممكن القرارات دى تطلع لمدة عشرين سنة عادي ..بمزاجي ..وعلشان احنا كويسين وقلبنا رهيف ساعتها حنبلغ اهلك علشان يجولك زيارات وحنقعدك مع بقية المساجين وحتعيش حياتك بقى في السجن كأنه بيتك..اتمنى تكون فهمت؟) وبحسب المنظمة المصرية لحقوق الإنسان فإن الاعتقال المتكرر يمثل أحد التطبيقات الشاذة لإساءة السلطات الأمنية استعمال صلاحيتها الاستثنائية بموجب المادة الثالثة من قانون الطوارئ و التى تجيز لها اعتقال الأشخاص المشتبه فيهم او الخطرين على الأمن و النظام العام. وتؤكد المنظمة المصرية لحقوق الإنسان أن الاعتقال المتكرر ليس من قبيل الاستثناءات أو التجاوزات الفردية الشاذة التى قد تقع فيها السلطات الأمنية أثناء ممارسة صلاحيتها باعتقال المشتبه فيهم او الخطرين على الأمن والنظام العام ولكنه اخذ طابع الظاهرة العامة المطردة وذلك بالنظر لكثافة أعداد المعتقلين بشكل متكرر من ناحية وتعمل السلطات الأمنية على إعادة اعتقالهم بموجب قرارات إدارية جديدة بمجرد حصولهم على أحكام نهائية بالإفراج عنهم من ناحية أخرى, علما بأن الاعتقال المتكرر ينتهك حق الأشخاص فى الحرية والأمان الشخصى المنصوص عليه فى المادة 41 من الدستور والتى تقضى بأن "الحرية الشخصية حق طبيعى وهى مصونة لا تمس وفيما عدا حالة التلبس لا يجوز القبض على أحد أو تفتيشه أو حبسه أو تقييد حريته بأي قيد أو منعه من التنقل إلا بأمر تستلزمه ضرورة التحقيق أو صيانة أمن المجتمع. ويصدر هذا الأمر من القاضى المختص أو النيابة العامة وفقا لأحكام القانون". لم ينس حبيب أن يستعرض في روايته أزمة العنف والعنف المضاد حيث يكتشف بطل الرواية منصور أن (نشأة فكر التكفير الذي ترفضه تماما لا تختلف كثيرا عن المناخ الذي تعيش فيه ولا علاقة لها بأي تأصيل ديني, انها فكرة نفسيه جاءت نتيجة العنف والتعذيب الشديد وبدأت بأسئلة منطقية: هل من الممكن ان يكون ذلك العسكري الذي يواظب على ضربي بالخيرزانة تارة وبالسوط تارة أخرى مسلماً؟ هل الضابط الذي أمرة بأن يفعل ذلك مسلم؟ هل الحكومة التي وضعت هذه القوانين حكومة مسلمة؟ هل العنف الذي يتقنون ممارسته مع اهالي المعتقلين من الإسلام؟ ولماذا يندهشون اذا تم الرد عليه بعنف مماثل..القضية برمتها تتحول إلى ثأر وليس عمل إرهابي. انه عنف وعنف مضاد ليس اكثر من ذلك, لكن الناس لا تعرف ذلك هي تعتقد ان العنف مجاني وانه يمارس من قبل جماعة من البدائيين يطلقون لحاهم ويرتدون جلابيب قصيرة ويمارسون العنف لمجرد العنف اذا عرفت ان زوجتك تم تهديدها بهتك العرض أمامك وانت معلق كالشاه المذبوحة ماذا ستفعل؟ دعك من أن اول قرار ستتخذه هو ان تطلقها وان كانت روحك في يدها لأنك انكسرت امامها مثل كوب من البلور رديء الصنع , لكن ستصبح قضيتك الشخصية هي ان تنتقم..الانتقام يصبح قضية حياتك مهما كلفك ذلك من فاتورة..ستصبح .."بايعها")