السلام عليكم .. إبنتى عنيفة فى إسلوب الرد وعصبية فى رد الفعل لأتفه الأسباب ، وغير متفوقة فى دراستها .. تنسى بسرعة البرق، رغم أن بقية إخوتها ليس مثلها إطلاقا.. لا أدرى لماذا هى غير مهذبة؟! ومن أين أتت به؟!! نتماسك جميعاً ولا نضربها، فهى فى الصف الثالث الإعدادى، ولكنها تتأسف بإلحاح ويؤنبها ضميرها على الأخطاء ولا تهدأ إلا بعد أن تحصل على السماح عن فعلتها، ورأفة بها نعطيها السماح وإلا بطنها يمغص وتتعب .. أمها انفصلت عنها منذ أن كان عمرها 3 سنوات وأمها أوروبية، وأمها المصرية الحالية توقد أصابعها شمعا لها، ولكنها تتطاول عليها أيضا ولكن بعدها تطلب السماح كالعادة، فهى تحبها..هل هناك حلا ؟؟ (الرد) أخى الفاضل..ابنتك تمر بأزمات نفسية داخلية يختزنها عقلها الباطن نوعاً ما.. ولذلك كان لابد من إستشارة أخصائى نفسى قبل الرد عليك.. ولقد قمت بالفعل باستشارة دكتور/ محمود الخولى ..أخصائى الطب النفسى ..عضو الجمعية المصرية للطب النفسى، وعضو الجمعية العالمية لطب الإدمان...والذى تفضل مشكوراً بالرد بالأتى: "لا يجب التعامل مع (السلوك) دون فهم ما وراءه من (أفكار) و (مشاعر).. فربما تكون ابنتك تشعر بقدر كبير من (الإحساس بعدم الأمان) وهو ما يتماشى مع (الانفصال عن الأم في سن مبكرة).. وتشعر أيضا بقدر آخر كبير من (قلة الثقة بالنفس) الناتج عن عوامل كثيرة كعدم التفوق الدراسي وما يتبعه من (مقارنة) أو (توبيخ) في المدرسة ومن الأسرة وتتكرر جرعات (المقارنة) و(التوبيخ) أيضا في الجو الأسري وهو ما يجعلها تشعر دائما بأنها (أقل من الجميع) وأنها (غير محبوبة) وربما (غير مرغوب فيها)!! كما أن طبيعة (أسلوب الرد العصبي) لا يجب التعامل معه على أنه (وقاحة أو سوء في الأدب) لأن ابنتك ببساطة (تشعر بتأنيب الضمير) كما أنها (تعتذر بإلحاح شديد) وهو ما يدل على أنها تعاني من شيء أساسي يتسبب في كل ذلك وربما يكون سببا في مشاكلها الدراسية أيضا وهو (الاندفاعية) حيث يتحول (شعور ما) أو (فكرة ما) إلى (فعل) أو (رد فعل) بالغ السرعة دون أن يخضع إلى (تفكير).. ولذلك يكون هذا الفعل (خاطئا) أو (مبالغا فيه) في أغلب الأحيان ويعقبه (تأنيب الضمير).. هذه (الاندفاعية) يمكن تفسيرها من وجهة نظر الطب النفسي بأوجه عدة ويحتاج الأمر لمزيد من المعلومات والتفاصيل حتى يتم تقييم السبب بدقة.. الشيء المهم يا سيدي أن ابنتك ليست (قليلة الأدب).. بل هي (تتألم نفسيا بشدة) ويزيد ألمها بسبب أنها (شديدة الاندفاعية)!! ابنتك في (مرحلة المراهقة) حيث تتكون شخصيتها وتنتقل من الطفولة إلى البلوغ بكل ما يحمل ذلك معه من تغيرات نفسية وفسيولوجية منها ما هو (طبيعي) وما هو (طبيعي استثنائي) وما هو (غير طبيعي).. لا تدعها تعيش كل هذا وهي تشعر أنها (منبوذة) أو (مكروهة).. لابد من استشارة طبيب نفسي متخصص في طب الأطفال والمراهقين لتحديد طبيعة (الاندفاعية) التي تعاني منها.. ولمساعدتها في (التحكم في الاندفاعية) " كانت هذه إجابة المتخصص النفسى على حالة ابنتك... * ومن جانبى / فابنتك يا سيدى فى عمر المراهقة..وشعورها بفقدان والدتها يجعلها تشعر بأنها فى مكانة مختلفة عن إخوتها .. وجميل أنكم تراعون كل هذا حيث يتضح من رسالتك..ولكن إلى حين متابعتها مع أخصائى نفسى أو سلوكى..فلابد من إحتوائها بشكل مختلف عما تحاولون فعله معها..وأرجو ألا يكون ذلك الاحتواء بنوع من التدليل الغير محبذ ، فالمبالغة فى التدليل مراعاة لظروف معينة للطفل "كعجز معين أو مرض معين أو فقدان أحد الأبوين"..قد تجعل فترة المراهقة من أصعب فترات المعاملة فى فعله ورد فعله تجاه من يقيم معه.. فلابد من الحزم والشدة الغير قاسية لبعض التصرفات المرفوضة.. مع العلم بأن شعورها بألام فى البطن مصحوبة بمغص هو أمر إيحائى كوسيلة وحيلة دفاعية للهروب من الموقف والتعاطف معها، ولذلك وعند حدوث مثل هذا الأمر فاللامبالاة وتركها دون اهتمام هنا أفضل ،مع مراقبة حالتها بدون ملاحظتها هى لذلك .. وكما ذكر د/محمود الخولى بأن ابنتك ليست "قليلة الأدب" كما تتوقع، ولكنها شديدة الاندفاعية.. والدليل بالفعل أنها تعتذر لشعورها بالذنب، كما أن إخواتها يعيشون نفس بيئتها وبنفس التربية ولكن يختلفون عنها سلوكياً.. وأخيراً سيدى .. فإن الخلل السلوكى الذى يعانى منه بعض المراهقين يلزمه إلتزام أكبر بالدين وتعمق فى فهمه بشكل صحيح قدر الإمكان، فأنصحك بأن تحاول إسماعها بعض الدعاة الذين يقتنع الشباب بأرائهم لغرس روح "الدين المعاملة" بداخلها، فكلما وعت ذلك كلما تغير سلوكها للأفضل بإذن الله.. كما أرسل تحياتى من خلالك إلى زوجتك المصرية الرائعة التى تشاركك فى تربية ابنتك وإستطاعتها الوصول لقلب الفتاة كابنتها.. هدى الله لك ابنتك وجعلها واخوتها من الصالحين والصالحات. ...................................................................... تنويه هام للقراء: لقد خصصت مساحة مميزة لقرائى الكرام من صفحتى يوم الإثنين من كل إسبوع ,من جريدة المصريون الورقية ,لكل من يريد أن يشارك ويفتح قلبه بنصيحة أو كلمة مفيدة,ليشارك معى بكلمات هادفة, فاليتفضل ويتصل بى ثم يرسلها لى عبر الإيميل المخصص للباب, مرفقة باسمه وصورته الشخصية , لنشرها فى صفحة باب "إفتح قلبك" تحت عنوان فقرة "قلب صديق"...أرحب بمشاركتكم وتواصلكم معى. .............................................................................. تذكرة للقراء: السادة القراء أصحاب المشكلات التى عرضت بالموقع الإلكترونى.. على من يود متابعة مشكلته بجريدة المصريون الورقية كل إثنين ملحق "إفتح قلبك" فسوف تنشر مشكلاتكم تباعاً بها..كما تسعدنا متابعة جميع القراء الأفاضل. ................................................... **لإرسال مشكلتك والتواصل مع الأستاذة/أميمة السيد عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته. وللرد المباشر للأستاذة أميمة على مشكلاتكم الإجتماعية والأسرية من خلال الهاتف فيمكنكم الإتصال برقم ( 2394) .