".. كنت علي الدوام شديد الاعتقاد بأنه يتعين علينا حتي نضع الرياضة في مكانتها الكبيرة التي تستحقها أن نعتبرها مثل أي مجال آخر في حياتها وأنها علي ثقة وثيقة بغيرها من المجالات فهي ليست بمعزل عن الاقتصادي ولا هي بعيدة عن السياسة ولا يمكن فصلها عن التاريخ أو عن الدين بل هي في مجملها تمثل تعبيرا عن الثقافة السائدة في أي مجتمع من المجتمعات بكل ما في هذه الثقافة من عادات وقيم وتقاليد". العبارات السابقة سطرها الناقذ الرياضي والإعلامي المعروف الزميل خالد توحيد في مقدمة كتابه القيم "كلام في الكورة.. مفكرون وسياسيون علي المستطيل الأخضر" ويتضمن مجموعة من الحوارات الشيقة مع شخصيات مصرية مهمة وبارزة مثل الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفي أمين والكاتب الكبير محمد حسنين هيكل والسياسي المخضرم خالد محيي الدين وحسين الشافعي عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الجمهورية الأسبق والمايسترو صالح سليم وفضيلة الامام الأكبر د. محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر السابق "رحمه الله" والدكتور نصر فريد واصل مفتي الجمهورية السابق والمهندس حسن عامر رئيس نادي الزمالك الأسبق وغيرهم من الشخصيات البارزة. وليسمح لي زميلي وصديقي الناقد الرياضي والاعلامي المتميز خالد توحيد ان اختلف معه في نقطة صغيرة ولكنها مهمة من وجهة نظري وهي عنوان الكتاب.. فقد وضع العنوان الرئيسي "كلام في الكورة" ثم عنوان تمهيدي صغير "مفكرون وسياسيون علي المستطيل الأخضر" وكنت أتمني أن يكون العنوان الرئيسي "مفكرون وسياسيون علي المستطيل الأخضر" بدلا من عنوان "كلام في الكورة" خاصة أن الكتاب يتضمن حوارات نادرة وشيقة ويحوي الكثير والكثير من الأسرار والمعلومات معظمها في مجالات السياسة والاقتصاد والدين وغيرها من مجالات الحياة المختلفة. تحت عنوان "مصطفي أمين في حوار صيفي" تضمن الكتاب حوارا أجراه المؤلف مع الكاتب الصحفي الكبير الراحل مصطفي أمين ذكر خلاله الكثير من الأسرار والمعلومات الجديدة منها علي سبيل المثال لا الحصر ان الملك فاروق لم يكن أهلاويا ولا زملكاويا وان حيدر باشا كان متعصبا للزمالك وكان ضد الأهلي وان المشير عبدالحكيم عامر كان أكثر رجال الثورة اهتماما بالرياضة وبالأخص كرة القدم رغم انه لم يمارسها وان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر شعر بالحزن العميق عندما خسرنا من البرازيل لانه كان يرفض الهزيمة وان الرئيس الراحل أنور السادات لم يكن صاحب انتماء لفرق رياضية بعينها وكان يحب المشي فقط.. لم ينكر مصطفي أمين حبه الشديد للنادي الأهلي وأكد انه كان يحرص علي مشاهدة كل مبارياته ويعرف أسماء جميع لاعبيه. في حوار امتد لأكثر من أربعين دقيقة تحدث الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل للزميل خالد توحيد وذكر ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان مهتما بالأندية أو الرياضة من وجهة النظر السياسية لأن ذلك جزء مكمل وضروري لبلد يتصارع سياسيا مع قوي كثيرة في عدة مجالات بما فيها مجال الرياضة وكان يهتم بمن يعبر المانش وبمباريات الكرة في افريقيا وكان ينظر لها كسفارات في واقع الأمر وانه كان يمارس المشي ولعب التنس والسباحة كنوع من الترفيه في الاجازات. الزميل خالد توحيد أكد في كتابه الشيق ان الكاتب الكبير محمد حسنين هيكل من أقدم أعضاء نادي الجزيرة حاليا ويحمل عضوية رقم 600 وجاء اشتراكه في نادي الجزيرة عندما كان رئيسا لتحرير مجلة آخر ساعة وكان الانجليز في ذلك الوقت مازالوا يتولون إدارة النادي. السياسي المخضرم خالد محيي الدين تحدث للزميل خالد توحيد مؤلف الكتاب عن الرياضة. ذكر انه أهلاوي ولكنه غير متعصب وان مختار التتش كان موهبة فذة ليس لها مثيل ولم يتكرر وان محمود الخطيب كان لاعبا جيدا وموهوبا.. وردا علي سؤال حول وجه التشابه بين الكرة والسياسة أكد خالد محيي الدين ان الصراع هو وجه التشابه بينهما فهناك صراع في كرة القدم علي البطولة وهناك صراع في السياسة علي الحكم. وتحت عنوان "حسين الشافعي يتكلم عن الرياضة والسياسة بين السادات وعبدالناصر" تحدث حسين الشافعي عضو مجلس قيادة الثورة ونائب رئيس الجمهورية الأسبق للزميل خالد توحيد وذكر ان الرئيس الراحل جمال عبدالناصر كان يؤمن بكل شيء ناضج في الرياضة أو غير الرياضة وانه كان يمارس لعبة التنس.. وأضاف ان حسين الشافعي ومختار التتش لاعبان لن يتكررا في الملاعب المصرية. معلومات مهمة جاءت علي لسان فضيلة الامام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر الراحل في حواره للزميل خالد توحيد منها ان الشيخ محمد الخراشي كان أول أصحاب الفضيلة الذين تولوا منصب شيخ الأزهر الرفيع عبر تاريخه علي الاطلاق وان عددا ممن تعاقبوا علي هذا المنصب الجليل باتوا الآن ثلاثة وأربعين شيخا علي مدي 344 عاما وان الأزهر استقر علي أرض مصر شامخا يمارس رسالته في نشر الدعوة والتنوير منذ ألف وسبعة وعشرين عاما. وعن افطار اللاعبين في شهر رمضان ذكر الدكتور محمد سيد طنطاوي انه لا يجوز بأي حال ولا عند مذهب من المذاهب الافطار في نهار رمضان للاعب مهما يكن دوره لأن الصيام فرض لا يجوز تركه ولا رخصة في الافطار فيه لأحد. وعن قضية المراهنات أكد الدكتور طنطاوي أن نظاما كان موجودا ثم حرمه الاسلام ومن يفعله من المسلمين له عقوبة تعزيرية. المهندس حسن عامر أدلي بحديث شيق للزميل خالد توحيد دافع خلاله عن الاتهامات التي طالت شقيقه المشير عبدالحكيم عامر وخاصة حياته الخاصة وزواجه من فنانة شهيرة.. وذكر ان المشير عبدالحكيم عامر لم ينتحر وذلك من خلال تقرير الطب الشرعي وانه طلب عام 1975 اعادة التحقيق إلا أن النيابة العامة أغلقت ملف القضية بدون سبب معروف. أنا شخصيا استمتعت بقراءة كتاب "كلام في الكورة" لما يحويه من معلومات مهمة وحوارات شيقة مع شخصيات مهمة وبارزة نحترمها ونقدرها جميعا.. شكراً لزميلي وصديقي الكاتب والناقد الاعلامي الشهير خالد توحيد علي هذا الكتاب القيم الذي يعد اضافة مهمة للمكتبة المصرية والعربية. [email protected]