كلما أصابت مصر أزمة و كان المسيحيون في مصر طرفاً فيها وجدنا الإعلام المصري - الذي أصبح في الذيل الأن نتيجة إعتبار "الكوسة" عنصر الإختيار الأول و ربما الوحيد فيه - يهرع أول ما يهرع إلى بطرق (يعني رئيس الكنيسة يا بتوع الإعلام) الكنيسة "الأرثوذكسية" و كأنه هو حامي حمى الديانة المسيحية و الممثل الوحيد لكل مذاهبها بمصر. تعتبر الكنيسة الأرثوذكسية ممثلة لمذهب واحد فقط من مذاهب مسيحية عديدة ممثلة في مصر و لها أتباع في مصر كالمذهب الكاثوليكي و المذهب الإنجيلي و المذهب البروتوستانتي و كل مذهب له طوائفه الخاصة به و على ذلك فإن إحتكار بطرق الكنيسة الأرثوذكسية الحديث بإسم المسيحية و المسيحيين في مصر هو أمر يدعونا للتعجب من جرأته الهائلة على تقمص هذا الدور و إصراره عليه. الرجل لا يجب أن يتحدث إلا بإسم مذهبه و كنيسته فقط لا بإسم المسيحية و المسيحيين كلهم. السؤال الأن هو ما الذي يدفع البطرق لهذا السلوك؟ نحن نعرف أنه قد قام بحملات شديدة ضد أتباع المذاهب الأخرى كما أنه يرفض أن تقوم أي كنيسة غربية بالتبشير بين أفراد كنيسته في تعد صارخ على حرية العقيدة الذي ما إنك يصدع رؤوسنا بها عن طريق نفر ممن يتحدثون بإسمه متى أطلقهم علينا ليؤذوننا بألسنتهم - فمن سمح له بإختطاف الديانة المسيحية و الإصرار على أن مذهبه (المذهب الأرثوذكسي الشرقي) هو الصحيح!؟ و كيف يسمح الإعلام المصري - الرائد - لهذا البطرق أن يحتكر الحديث بإسم المسيحيين و أن يلغي تماماً من الدولة أية صفة أخرى لمسيحيين أخرين!؟ نحن لا نرى مثلاً إحتفالات بميلاد المسيح طبقاً للمذهب الكاثوليكي - فمن أصدر الأوامر برفض الإعتراف بهذا العيد في الرابع و العشرين من ديسمبر؟ و هل هؤلاء المواطنون المصريون معدومي الحقوق للدرجة التي نسمح فيها للبطرق نظير أن يلغي وجودهم تماماً؟ و هل يجوز للبابا شنودة أن يمنع حتى أن يشعر المجتمع بأعيادهم لمجاملتهم فيها!؟ إننا حتى لم نسمع يوماً أن البابا قد زار مطرانية أو كنيسة كاثوليكية ليهنئ أتباعها بعيدهم - لكنه ينظر بعينيه الحمراوتين ليحصي من أتي و من لم يأتي من مسؤولي الدولة! نحن نعلم أن الكنيسة المصرية متهمة من قبل طوائف مسيحية أخرى بالهرطقة و الكفر و الخروج على تعاليم المسيح - كما نعلم أنها طردت من قبل بعض المجامع المسكونية و أنها لولا الرعاية التي تلقتها في كنف الإسلام و الحماية التي أسبغها عليها الإسلام لأصبح أتباعها تتخطفهم الطير كيف لا و عصر شهدائهم ما كان كذلك إلا لقتل الرومان (الكاثوليك) لهم حتى يثنوهم عن مذهبهم - فكيف إذن تسمح كنيسة نظير لنفسها أن تستولي على "سوق" المسيحيين في مصر؟ حين يتمعن المرء هذا الأمر يجد عجباً. فالبطرق يسمح لنفسه أن يحتكر الحديث بإسم المسيحيين في مصر - بل وبإسم المسيحية ذاتها في مصر ثم ها هو يهاجم أي كنيسة أخرى نراها تحاول التبشير بين أتباعه ثم ها هو يحتكر تفسير كتابه الذي يقدسه بحيث يصبح كل من يحاول البحث عن حلول و تخريجات للكثير من المسائل التي تواجه أتباعه معرض للعقوبات الكنسية التي تفرضها محاكمات تحت رئاسته المباشرة و من ثم الحرمان من الكنيسة أبداً بحجة أن "الكنائس كتير- هوه مفيش غير الكنيسة القبطية" رافضاً أن يسمح حتى بالصلاة حتى على من توفي إن كان قد إرتكب إثم الحصول على غضب البابا شنودة! موقفه من الأنبا ماكسيموس معروف و موثق - فقد ظل الرجل - نظير- على عناده و مكابرته و محاولاته الدؤوبة مع الدولة حتى إستطاع إستصدار قرار بنزع بطاقته الشخصية و من ثم التضييق عليه ليرحل خارج البلاد - فنظير لا يطيق أن ينافسه أحد على الزعامة و الرياسة! لم يسأل أحد نفسه مجرد سؤال من سمح لنظير أن يختطف الكنيسة المصرية و أن يعلن نفسه المتحدث الأوحد بإسم المسيحية و المسيحيين! Masry in USA