لقي شاب مصرعه في مواجهات اندلعت مساء أمس الجمعة بولاية المسيلة شرق الجزائر في سياق المظاهرات التي تشهدها البلاد منذ مساء الأربعاء احتجاجا على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والبطالة. وأعلنت تقارير صحفية أن الشاب العاطل عن العمل(20) عاماً لفظ أنفاسه الأخيرة قبل أن يصل المستشفى جراء إصابته بجروح بليغة في الرأس. وأكدت مصادر أن الشاب أصيب عندما اقتحم متظاهرون مركزًا للشرطة في بلدة عين الحجل شرق الجزائر العاصمة، مضيفة أن هناك أيضا إصابات في صفوف أفراد الشرطة الذين اشتبكوا مع المتظاهرين. وذكرت المصادر، أن العشرات أصيبوا فيما تم اعتقال آخرين أثناء مصادمات مع الشرطة بولاية سطيف شرق الجزائر، كما أصيب ثلاثة من رجال الأمن في مواجهة ببسكرة جنوب شرق البلاد، في حين شددت السلطات الإجراءات الأمنية في عدد من أحياء العاصمة ومدن رئيسية أخرى. وكانت الشرطة قد اعتقلت عشرات المتظاهرين، أول أمس، في مواجهات مع الشرطة بحي باب الواد في الجزائر العاصمة، بعد أن أحرق متظاهرون سيارات تابعة للشرطة. كما اعتقلت قوات الأمن 14 متظاهراً في حي الزيتون بمدينة تيبازة غرب الجزائر، إلى جانب جرح العديد من بينهم رجال شرطة. وقد دعت فرنسا يوم أمس مواطنيها المقيمين في الجزائر أو المسافرين إليها إلى توخي الحذر من احتمال وقوع "اضطرابات كبيرة" في كبريات المدن الجزائر. وفي من جهتها ذكرت مصادر أن الحكومة الجزائرية تعتزم اليوم عقد اجتماع طارئ يرأسه رئيس الوزراء أحمد أويحيى من أجل دراسة وسائل التحكم في ارتفاع أسعار مواد الزيت والسكر والطحين والحبوب التي شهدت زيادات قاربت 30% في ظرف أربعة أيام فقط. يشار إلى أن مئات الشبان اشتبكوا مع الشرطة في عدة مدن جزائرية في وقت سابق هذا الأسبوع، وقاموا بعمليات نهب لمتاجر في العاصمة. واستخدمت شرطة مكافحة الشغب يوم الأربعاء الماضي الغاز المسيل للدموع لتفريق شبان في حي باب الواد الذي شهد أغلب الاحتجاجات العنيفة في مدينة الجزائر. وزادت أسعار الطحين (الدقيق) وزيت الطعام إلى المثلين في الشهور القليلة الماضية لتبلغ مستويات قياسية، كما بلغ سعر الكيلوجرام من السكر 150 دينارًا بعد أن كان 70 دينارًا (0.27 دولار) قبل بضعة شهور.