نظمت عشر جامعات مصرية هي: الإسكندرية وحلوان وعين شمس والأزهر والزقازيق والمنيا وسوهاج وأسيوط والمنوفية وجنوب الوادي أمس وقفات ومسيرات تحت شعار (هايفضل محمد صاحب عيسى.. والجامع جنب الكنيسة) تؤكد وحدة الصف المصري في مواجهة محاولات بث الفتنة وزعزعة الاستقرار في الشارع المصري. يأتي ذلك بعد أن تلقت الجامعات تعليمات بتنظيم مسيرات ووقفات سلمية يشارك فيها رؤساء الجامعات والعمداء بشكل مستمر وذلك حتى نهاية الأسبوع الجاري للتنديد بحادث تفجير كنيسة القديسين، والتأكيد على وحدة الصف المصري فى مواجهة الإرهاب، في محاولة للتغطية على مسيرات الأقباط الغاضبة التي هاجمت الحكومة واعتدت على قوات الأمن واتهمت النظام بالتقاعس عن حماية الأقباط. وتضمنت التعليمات ضرورة مشاركة الطلاب فى تلك المسيرات، الأمر الذي أوقع إدارات الجامعات فى مأزق، بسبب انشغال الطلاب بالامتحانات ودفعها إلى تكليف إدارات رعايات الشباب بحشد طلاب اتحادات الكليات والمستفيدين من خدمات الرعاية لحضور تلك المسيرات، ومخاطبة عمداء الكليات لحشد موظفي الإدارات المختلفة لمدة ساعة للمشاركة فيها. وكانت الجامعات أوصت الكليات فى البداية بإصدار بيانات شجب للحادث لكنها طالبت لاحقا بتنظيم المسيرات ورصدت ميزانية مفتوحة من مصروفات مكتب اتحاد الطلاب لتجهيز اللافتات والبيانات التي توزع بالمسيرات. واستعانت إدارة جامعة حلوان بأتوبيسات الجامعة لحشد ما يزيد عن ألف أستاذ وطالب وموظف للمشاركة فى المسيرة التي تقدمها رئيس الجامعة الدكتور محمود الطيب ناصر الذي حث طلاب وأساتذة الجامعة وموظفيها من المسلمين على مشاركة المسيحيين في قداس عيد الميلاد الخميس القادم. وكان من اللافت حرص المشاركين من كافة الكليات على رفع لافتة ضخمة تشير إلى هويتها بعد تشديد رئيس الجامعة على ضرورة المشاركة فى المسيرة ورفض أي اعتذارات عن عدم المشاركة فيها. وفي جامعة عين شمس، شارك عشرات الطلاب ومعهم الموظفون يتقدمهم الأساتذة والعمداء في وقفة احتجاجية أمام قصر الزعفران على رأسها الدكتور رئيس الجامعة ماجد الديب الذي دعا المشاركين فى الوقفة للوقوف دقيقة حدادا على أرواح ضحايا الحادث، داعيا الجميع للذهاب إلى الكنائس عشية عيد الميلاد المجيد للوقوف صفا واحد ضد فلول الإرهاب. ورفع المتظاهرون فى وقفتهم الصامتة لافتات تؤكد على وحدة الوطن والمصير، منها "محمد صاحب عيسى.. والجامع جنب الكنيسة"، ""مصر بأولادها كبار وشباب.. إيد واحدة ضد الإرهاب"، و"صليب وهلال. إيدي في إيدك مهما اتقال". ووزع اتحاد الطلاب بالجامعة بيانا يدين تفجير الإسكندرية ويدعو الطلاب للمشاركة فى احتفالات المسيحيين القادمة. وفى جامعة الفيوم، أصدر اتحاد طلاب الجامعة بيانا باسم 20 ألف طالب وطالبة يندد بالحادث، وبعث الدكتور احمد الجوهري رئيس الجامعة نيابة عن الأساتذة والطلاب والعاملين برقية لرئيس الجمهورية يستنكر فيها التفجير ويؤكد وقوف الجامعة خلفه للقضاء على الإرهاب والحفاظ على أمن مصر ومستقبلها. وشهدت جامعة الأزهر وقفة احتجاجية عقب صلاة المغرب مباشرة بالمدينة الجامعية أعرب المشاركون فيها عن تنديدهم بالحادث. وكان لافتا أن أكثر المشاركين من طلاب جماعة "الإخوان المسلمين". وألقي طالب من أعضاء "الإخوان" بالجامعة كلمة أكد فيها أن التعامل الأمثل مع غير المسلمين يكون بالإحسان والعدل فلا يجوز ترويعهم ولا قتلهم، وأن الإسلام حرم سفك دماء الأبرياء بغض النظر عن الدين والجنس ما لم يكونوا مقاتلين أو محاربين، مبينا أن الرسول الكريم نهى عن إيذاء غير المسلمين. وشدد علي أن الجريمة التي طالت المسجد والكنيسة تدل على أن هناك أيد خفية تريد أن تعيث في الأرض الفساد وأن تهلك البلاد والعباد وتريدها فتنة طائفية من خلال خطة آثمة وضعوها بأيديهم. وقام الطلاب في أعقاب ذلك بتنظيم وقفة احتجاجية أمام بوابة المدينة الجامعية شارك فيها ما يقرب من ألفي طالب رفعوا خلالها علم مصر ولافتات تندد بالحادث، جاء فيها "الإرهاب لا دين له، أنا مسلم أنا أرفضه، لا لمن يريد إحراق مصر، لا لمثيري الفتنة، أنا مسلم مصري أزهري ضد الإرهاب"، معلنين للعالم أجمع رفضهم الإرهاب بجميع أشكالها، حسب قولهم. وخلال الوقفة التي شارك فيها الدكتور عبد الله الحسيني رئيس الجامعة، ردد الطلاب هتافات وشعارات منها "علوا صوتكم يا شباب.. الإسلام ضد الإرهاب"، "يا شبابنا رصو الصف .. الإسلام ضد العنف"، "مصر ذكرت في القران .. بلد الأمن والأمان"، "الإسلام دين حب وخير.. عمره ما شجع على التفجير". كما شهدت جامعة الإسكندرية مسيرة مماثلة، وأصدر طلاب "الإخوان" بالجامعة بيانا ينددون فيه بالحادث الأليم الذي استهدف دور العبادة، واعتبروا القائمين علي الحادث ملعونين في كل دين. وشهدت جامعات الزقازيق والمنيا وجنوب الوادي وأسيوط وسوهاج مسيرات مماثلة شارك فيها رؤساء الجامعات وعمداء الكليات ظهر اليوم. ومن المقرر أن تشهد جامعة القاهرة مسيرة شبيهة ظهر اليوم . وتوافد عدد كبير من طلاب جامعات مصر على المستشفى الألماني للتبرع بالدم لإنقاذ المصابين في حادث الإسكندرية، واعتبروا ذلك نوعا من التآزر مع المصابين في الحادث.